عرفت هؤلاء
د. أبواليسر فرح
المصائب لا تأتى فرادى..
رحل هذا الأسبوع أخلص الأصدقاء عاشق التاريخ وعالم شئون نهر النيل دكتور أبواليسر فرح أستاذ التاريخ اليونانى، رحل قبل أن يقرأ هذه السطور التى كنت أخطط لها قبيل رحيله المفاجئ بأيام..
كان ينتظر فى لهفة إعلان جوائز التفوق التى كان مرشحاً لها هذا العام، وهو يستحقها عن جدارة واستحقاق.
علاقتى بالعالم المتواضع، الأسوانى المرح، الوطنى المخلص، بدأت بأنه كان أستاذى فى كلية الآداب جامعة عين شمس، والمشرف على نشاط «الجوالة» التى كنت أميناً للجنتها باتحاد طلاب الكلية، وسرعان ما نشأت بيننا كيمياء مشتركة تحولت الى صداقة عميقة على مستوى أسرتينا.
كان الدكتور أبواليسر رجلاً جاداً إلى أقصى حد فيما يتعلق بالعلم والعمل، من أسرة ميسورة عريقة فى أسوان جنوب مصر الخير، أصر والده على أن يوفده إلى أعرق جامعات العالم «أوكسفورد» البريطانية، وكثيراً ما كان يتندر بمفارقات شاب أسوانى «صعيدى شهم» اخترق بلاد الانجليز، الذين كان ينفى عنهم برودة المشاعر.
كان ابواليسر بالنسبة لى كنز من المعارف والعلوم والخبرات، حتى أنه حصل على أجازة لبضعة أيام من الجامعة السعودية التى كان موفداً إليها، ليذهب فى رحلة الى منابع النيل عشقه الاكبر وطلسم حاول فك شفرته بمؤلفاته شديدة القيمة.
رغم كل ما سبق من جدية واهتمام بالعلم، حتى أنه كان دائم النصح لى ألا اكتب متعجلاً، وأن أجتهد وأخلص لشرف وأمانة الكلمة.
رغم كل ما سبق إلا أنه كان واحداً من أجمل الساخرين، وكان موسوعة للنوادر والحكايات.. هل أصبحت اكتب عنك يا صديقى بــ«كان» ؟!!
بقلم: طاهر البهي
ساحة النقاش