أصدقاء على الورق
هؤلاء عرفتهم
أمينة السعيد
بقلم: طاهر البهي
عندما قُدَّر لي أن أنتقل للعمل بمجلة حواء النسائية الرائدة، كانت صورة (حواء) في ذهني مرتبطة إلى حد كبير باسم رائدة الصحافة النسائية الحديثة وباعثة نهضتها أمينة (هانم) السعيد، التي كانت بالنسبة لجيلي أميرة متوجة في بلاط صاحبة الجلالة، واسم يشكل رمز وقدوة لكل صحفي يريد أن يضع اسماً، أو يبني مجداً، أو يقيم جسراً مع القارئ، وعندما التقيتها صدفة – وهو أمر وارد تماماً لواحد يعمل في مؤسسة دار الهلال – على باب مصعد المؤسسة، ترددت في أن أشاركها، أو أزاحمها أثناء صعودها إلى مكتبها بالدور الأول، إلا أنني فوجئت بالأستاذة الكبيرة تتبسط معي وتدعوني لمشاركتها المساحة مع عم سعد عامل الأسانسير النشيط، وما أن استعدينا للإقلاع، إذا بها تبدأ حواراً خاطفاً لم يستغرق سوى أقل من دقيقتين، علمت خلالها بعملي في المطبوعة التي منحتها عمرها وزهرة شبابها، كما علمت أنني(أب) لطفلة عمرها ثمانية أيام!
وباغتتني بالسؤال: هل أنت خزيت لكونك أنجبت بنتاً؟
وبكل الصدق أجبتها: أنني ووالدتها دعونا الله بأن يرزقنا البنات.
وبكرم وبأستاذة وحنان بالغ طلبت أن أزورها في مكتبها، بعد أن تقدمها إليها بهدية "السبوع" وفي مكتبها الذي تزينه – بجرأة لا نظير لها – صورة للسيدة جيهان السادات حرم الرئيس الأسبق الراحل أنور السادات ، شرحت لي كيف كافحت هي من أجل تغيير الصورة السلبية للأنثى، وأن إنجاب البنات ليس (مصيبة) للأسرة المصرية المؤمنة المتحضرة، وأنها تصاب بـ "خضة" حقيقية حينما تجد أنصاراً لتلك الفكرة السوداء، وطالبتني بحنان آسر، أن أجعل من ابنتي فتاة متميزة في العلم والخلق والهوايات. وشددت على ألا أنشر حواري معها – في حياتها – في مجلة حواء.....
طاهر
ساحة النقاش