مرض معد مزمن يصيب الأبقار و يتميز بالتهاب الأعضاء التناسلية والأغشية الجنينية وحدوث الإجهاض عند الإناث الحوامل في المراحل المتقدمة من الحمل ما بين الشهرين 5 - 7 وتورم الخصي والبربخ عند الذكر إضافة إلى عدم الإخصاب والعقم عند كلا الجنسين .
انتشار المرض :
ينتشر المرض في العديد من دول العالم ,حيث بلغ أقصى انتشار له مابين الأعوام 935 ا ~ 945ا م ، وانحسر انتشاره بدأً من العام 1955 م في بعض الدول الأوربية نتيجة لتطبيق الإجراءات الوقائية كألمانيا وهولندا واسبانيا و هو موجود في القطر العربي السوري .
المسبب :
يسبب المرض البروسيلا المجهضة وهي تنتمي لجنس البروسيلا وتتمتع بنفس المواصفات العامة لهذا الجنس، ويضم هذا النوع تسعة أنواع حيوية متماثلة تختلف في بعض خواصها البيوكيميائية . تعيش هذه الجراثيم في الوسط الخارجي ضمن الظروف الملائمة لعدة شهور ، فهي تبقى في الأرض الرطبة حتى 100يوماً وفي البراز الطري حتى75 يوماً وفي الماء الراكد بدرجة حرارة 4م حتى 14 يوما وفي الزبدة حتى120 يوماً . وتموت بسرعة تحت تأثير الحموض . تتأثر بأشعة الشمس والجفاف وتموت بسرعة تحت تأثير المواد المطهرة العادية كالفورمالين وكلور الكلس خلال 3 ساعات .
الوبائية :
يصيب المرض الأبقار بغض النظر عن الجنس وبكافة الأعمار حيث تزداد قابلية الإصابة عند الأبقار مع تقدم العمر لتبلغ ذروتها عند البلوغ الجنسي ، حيث تكثر الإصابة بين الأبقار التي تحمل للمرة الأولى .
إن الإناث أكثر قابلية للإصابة من الذكور لتواجد الجهاز التناسلي المكان المفضل لجراثيم البروسيلا لاحتوائه على سكر السوربتول الهام في تكاثر ونمو جراثيم البروسيلا . إلى جانب الأبقار تعتبر كل الحيوانات الأهلية بما فيها الكلاب والقطط وبعض الحيوانات البرية حساسة للإصابة بالبروسيلا المجهضة . تنتقل العدوى عن طريق الفم نتيجة لتناول أعلاف ملوثة بالعامل المسبب أو عن طريق القناة التناسلية أو عبر الجلد من خلال الجروح والسحجات والخدوش كذلك عن طريق ملتحمة العين ومن خلال حلمة الضرع . إن داء البروسيلات ذو طبيعة استيطانية يمكن انتشاره وامتداده خاصة مع زيادة إنتاج الحليب وزيادة كثافة الحيوانات في المحطة.
الإمراضية :
بعد دخول جراثيم البروسيلا للجسم وتغلبها على الخلايا اللمفاوية تصل للدم والبلغم وتبقى فيها ما بين ( 10-20 ) يوماً مسببة تجرثماً دموياً وترفعاً حروريا ً. بعد ذلك تصل الجراثيم عبر الدم واللمف للأعضاء المختلفة كالطحال والكبد والضرع ومخ العظام والمفاصل والعقد اللمفاوية إضافة للرحم والجنين والمشيمة مسببه تغيرات التهابية في هذه الأعضاء . ومع مرور الوقت يضعف الارتباط ما بين المشيمة والرحم مؤدياً في النهاية للإجهاض . في الذكور تتوضع الجراثيم في الخصية والبربخ أو الحويصل المنوي مؤدية إلى تغيرات التهابية فيها .
الأعراض :
تتراوح فترة الحضانة ما بين 14-18 يوم ومن الصعب الكشف عن فترة الترفع الحروري خلال فترة التجرثم الدموي .
يحدث الإجهاض في إي مرحلة من مراحل الحمل ، لكن غالباً ما يظهر في المراحل المتقدمة من الحمل مابين الشهرين الخامس والثامن . يسبق الإجهاض أعراض مشابهة لأعراض الولادة الطبيعية كما يمكن مشاهدة احتقان واحمرار الأغشية المخاطية للمهبل وإفرازات مهبلية عديمة الرائحة بيضاء رمادية مخاطية إلى مخاطية تقيحية وأحياناً دموية . يحدث احتباس في المشيمة يتبعه التهاب في الرحم وخروج سوائل بنية محمرة أو رمادية متسخة كريهة الرائحة . وقد يحدث عدم إخصاب مؤقت أو دائم في الأبقار المصابة . قد يحدث التهاب في المفاصل ، التهاب أوتار خراجات تحت الجلد والتهاب الضرع وفي الذكور التهاب الخصية والبربخ .
في القطيع الخالي من المرض الذي يصاب بالعدوى للمرة الأولى تحدث زوبعة من الاجهاضات في الأبقار الحوامل ونادراً ما تجهض الأبقار مرة ثانية وفي الولادة التي تلي الإجهاض الأول يموت الوليد أحيانا أو يولد ضعيفا أو مشوها .
الصفة التشريحية :
تتوضع الآفات التشريحية في المشيمة .والجنين والرحم حيث تكون المشيمة متوذمة ومحتقنة وتتغطى أجزاء منها بطبقة قيحية فيبرينية . التهاب الفلقات الرحمية حيث تكون متوذمة ومحتقنة كما تزداد سماكة السطح الخارجي للأغشية الجنينية . يشاهد في بعض الأجنة التهاب رئة وتجمع سوائل في تجاويفه و توذم الجلد في الذكور يمكن مشاهدة خراجات وتنخر في الخصي والبربخ
التشخيص :
إضافة إلى الأعراض والصفة التشريحية يعتمد التشخيص بشكل أساسي على معرفة المعطيات الوبائية ومن ثم القيام بالتشخيص المخبري :
آ - مجهرياً : بأخذ مسحة مباشرة من راسب الحليب بعد تثفيله أو من نسيج المشيمة على شريحة وصبغها بصبغة غرام أو صبغة زيل نلسن المعدلة .
ب - كما ينبغي عزل العامل المسبب من الأجنة الساقطة ( وخاصة المعدة العقد اللمفاوية الطحال والكبد ) والأغشية الجنينية والمشائم والحليب والسيلانات الرحمية حتى أسبوع بعد الولادة أو الإجهاض أو من السائل المنوي . تزرع العينات على منابت جرثومية خاصة مثل منبت المصل والديكستروز أو آجار خلاصة اللحم لتفادي نمو الجراثيم الأخرى المصاحبة تضاف بعض الصادات الحيوية لهذه المنابت كالبوليمكسين أو الباسيتراسين.
ج - حقن حيوانات التجارب حيث يحقن خنزير غنيا تحت الجلد أو في البر يتوان ويفحص مصل الدم بعد(10-15) يوماً بالاختبارات المصلية للكشف عن الأضداد. وبعد 6 أسابيع تذبح ويزرع من الأعضاء لعزل البروسيلا المجهضة .
د - القيام بإجراء الاختبارات المصلية للكشف عن أضداد البروسيلا في مصول الحيوانات ومن هذه الاختبارات : اختبار التراص في الأنابيب , اختبار روزالبنغال ، اختبار تثبيت المتممة اختبار الحلقة في الحليب والاختبار الأكثر حساسية هو اختبار الاليزا .
هـ - القيام بإجراء اختبار الحساسية بواسطة الأبورتين .
التشخيص التفريقي :
يجب تفريق المرض في الأبقار عن الأمراض الأخرى المشابهة كالإصابة بالمقوسات الجنينية التريكوموناس واليرسينيه .
العلاج :
لا يوجد علاج فعال للمرض حتى الآن ، حيث أن المعالجة بالصادات الحيوية ومركبات السلفا والمصول ممكنة في الحالات الفردية لكن في الحالات الوبائية الجماعية تصبح المعالجة بدون جدوى . كذلك لا ينصح بمعالجة الثيران المصابة رغم تسجيل بعض النجاحات والأفضل التخلص من الحيوان لأنه يبقى مصدرا للعدوى .
الوقاية :
تختلف طرق المكافحة باختلاف البلد وحتى المنطقة ضمن البلد الواحد وذلك لاعتبارات اقتصادية متعلقة بنسبة الحيوانات المصابة
أ - في المناطق الخالية من الإصابة :
1- عدم شراء أبقار من المناطق الموبوءة إضافة إلى حجر الأبقار المشتراة لمدة 30يوماً وإجراء اختبارين مصليين لها بفارق زمني من :( 2- 3 ) أسابيع وضمها إلى القطيع في حال خلوها من الإصابة .
2-تلقيح الإناث من ذكور سليمة .
3- تخصيص حظيرة خاصة للولادة يبقى فيها العجل الوليد أسبوعين ثم ينتقل بعدها لحظائر العجول .
4- يجب التحري عن السبب عقب حدوث احتباس مشيمة وعند كون البروسيلا هي المسبب يجب اتخاذ التدابير اللازمة .
ب - في المناطق المصابة :
1- إخضاع حيوانات المزرعة للفحوص المصلية بفارق زمني من (20-30) يوما
2- تعقيم حليب المحطة خلال فترة الاشتباه بالمرض
3- إنشاء حظائر خاصة للولادة بعضها مخصص للولادات الطبيعية والأخرى مخصصة للاجهاضات .
4- تعتيم حظائر الولادة بالمطهرات عقب الإجهاض والتخلص الفني من الجنين .
5 - منع دخول وخروج الحيوانات من المزرعة المصابة .
التحصين :
رغم أن التحصين لوحده لا يؤدي إلى استئصال المرض ، إلا أنه يعتبر خطوة هامة للتخلص من المرض سواء في الحظائر المصابة لمنع الإجهاض وما يترتب عنه من خسائر اقتصادية أو لحماية الأبقار في المنطقة الموبوءة.
أما أنواع اللقاحات المستخدمة فهي :
1- لقاح الذرية 19 المضعف : و هو لقاح مضعف محضر من عترة ملساء من البروسيلا المجهضة ويستخدم لتحصين العجول بعمر ( 5-8 ) أشهر تحت الجلد ويعاد بعد أربعة أسابيع و من الواضح أن تلقيح الحيوانات بلقاح الذرية
(19) لا يعني القضاء نهائي على المرض و ذلك نظرا لعدم إمكانية هذه الذرية على إحداث أجسام مضادة قوية قادرة على إحداث مناعة الكلية والدائمة إذ يكفى التحصين لحماية الحيوان من الإجهاض بنسبه 69% ومن العدوى بنسبة 80%
2- لقاح الذرية 45/20 : وهو لقاح ميت محضر من عتره خشنة من البروسيلا المجهضة ويعطى للحيوانات جرعتين من هذا اللقاح ويمكن استعماله لتلقيح الأبقار والأغنام والماعز إلا أن مناعته أقل من اللقاح السابق .
ساحة النقاش