1.1-الصناعة الحديثة:
تواجه الصناعة في العالم تحدياً رئيسياً : المنافسة المتزايدة، وتعقيد الأسواق والمنتجات والعمليات، والتغيير السريع في متطلبات السوق. ولم يعد المدخل التقليدي وهو تقليل التكاليف يشكل منفردا استراتيجية فعالة في معظم الأسواق. بل أن العملاء يطلبون منتجات بتكاليف منافسة ونوعية عالية وتتوافق مع حاجاتهم الخاصة ويمكن الحصول عليها في وقت مناسب. الأمر الذي ألقى ضغطا كبيرا على المنظمات نتج عنه موجة من إعادة هيكلة شديدة للكيانات الصناعية.
وفي مفهوم الصناعة الحديثة، تعتبر العوامل التنظيمية والبشرية علاوة، على العوامل التكنولوجية، ذات أهمية لتحقيق النتائج المنشودة. وهذا المفهوم يحاول تعريف العناصر الرئيسية في نموذج جديد للإنتاج، يحل محل الإنتاج الكبير التقليدي.
وهو يجمع بين مزايا كل من الإنتاج الحرفي والإنتاج الكبير من حيث الحجم والنوع، مستخدما لذلك الآلية الذاتية المرنة، وعمل الفريق متعدد المهارات وثقافة عامة للمنشأة بالنسبة للتحسين المستمر والنوعية العالية.
وهذه هي صفات الصناعة الحديثة التي تسعى لأن تفي بما يطلبه السوق الآن بالنسبة للتكلفة والنوعية والمرونة والوقت.
ان الأمر يتطلب، بالإضافة إلى تحديد أهداف للصناعة، تحديد كيفية تحقيق هذه الأهداف.
وقد عَّرفت بعض الدراسات 5 مبادئ عامة تبدو واضحة في محاولة لتعقب أهدافالصناعة الحديثة وهي:
كلما زاد تعقد المنتجات، كلما اعتمدت النوعية على الارتفاع بمستوى جمـــيع مراحل
التصنيع وتطلبت جهدا من العاملين في جميع المستويات.
كلما أصبحت تكنولوجيا التصنيع أكثر حذقاً ومهارة، كلما زاد خضوعها واعتمـادها على
المهارات البشرية في مجالي التحكم والصيانة.
كلما تطبع الإنتاج بطلبات العملاء، كلما زادت ضرورة التدخل البشري فيما يتعلق بالتحديث، حيث أن التغيير وضبط المعدات وتطويعها وتهيئتها والتحكم فيها يتطلب تدخلا بشريا كثيرا.
إذا تطلبت المنتجات مدخل خدمة كبيرة وصيانة مابعد البيع، فإن الأمر يتطلب أفرادا ماهرين للقيام بذلك.
كلما قصرت دورة حياة المنتجات، كلما زادت الحاجة إلى التحديث وكلما كانت عمليات البدء في منتج جديد أكثر حدوثا وكلما احتاجت السيطرة عليها إلى أفراد ماهرين ذوي معرفة نظامية وبصيرية للتغلب على التحديات الجديدة التي تصاحب البدء في منتج جديد.
2.1- التكنولوجيا الحديثة
للتكنولوجيا ناحيتان – أ- الظواهر المادية مثل الآلات والمعدات، ب - المعرفة المتراكمة التي تتعلق بوسائل إنجاز المهمات. والتكنولوجيا التنظيمية تعني الفنيات المعقدة التي تستخدم في تحويل مدخلات المنظومة إلى مخرجات. والعلم والتكنولوجيا أصبحا قوة مسيطرة في المجتمع الحديث، يؤثران على جميع أنشطة الإنسان ويضفيان شكلا جديدا على العالم.
وتغيير التكنولوجيا له تأثيرا هاما على كل من ا"لأهداف والقيم التنظيمية والهيكل والمنظومات السيكولوجية الاجتماعية وممارسة عملية الإدارة. وبالنسبة للتكنولوجيا التحديثية المتغيرة يكون التنظيم العضوي المرن هو الأكثر تأثيرا.
ان التكنولوجيا لم تغير فقط الهيكل والمنظومة الاجتماعية ومنظومة الإدارة ولكنها غيرت أساسا أغراض التنظيم الصناعي. وبتبني تكنولوجيا جديدة واستخدامها تكون الشركة قد طورت الوسائل للنمو والتنوع ووسعت دورها في المجتمع. وهذا الاستخدام للتكنولوجيا ليس له فقط تأثير على الأهداف والهيكل الداخلي للشركة ولكن أيضاً له علاقة هامة بعلاقتها بالمؤسسات الأخرى.
في الصناعة الحديثة أصبحت المنظمات الكبيرة هي الآلية الرئيسية لخلق واستخدامالتكنولوجيا الصناعية. واصطلاح هيكل فني Technostrueture يعني العلاقة بينالتكنولوجيا وهيكل التنظيم. ان الشركة الكبيرة الحديثة تهيئ نفسها لما تحتاجهالتكنولوجيا المتقدمة من رأس مال كبير وتخطيط شامل.
وتأثير تغيير التكنولوجيا لايرى فقط في المنشأة الصناعية ولكن أيضاً في المستشفى والجامعة والإدارات الحكومية وتنظيمات أخرى.
والتكنولوجيات المختلفة تحتاج لتطبيقات مختلفة. والتنظيم الفعّال هو الذي يحقق تكامل التكنولوجيا مع المنظومات الفرعية الأخرى.
وبصفة عامة يمكن تناول التكنولوجيا باعتبار أن لها مكونات رئيسية ثلاثة هي:
أ- المعدات وتتضمن المصنع والآلات والعدد.
ب- المعلومــــــــات.
ج- عمــــــلية الإدارة.
ومكون معلومات التكنولوجيا له الأهمية نفسها التي للمعدات. وفي استحواذ التكنولوجياينبغي العمل على استحواذ المكونات الثلاثة معا. وغالبا ما لايقدم مصنعي المعدات معلومات كافية للمستثمرين الذين غالباً مالاتتوفر لديهم المهارة الكافية التي تمكنهم من تشغيل المعدات بكفاءة.
3.1-البيئة التنافسية
تواجه الصناعة الآن، في كل من الأسواق المحلية والدولية، بمجموعة من الضغوط الدولية التنافسية لتنتج بأسعار منخفضة بقدر مناسب في محاولة ليكون لها حصة في السوق وتحافظ عليها. وبالإضافة للضغوط الجديدة أصبح العملاء في وضع يطالبون فيه بنوعية أعلى ومنتجات ذات اعتمادية مستقرة وفترات تصنيع مناسبة.
وهذه الضغوط – المتعلقة وغير المتعلقة بالسعر -هي التي تحدد الإطار الذي تتطور فيهالتكنولوجيا الحديثة. أن على المنشآت الصناعية أن تتجاوب مع المطالب الخاصة بآلاتي:
ا - تخفيض الأسعار أو على الأقل الاحتفاظ بالأسعار في مستويات منخفضة.
ب- العوامل غير السعرية مثل التصميم و النوعية.
ج - خدمة العميل، قبل وأثناء وبعد البيع.
د- التوسع في تصنيع منتجات حسب الطلب وأكثر تنوعاً.
ه- دورات حياة أقصر للمنتجات لتناسب الأسواق التي زاد توجهها نحو المنتجات ذات الطرازات الأحدث.
و- فترات قصيرة لتلبية الطلب.
ولتحقيق تنوع أكثر للمنتجات وإدخال تطويرات سريعة عليها، وللوفاء بمتطلبات خدمات العملاء، وجدت المنشآت الصناعية أنها في حاجة لأن تكون أكثر مرونة فيما يتعلق بالآتي:
أ- تدبر أمر التأرجحات في الطلب.
ب- تقديم منتجات ذات طرازات متنوعة وفقاً لطلبات العملاء.
ج- تقديم منتجات جديدة على فترات قصيرة.
د- القدرة على استخدام المعدة الرأسمالية الواحدة لأكثر من عملية واحدة.
إلا أن المرونة، إذا لم يصاحبها استعدادا كافيا، فإنها بدلا من أن تهون البيئة التنافسية قد تزيدها شدة بمجموعة مشاكل مختلفة يمكن أن تصاحبها. إذ أنه لتصنيع أي منتج جديد، ينبغي أن توقف معدات الإنتاج وتهيأ للإنتاج الجديد ويعاد تشغيلها، الأمر الذي قد يستغرق ساعات أو حتى أياما.
والنواحي المتعلقة بالمرونة التي ينبغي أخذها في الاعتبار والتحفظ لها هي :
(أ) الاستخدام الأقل للآلة ( بسبب أوقات الضبط لدفعات تشغيل مختلفة).
(ب) مشاكل الانتظار عند العمليات التي فيها نقط اختناق ومايترتب على ذلك من تدني في استخدام الآلات.
(ج) الزيادة في المخزون من المواد الخام والقطع تحت التشغيل والمنتجات المنتهية.
(د) الزيادة في أوقات التهيئة للإنتاج.
(ه) الضعف في تدبر أمر الإنتاج والتحكم فيه.
(و) الزيادة في المصروفات الإضافية الخاصة بالأعمال الوظيفية غير المباشرة المتعلقة بتدبر أمر وتسهيل أوامر تشغيل المنتجات المطلوبة.
(ز) التدني في الأداء المتعلق بتسليم المنتجات.
(ح) التدني في النوعية.
(ط) التدني في كفاءة استخدام مكان العمل.
(ي) الزيادة في الحمل على منظومات الأعمال الكتابية.
وتقليديا يوجد تناوب بين الكفاءة الإنتاجية والمرونة. في ظل ظروف مثالية، تفضل المنشآت أن تنتج عددا أقل من المنتجات في دفعات كبيرة، وتركز على الاستثمار الرأسمالي الكبير في المعدات المتخصصة مثل تلك المستخدمة في الصناعات المعالجة process industries . بيد أن ضغوط السوق تدفع المنشآت الآن لأن تحاول أن تتوصل إلى طرق بديلة للإنتاج تتوفر فيها المرونة العالية والإنتاجية العالية. وحتى الصناعات المعالجة ذات الإنتاج الكبير،مثل الصناعات المعدنية أو البتروكيماوية أو الغذائية في طريقها للسعي نحو دفعات إنتاج أصغر للاستجابة لحجم الطلب الأكثر تحديدا ومثال ذلك مصانع الصلب الصغيرة القائمة على الاختزال المباشر.
نشرت فى 21 يوليو 2017
بواسطة t-informtain
عدد زيارات الموقع
39,520
ابحث
تكنولوجيا ومعلومات
إن مسألة وجود التكنولوجيا في مجال التعليم أمراً لامناص من تطبيقه حتى يتناسب مع المجالات الأخرى كالهندسة والدفاع والطب والفضاء والزراعة وعلوم العصر الحديث. فقد شهد مجال التعليم طفرة عظيمة في أواخر القرن العشرين ، إلا أنه أخذ يتجه منحنى واسع الأبعاد في بداية القرن الحالي . وتسابقت مؤسسات التعليم »
تسجيل الدخول
التكنولوجيا
َنحْنُ َنهْدُفْ ِلجَعْلْ الَنَاسْ َتعْرِفُ ْاهَمِيَهْ الُتْكُنولُوجِيا فِي الحَياهْ وفَْوائِدها وَكَيفِيهْ اسْتِخْدَامِهَا اسْتِخْدَامِها صَحِيحاً