امهات وزوجات وراء نجومية ابطال الفريق القومى لكرة القدم

دعاء الوالدين..إخلاص زوجات..ابتسامة طفل.. سر تألق الفراعنة

القاهرة: طاهر البهي

هذا التألق الذي شاهدنا عليه نجوم الفريق المصري الوطني لكرة القدم،الذي حصد كأس الأمم الافريقية للدورة الثالثة على التوالي ـ أي منذ بطولة العام 2006 حتى 210مرورا بكأس 2008،لم يكن يحدث لو لم يكن خلف هؤلاء الأبطال، أسر مستقرة، وبيوت يخيم عليها جو الألفة والاخلاص؛ حتى أننا نستطيع ان نقول مطمئنين، أنه خلف كل انجاز يتحقق، دعوة أم.. واخلاص زوجة.. وابتسامة طفل.

والدة "جدو" : أخ حنون

تقول والدة جدو الحاجة نازك بدر أن المنزل تحول إلى عرس كبير، لاستقبال أهالي حوش عيسى والقرى المجاورة الذين يحرصون على الوجود بصفة دائمة طوال أيام البطولة ابتهاجا بالفوز للمنتخب وأهداف جدو، ونتلقى التهاني على مدار اليوم من جميع الناس الذين يفخرون بجدو وكأنه قريب الجميع.

أما نور شقيق جدو فأكد أن النجم شقيقه النجم الصاعد محمد جدو من الملتزمين أخلاقيا، وأنه بار بوالديه وبأهل المنطقة .

وتقول الحاجة فوزية إسماعيل عمة جدو أن محمد جدو رفع اسم مصر عاليا ومنح السعادة الى ، وأصبح اهالي حوش عيسى يفتخرون أن من بينهم بطلا أسعد كل المصريين والعرب.

أما الشقيقتان هند و رشا فتقولان إن جدو أخ حنون أجمع على حبه الناس وجلب السعادة للمصريين عامة وحوش عيسي خاصة حيث أصبحت تلك المدينة حديث الاعلام بعد أن كانت في طي النسيان، وهنا الناس تشعر بأن محمد جدو واحدا منهم، وهذا الأسلوب العائلي هو ما يميزنا، ولذلك فمحمد لم يجد صعوبة في الاندماج مع زملاءه من نجوم الفريق الوطني، حيث انه عاش حياته بين الناس.

وفي النهاية يكشف" نور" شقيق جدو أن دعاء الوالدين وحرفية جدو وحسن خلقه وضعته في مصاف النجوم، وأن أهالي حوش عيسى سوف يقيمون احتفالية كبيرة لنجوم المنتخب ومعهم جدو في الوقت الذي يسمح به مدربهم العملاق حسن شحاتة.

أحمد حسن..كابتن مصر

ويقول الحاج إسماعيل كامل عم كابتن فريق مصر أحمد حسن، أن الناس في مغاغة طلبوا من أحمد أن يترشح في مجلس الشعب ولكن أحد لم يقرر حتى الآن، فهو يساعد أهله وأبناء مدينته، وهو متواضع ، وهذا هو سر نجوميته ولمعانه.

الحضـري..دعاء الوالدين

على مقهى الحضري.. في حضن ترعة البلامون في المحطة القديمة بكفر البطيخ يفضل الحاج كمال الحضري أن يشاهد ابنه حارس المرمى عصام الحضري مع الأهل والجيران في مباريات كأس الأمم الأفريقية.

على هذا المقهى الذي يمتلكه والد عصام والملاصقة لمنزله يذهب قبل كل مباراة بساعتين ولا ينقطع الكلام عن عصام، الذكي، اللماح في طفولته وشبابه ونجوميته.

قبل المباراة بساعة يتلقى الحاج كمال مكالمة هاتفية من الابن البار، طالبا منه الدعاء، وفي كل مرة يسبقه اتصالا بالحاجة والدته، طالبا منها الدعاء أيضا وتكتفي والده عصام بقوله " ربنا يحوش عنك يا ابني".

أخلاق أحمد فتحي

أخلاق هذا اللاعب محط أنظار واحترام الجميع، سواء داخل الملعب أو خارجه، فهو نفسه يتمتع بشخصية مهذبة جدا وخجول جدا..جدا سواء مع الجيران أو والديه أو أشقاءه ، يقول والده: أحمد تعود منذ صغره أن يحترم الأكبر منه، كما أنه لا تغره الشهرة و لا الأضواء.

اعتاد أن يتصل بوالدته قبل كل مباراة ويطلب منها الدعاء.. مشيرا إلى أن والدته دائما تدعي له بـ" أن يحبب الله سبحانه فيه الناس، وأن ينصره.

و الحاج فتحي ذبح "عجلين"، بعد فوز مصر ببطولة أفريقيا، حيث اعتاد ذبح عجلين بعد كل بطولة وتوزيع الشيكولاته والجاتوهات على أهالي مدينة بنها من الجيران ومحبي ومشجعي أحمد الذين اعتادوا الالتفاف تحت منزل العائلة بعد كل بطولة.

أما الحاجة " سعاد " والدة أحمد، فتؤكد أن ابنها مرتبط بها نفسيا وقبل مباراة النهائي أمام غانا اتصل بها وطلب منها الدعاء للمنتخب في صلاة الفجر لأنه كان يشعر بالقلق في مباراة غانا أكثر من مباراة الجزائر. مؤكدة أنه يمثل كل شئ لها وأنه يتصل بها يوميا.. ودائما ماتقرأ القرآن وخاصة سورة يسن قبل أي مباراة فهو يستبشر بها وببركتها

أحمد حسن..العميد

احمد حسن.. الملقب بالعميد، هو الذي يقوم بذبح العجل الذي يقوم المنتخب بالتضحية به عقب كل مباراة ..ترتيبه الخامس بين أخواته البنات اللاتي تحملن مسئوليته بعد وفاة والده وهو في سن الحادية عشرة.

تعلم بالأزهر وتدرج في معاهد مغاغة الدينية حتى الثانوية الأزهرية أهالي مغاغة والمنيا ومصر كلها يعشقونه وبمجرد نزوله مغاغة يكون يوم عيد عند أهلها فأحمد حسن ليس مجرد لاعب فقط بل إنسان خير، له العديد من ا لمشاريع الخيرية التي تدلل على إيمانه وحبه للخير..مثل مشروعه لتجهيز زواج الصبايا اليتيمات، وانفاقه على عشرات الأسر الفقيرة، وتنظيمه لمسابقة لحفظ القرآن الكريم.

وائل جمعة..حلال المشاكل

ويقول حسن جمعة شقيق اللاعب وائل جمعة: إن القرية سهرت حتى الصباح ابتهاجا بفوز

المنتخب.        وأضاف حسن جمعة أن إحراز اللقب الإفريقي للمرة الثالثة هي أكبر فرحة في حياة وائل جمعة أنها فرحة لجميع الشعب المصري وهى أفضل هدية قدمها وائل وزملاؤه لكل المصريين والعرب.

في حين قالت   الحاجة سمية شقيقة وائل إن وائل بيحب الكرة منذ أن كان عمره خمس سنوات وحياته كلها للكرة والدراسة والبيت .. لا يحب السهر، نموذج للأخلاق .. والأدب والتعامل الطيب مع الناس كلها.. وكل ابناء ونساء القرية يشجعونه ويدعون له . وهو معتاد على أن يكلمني يوميا عندما يكون مسافرا ويطب مني الدعاء وهو دائما يصر على معرفة مشاكلنا ويعمل على حلها أنه أصغرنا.

المحمـدي..و4صبايا

يفتح الحاج المحمدي عيسى والد اللاعب أحمد المحمدي بيته لأهالي قريته لمشاهدة مباريات المنتخب الوطني في بطولة الأمم ، وتوزيع الحلوى والمشروبات عقب كل انتصار يحققه الفريق،في حين لا تستطيع الحاجة هيام والدة أحمد المحمدي مشاهدة  المباريات .. تظل طوال أوقات المباريات تصلي وتدعي لابنها وزملائه بالفريق.. أما شقيقات أحمد الأربع فيهللن مع كل هدف ، وتنخلع قلوبهن مرات عديدة عندما يقع على الأرض بعد تعرضه للعنف والضرب من النافسين.

الحاجة هيام والدة أحمد المحمدي تقول : لا أتحمل مشاهدة مباريات المنتخب.. أثناء المباريات بصلي وأدعي لأحمد .. وبيكلمني بعد كل مباراة ويطب إن أدعي له.

حسني عبد ربه..آخر العنقود

          قبل مباراة الجزائر بساعة واحدة استأذن حسن عبدربه من المدرب العملاق حسن شحاته، ليجري مكالمة هاتفية عاجلة مع والدته ليطب منها الدعاء.

          حسنى قال ادعي لي يا أمي حتى أحرز هدفا ونكسب علشان مصر تفرح.. فردت الأم منصورين بإذن الله فانتصرت مصر وفك حسني نحسه وأحرز الهدف الأول لتشتعل الفرحة في مدينته " أبوصوير" وتسجد أمه على أرض بيتها شكرا لله .

          العلاقة بين حسني ووالدته ليست مجرد علاقة أم بولدها ، فحسني أخر العنقود له حب خاص يصل أيضا إلى مرحلة التدليل مهما كبر وأصبح نجماً.

وتضيف بصراحة أنا كنت قلقانة على حسني من بداية البطولة بسبب نزلة البرد اللي أثرت كثير على مستواه وعندما بدأ حسني يتوجه لتسديد ضربة الجزاء قعدت أدعي وأقول يارب وقرأت أية الكرسي والمعوذتين وربنا كرمه وسجل ، وأول ما شفت الكرة في الشبكة بكيت من الفرحة وكنت أسعد واحدة في الدنيا وسجدت لربنا.

          وبعد الماتش اتصل حسني وقال لي: ربنا أكرمنا واستجاب لدعائك يا أمي.