بعد جهود و تجارب دامت عامين نجح الكيميائى الشاب (محيى الدين حسن على) رئيس قسم فى مصنع سماد أسيوط فى ابتكار محرقة جديدة للنفايات الطبية الخطرة و المخلفات الزراعية تضمن التخلص الصحى الآمن بيئيا من تلك المخلفات و تتلافى تماما عيوب المحارق التقليدية فى المستشفيات؛ من خلال معالجة الغازات و الأبخرة الناتجة عن الحرق عن طريق أحواض غسيل و استغلال الطاقة الحرارية الناجمة عنها فى عمليات التبخير لتنقية مياه الصرف الصحى و الصناعى و تحويلها إلى مياه صالحة للشرب و استصلاح الأراضى الصحراوية و رى المحاصيل الزراعية بأمان كامل، فضلا عن الاستفادة بالمخلفات الصلبة المعدنية و غير المعدنية و تحويلها إلى سماد عضوى.
و أوضح محيى الدين أن المحرقة الجديدة تحرق 52 طن/ساعة من النفايات المختلفة و تعطى 1000 متر مكعب من المياه النقية الناتجة عن تكثيف الأبخرة المتصاعدة نتيجة عمليات الحرق، و يوفر تعميم تلك المحارق بمحافظات مصر كميات من المياه تكفى لاستصلاح و رى 50000 فدان سنويا من الأراضى الصحراوية المحيطة بمحطات الصرف الصحى التى تنشأ بجوارها تلك المحارق؛ فضلا عن الاستغناء عن أحواض الترسيب بمحطات الصرف الصحى.
و تنبع أهمية تلك المحارق الجديدة - كما يقول محيى الدين على - من أنها تتلافى جميع المشكلات الخاصة بالمحارق التقليدية من حيث منع الانبعاثات الضارة من الأدخنة و الغازات الملوثة للبيئة، و تولد كمية من الطاقة تكفى لتنقية نحو 80 متر مكعب/ ساعة من مياه الصرف الصحى؛ فيما يوفر نظام المحرقة نحو 900000 إلى 1000.000 جنيه شهريا فى فرز القمامة وحدها.
و يضيف محيى الدين على أن المحارق الجديدة تضمن التخلص من المخلفات الزراعية بطريقة لا ينتج عنها السحابة السوداء؛ وتقضى على المشاكل و الأضرار البيئية المرتبطة بالنفايات الطبية المحملة بالفيروسات و مصادر العدوى بالأمراض.
ساحة النقاش