انطلاق موسم المدرابة لصيد أسماك التونة في الأندلس وسط مخاوف من اندثارها

396 ألف دولار ثمن سمكة واحدة في سوق تسوكيجي بطوكيو

             ترجع طريقة الصيد التقليدية المعروفة باسم المدرابة إلى قبل ألف سنة من ميلاد المسيح (أ.ب)

باربيت (إسبانيا): «الشرق الأوسط»
بدأ موسم صيد أسماك التونة التقليدي والمثير في سواحل الأندلس في جنوب غربي إسبانيا وسط مخاوف من احتمال اختفائها لأن أساطيل ما يعرف باسم سفن الصيد/المصنع تهدد باختفاء أسماك التونة من المياه الدولية.

وترجع طريقة الصيد التقليدية المعروفة باسم المدرابة (المصيدة باللغة الإسبانية) التي تعتمد على نشر شبكات صيد ضخمة تمتد من الساحل لصيد أسماك التونة ذات الزعانف الزرقاء إلى إبحار البحارة الفينيقيين إلى السواحل الرملية لاصطياد أسماك التونة ذات الزعانف الزرقاء قبل ألف سنة من ميلاد المسيح.

وتتصادف العملية مع الهجرة السنوية لأسماك التونة من الأطلنطي إلى سواحل البحر المتوسط الدافئة لوضع بيضها.

وأوضحت وكالة أسوشييتد برس التي أعدت التقرير أن أسماك التونة التي يمكن أن يصل طولها إلى 3 أمتار ووزنها إلى 650 كيلوغراما يجري رفعها إلى السفن، وخلال تعليقها من ذيولها يجري شق خياشيمها وتصفيتها من الدماء لتركيز نكهة لحمها الأحمر.

وتعتبر أسماك التونة ذات الزعانف الزرقاء أكلة فاخرة في المطاعم اليابانية الشهيرة حيث يمكن أن تباع شريحة رقيقة من السوشي بما يصل إلى 24 دولارا. ويجري تجميد الأسماك بما يعرف باسم التجميد السريع وتنقل بالطائرات لبيعها في المزاد في سوق السمك في العاصمة اليابانية طوكيو المعروفة باسم سوق تسوكيجي. وقد حققت سمكة تونة كبيرة رقما قياسيا في المزاد في السوق حيث وصل ثمنها إلى 396 ألف دولار في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وهو ما يعني أن سعر الرطل الواحد يصل إلى 526 دولارا، وهم رقم مغر بالنسبة للصيادين الذين يصطادون أي كمية من الأسماك.

وقد أدى الطلب المتزايد على أسماك التونة ذات الزعانف الزرقاء إلى تناقص خطير في كميات الأسماك بسبب سفن الصيد التي تستخدم أحدث التقنيات المتوفرة في العالم، بما في ذلك أجهزة سونار المتقدمة وطائرات استطلاع لمتابعة أسراب الأسماك وصيد أكبر كمية من التونة كما ذكرت مارتا كريسبو المتحدثة باسم جمعية محلية من صيدي المدرابة.

وأوضحت كريسبو أنه «في السنوات الأخيرة لم نصطد أي أسماك في بعض المواسم». وقالت إن واحدة من المشكلات هي «السفن/المصنع التي يسمح لها بصيد تونة لا يزيد وزنها على 6.4 كيلوغرام وبيعها في الأسواق. علما أن الأسماك تصل إلى سن النضج عندما يصل وزنها إلى 30 كيلوغراما، ولذا إذا ما سمح للناس باصطياد واستهلاك أسماك لا تزال صغيرة في السن فلن يمضي وقت قبل اختفاء أسراب التونة تماما».

وتؤكد معظم جماعات البيئة أن طريقة المدرابة لا تمثل تهديدا خطيرا لاستمرار تواجد التونة ذات الزعانف الزرقاء، إلا أنها تتفق على ضرورة خفض الكميات التي تصطادها سفن الصيد/المصنع لإنقاذ أسماك التونة.

إعداد: يمنى ناصر

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 635 مشاهدة

ساحة النقاش

tunafish
يمنى ناصر عدلى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

94,431