فى ظل المناخ الحار الجاف الذى يسود فى مختلف بلدان الوطن العربى ، تصبح  الحاجة لاستخدام الزراعات المحمية أو مايطلق عليها الصوب أهمية قصوى لما لها من مميزات لتحقيق وفرة إنتاجية تسد احتياجات السوق المحلى و الخارجى.

" اثناء انشاء الصوب  وزراعة الاشجار2010"

من المميزات الهامة لتلك النوعية من الزراعة  التوفير فى كميات مياه الرى المستخدمة وذلك فى ظل محدودية المصادر المائية فى مصر والوطن العربى حيث تعتبر الصوب من اهم وسائل تحسين كفاءة الاستخدام الخاصة بالمياه وذلك فى ظل  استهلاك الزراعات التقليدية المكشوفة حوالى  65 % من كميات المياه المتاحة فى الوطن العربى بينما تستهلك الزراعة المحمية كمية مياه تعادل من 60 إلي 70% من كميات المياه التي تستهلكها الزراعات التقليدية المكشوفة وذلك لكفاءتها العالية فى استخدام المياه من خلال تأثيرها علي منع تأثير الرياح التي تزيد كمية البخر وأيضا تأثيرها علي زيادة الرطوبة ومن حيث تأثيرها علي نسبة الرطوبة داخل حيز الزراعة وبالتالي تمنع المزيد من فقد المياه نتيجة البخر.

 ومن الوسائل الحديثة التي يمكن من خلالها تحقيق هذا الهدف هو زراعة أصناف الفاكهة المختلفة (خاصة الاصناف المتقزمة) تحت  الصوب الشبكية وذلك لعدة اسباب وفوائد منها تحقيق مزايا الزراعة المكثفة حيث نجد ان انتاج الفدان تحت هذا النظام يعادل انتاج عدة افدنة فى النظام المكشوف كذلك حماية النباتات من التلوث والحشرات.

كما ان استخدام هذه التقنية يؤدى لحماية شتلات الفاكهة من الحشرات وأشعة الشمس الحارقة وتدل التجارب فى هذا المجال على حدوث طفرة كبيرة في معدل نمو أشجار الفاكهة وزيادة معدل عقد الثمار (بالمقارنة بنمو وعقد الاشجار التي تم زراعتها في نفس العمر بالحقل المكشوف)

وقد تم اتباع هذا الاسلوب فى تجربة رائدة فى مصر حيث تم انتاج اليوسفى الميركوت والفيرمونت والمانجو" صنف الكيت " تحت الصوب  فى وحدة الزراعة المحمية التابعة للوزارة – جزيرة الدهب-وكان المحصول جيد جدا من حيث الكمية ومن حيث المواصفات حيث فاق نمو ومحصول الاشجار مثيلتها المنزرعة فى الحقل المفتوح فى نفس المكان.

اولا زراعة المانجو :

تم استخدام صوب بمساحة 700 م2  تقريبا للصوبة من النوع المغطى بالثيران  حيث تم زراعة 175 شجرة مانجو من الاصناف المتقزمة  " صنف الكيت " فى هذه المساحة وكان المحصول جيد جدا من حيث الكمية ومن حيث المواصفات حيث بلغت الانتاجية للصوبة حوالى طن ونصف تقريبا كما  كانت مواصفات الثمار جيدة ونظيفة من الاتربة والاصابات الحشرية وقد فاق نمو ومحصول الاشجار مثيلتها المنزرعة فى الحقل المكشوف فى نفس المكان حوالى 3/4 طن ثمار وذلك نتيجة تاثير الصوبة على تقليل تاثير انخفاض وارتفاع الحرارة اثناء فترتى الازهار والعقد وكذلك تقليل تساقط الثمار بحمايتها من الرياح الساخنة ولسعة الشمس التى تقلل من جودة الثمار.

ومن الصور المرفقة يتضح مدى تناسق نمو النباتات ودخولها مرحلة التزهير فى نفس الوقت تقريبا مما يحقق سهولة وتجانس اجراء عمليات الخدمة المختلفة.

ثانيا زراعة اليوسفى فى الصوب:

تم  زراعة اصناف مختلفة من الموالح مثل يوسفى فيرمونت ويوسفى ميركوت فى  صوب بمساحة  700متر مربع حيث تم زراعة حوالى 100 شجرة داخل كل صوبةكما كان النمو الخضرى للاشجار مبكر ويسبق مثيلتها فى الحقل المكشوف حيث يؤدى الدفىء الموجود فى الصوبة لتشجيع الخروج المبكر للنموات الجديدة مما يؤدى الى تحسين وزيادة نموالاشجار

وقد بلغت انتاجية الصوبة من اليوسفى حوالى 2 الى 2.5 طن للصوبة فى حين كانت انتاجية نفس الاصناف المنزرعة فى الارض المكشوفة فى نفس الموقع  اقل من ذلك بكثير حيث لم تتعدى انتاجية نفس المساحة حوالى 3/4 طن وذلك نظرا لتعرضها والرياح الساخنة فى فترات عقد الثمار مما يؤدى لتساقط  كميات كبيرة منه مما يقلل المحصول النهائى للارض المكشوفة وكذلك الاصابات الحشرية فى الحقل المفتوح بصورة اكبر منها داخل الصوب.

الخاتمة :

يمكن تلخيص أهمية الزراعة المحمية في التوسع الرأسي في الزراعة إلي اقصي درجة وزيادة عدد النباتات في وحدة المساحة مما يؤدي إلي زيادة إنتاجية هذه الوحدة وبالتالي زيادة ربحية المزارع من الوحدة المساحية،وتعظيم الاستفادة من كميات المياه المتاحة واستخدام الاراضى المتوسطة الجودة بالإضافة إلي إنتاج بعض أنواع الخضروالفاكهة في غير مواعيدها التقليدية وبالتالي الحصول علي عائد مرتفع خاصة في الفترة من ديسمبر إلي إبريل، واستمرارية إنتاج بعض محاصيل الخضر طوال العام من خلال التكامل بين الزراعة التقليدية المكشوفة والزراعة المحمية. وأيضا إمكان استخدام التقنيات والانماط الحديثة في الزراعة المحمية والتي قد تكون تكلفتها الاقتصادية عالية تحت ظروف الحقل المكشوف كما يمكن في الزراعة المحمية استخدام اصناف الهجين عالية الجودة والمحصول.  

المصدر: جريدة الاهرام التعاونى - العدد2887 - يونيو 2015
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 375 مشاهدة
نشرت فى 30 يونيو 2015 بواسطة wabobatta

ساحة النقاش

د. وليد فؤاد ابوبطة

wabobatta
نهدف لنشر ما يتعلق بالتنمية المتكاملة فى الوطن العربى بمختلف دوله ولهجاته للارتقاء بمستوى معيشة المواطن العربى ووضعه فى المكانة الملائمة له »

ابحث

تسجيل الدخول