علاج ادمان المخدرات:
من اهم دوافعَ سُقُوط الشباب في دائرة الإدمان تتمثل في:
1- عدم الاهتمام من قِبل الوالدين بأبنائهما، سواء بالانشغال عنهما، أم بعدم مراقبتهما لأبنائهما، ومن ثم نُناشد كل أب وكل أم ضرورة الاهتمام بالأبناء، والمراقبة الدائمة لتصرفاتهم.
2- لجوء بعض الآباء والأمهات إلى القسوة والعُنف في تربية الأبناء؛ مما يدفع الأبناء إلى الهروب من هذه القَسوة للبحث عن الصَّدر الحنون، وقد يكون هذا الصدر الحنون هو الطامة الكُبرى الممثلة في أصدقاء السُّوء، أو غيلان المخدِّرات.
ومن ثم فالحلُّ فى علاج الادمان يكمُن في ضرورة أن يلجأ الآباءُ إلى الحب، ومُعاملة الأبناء معاملة تجمع بين الشِّدَّة واللين.
3- عدم اهتمام المدارس والجامعات بالشَّباب، والاقتصار فقط على تقديم المناهج العلميَّة، كما أنَّ الفراغ الذي يعيشه طلابُ الجامعة، وعدم الحرص على الانضباط الذي يسَّرته له الجامعة، دفع الكثير من الشَّباب إلى اللهو والعبث، ومن ثم نناشد المدارس والجامعات ضرورة العناية بالشباب، وتكثيف النَّدوات الخاصة بتبصيرهم بمخاطر الإدمان، وتوقيع الكشف الطبي الدَّوري على الطلاب.
4- حالة الفراغ والبطالة التي يعيشُها كثير من الشباب؛ مما يدفعهم إلى الهروب من واقعهم المؤلم، ومن لَوم المحيطين بهم، فيلجؤون إلى وسيلة تفصلهم عن اللائمين، فينزلقون في دائرة الإدمان أو الإرهاب.
ومن ثم فالحلُّ هو الصبر على هؤلاء الشباب، ومحاولة إيجاد فرص العمل لهم، وهذا الحل ليس ببعيد أو صَعْبٍ على المسؤولين.
5- ضعف الوازع الديني، وعدم التماسُك، وقِلَّة المعرفة بأمور دينهم، وعلاج هذا: غرس القيم الدينية هو الأفضل في مُواجهة مشكلة الإدمان، ومن لديهم استعداد للإدمان؛ أي: العلم المدعم بالإيمان هما معًا أقوى الأسلحة في مواجهة المخدرات.
ون هنا نناشد رجال الدين والخطباء والفُقهاء أنْ يُكثفوا خُطَبَهم في مثل هذه الظاهرة، فنادرًا ما نجد خطيبًا يقف على المنبر، ويتناول هذه الظاهرة، بل ظلوا يتمادَوْن في خُطَبِهم المكررة.
6- تقصير المسؤولين بالدولة والشُّرطة في الأحكام الرادعة لكلِّ مَن يتعاطى أو يتاجر في المخدِّرات، لدرجة أنَّهم فرقوا في العقوبة بين المتعاطي والمتاجر، أرى أنه لا بُدَّ من الحزم، ولا فرق بين من يتعاطى، ومن يتاجر حتَّى يتَّعظ الباقون، ومن هنا نناشد كل الهيئات محاربة هذا الوحش الفاتك.
المخدرات مخطط استعماري:
المخدرات سلاح بيد الاستعمار يُحاول به إبادة الشُّعوب الضعيفة، والدَّوافع وراء ظاهرة الإدمان هي: كبت طاقات الشَّباب وحبس قُدرتهم، وفرض الحصار على أفكارهم؛ حيثُ لا نشاط، ولا فكر، ولا تعبير.
إنَّها حرب مدمرة تدمر كل شيء:
كانت بلادنا قد تعرَّضت لنفس هذه النوعية من الحروب، بعد الحرب العالمية الأولى انتشر تعاطي الهيروين والكوكايين بصورة رهيبة، ولكن الجهود تضافرت حتى اختفت هذه الأنواع من السموم.
وبعد حرب التحرير عام 1973، واسترداد سيناء، انتهزت العصابات العالمية الفرصة لترويج الهيروين والكوكايين؛ إذ إنَّ هذه الأنواع من السُّموم مدمرة وقاتلة.
الحرب هي حرب العقول المسمَّمة، والأجساد المدمرة، التي تكون أدواتها المخدِّرات التي يروج تجارتها عن قصد في بلادنا، عن طريق أيد خفية؛ للقضاء على كل جوانب العقل والجسم تدريجيًّا إلى أن يصلَ إلى حد الضياع ثم الموت.
فهَيَّا لنستعد لهذه الحرب، ونخطط لخوضها تخطيطًا سليمًا، حتى يكتب لنا النصر، وندرك شبابنا وأمَّتنا قبل الانهيار، والكل مسؤول: الفرد والأسرة والمدرسة والجامعة، والدولة ورجال الدين، فلكل دوره، ولا بُدَّ أن يفي كل منهم بدوره؛ حتى نقمع هذه الظاهرة.