منذ الاف السنين اصطدم مذنّب بالأرض فسبب عملية تسخين لرمال الصحراء الإفريقية أوصل درجة حرارتها إلى 2000 درجة مئوية وكوّن كميات هائلة من السليكا الصفراء المعروفة بإسم زجاج الصحراء الليبية التي تمتد اليوم مبعثرة على مدى منطقة تصل مساحتها إلى 6000 كيلومتر مربع في الصحراء الإفريقية.
ومادة المذنّب مراوغة جداً فلم يتم العثور على شظايا منها من قبل على الأرض أبداً باستثناء جزيئات غبار مجهرية الحجم في الغلاف الجوي العلوي وكذلك في بروش هيباتيا للملك الفرعون توت عنخ آمون.
وبعد إجراء التحاليل الكيميائية على حصاة من زجاج الصحراء الليبية وصل الباحثون إلى استنتاج أنه يمثل أول عينة معروفة من ناحية نواة المذنّب بدلا من اعتباره نوع غير عادي من النيازك.
و نشرت نتائج هذا الاكتشاف في دراسة بمجلة “رسائل علوم الأرض والكواكب” و يمكن أن تساعد هذه النتائج الباحثين على الكشف عن أسرار تشكيل نظامنا الشمسي.
وقال البروفيسور ديفيد بلوك من جامعة ويتس الذي قاد فريق البحث أن: “المذنّبات تزور سمائنا دائماً و لكن لم يحدث من قبل أن تم العثور على مواد من المذنّب على الأرض في أي وقت مضى طوال التاريخ”.
وقال البروفيسور كرامرز: وكالتي ناسا (وكالة الفضاء الامريكية) ووكالة آسا (وكالة الفضاء الأوروبية) تنفقان المليارات من الدولارات من أجل جمع بضعة ميكرو جرامات من مادة المذنّب و إعادته إلى الأرض، و الآن لدينا نهج جذري جديد من دراسة هذه المادة دون الحاجة إلى إنفاق المليارات من الدولارات لجمع مثل هذه المعلومات.
وقد تطوّرت دراسة هيباتيا لتصبح برنامجاً بحثياً تعاونياً دولياً وله عدة بعثات حالية تبحث عن هذه المادة في منطقة زجاج الصحراء.
ساحة النقاش