أصدقاء الإذاعة
تحتل الإذاعة المصرية مكاناً متقدماً في تشكيل وعي وثقافة المصريين، على الأقل انتهاء بجيلي وابتداء بالأجيال التي سبقت.
وفي اعتقادي أن هذا التفوق الكاسح للتليفزيون في عصر الـ C.D ، والستالايت ، بل وفي ظل الحضور الطاغي لأجهزة الكومبيوتر والـ D.V.D وزغللة الفيديو كليب، والنقل المباشر لمباريات كرة القدم، أتصور أن كل هذا لم يمنع " الراديو" – وأنا أفضل استخدام لفظ الراديو على "المذياع" – لم يمنع الراديو من أن يكون له مكانه الرفيع ، ومكانته المتميزة بين أدوات ووسائل الثقافة في القرن الواحد والعشرين.
والعبد لله يرى أن الإذاعة مؤهلة لتكون وسيلة لامداد المستمع بالفكر والثقافة ، نظرا لأنه لا يحمل بين خصائصه وسائل " شوشرة " على المتلقي مثل غيره من الوسائل، حتى لو قيل أننا نعيش عصر الصورة، وهو قول غير دقيق على إطلاقه، فلا يزال الراديو له عشاقه وله مستمعيه وهم بالملايين.
وإن كنت أرى أن الاذاعة أصبحت تضر بنفسها هذه الأيام، عن طريق الاستعانة بمذيعين ومذيعات غير مؤهلين من ناحية، ومن ناحية أخرى أنهم أصبحوا يحاولون ان يجارون الاذاعات التجارية التي ظهرت مؤخرا في " الهزار" السخيف – أحياناً – والتبسط غير المطلوب مع ضيوفهم، وأيضا الاعتماد على الفقرات التليفونية السريعة، على حساب اللقاءات المشبعة مع شخصيات تصلح أن تكون قدوة، أو على الأقل تملك المعلومة المفيدة.
وإذا أصلحت الاذاعة من نفسها، فإنها مؤهلة وبكل قوة لأن تستعيد أمجادها.
ساحة النقاش