أرسلت مايسة فاروق تقول: أنا سيدة عمرى (49 سنة) أعانى منذ عدة سنوات من آلام شديدة فى الركبة اليمنى انتقلت فى الفترة الأخيرة للركبة اليسرى، وفى كل مرة أراجع الطبيب يخبرنى أن السبب خشونة فى الركبة، ويصف لى بعض الأدوية، ولكن يكون التحسن بسيطاً ثم يعود الألم كما كان أو أكثر، وآخر طبيب نصحنى بعمل تمارين لعضلات الفخذ، فهل التمارين يمكن أن تزيل الخشونة من ركبتى؟

يجيب الدكتور أسامة حفنى، استشارى العلاج الطبيعى وعلاج السمنة قائلا، الخشونة فى الركبة أو فى غيرها من المفاصل، هى كلمة توضيحية تشير إلى التغيرات التى تحدث فى الغضاريف مع التقدم فى العمر، وقد يظن البعض أن هذه الأمور لا يمكن تجنبها، وهذا خطأ شائع، فالغضروف، مثل أى نسيج حيوى آخر فى الجسم، يستطيع الجسم بناءه أو إصلاحه إذا لحقه تلف بسيط، وهذا يحدث طوال عمر الإنسان، فجميع خلايا الجسم (باستثناء الخلايا العصبية) تتعرض للهدم والبناء أثناء الحياة، ولكن كل خلية لها خصوصيتها فى هذا الأمر.

وكذلك خلايا الغضروف، يمكن للجسم بناؤها واستبدال أو إصلاح التالف منها، ولكن كل هذه العملية الطبيعية تعتمد على عوامل كثيرة أهمها إلا تكون سرعة الهدم والتلف أعلى من سرعة البناء، فالأفراد الذين يستهلكون غضاريفهم بشكل جائر، كأصحاب الوزن الزائد، والذين يتعرضون للإصابات والصدمات بشكل متكرر، يكون معدلات الهدم لديهم أكبر بكثير من معدلات البناء، كما أن الشخص الذى تتأثر غضاريفه بسبب الوزن الزائد، تتحسن حالتها بشكل ملحوظ، إذا بدا فى تخفيض الوزن ووصل إلى معدلات الوزن الطبيعية.

ومن أهم العوامل التى توثر على معدلات تلف أو بناء الغضاريف، قوة وصحة العضلات العاملة على المفصل، فهناك ارتباط وثيق بين النشاط العضلى وصحة الغضروف، حيث إن العضلات القوية تساعد المفصل على أداء وظيفته بتوازن، مما يخفف من الضغط على الغضاريف، كما أن النشاط العضلى، يجلب إلى المفصل معدلات أكثر من المواد الغذائية التى يعتمد عليها الغضروف فى البناء، مما يساعد خلايا الغضروف على بناء نفسها بشكل أفضل.

والدراسات أثبتت أنه هناك علاقة عكسية بين قوة عضلات الفخذ وألم الركبة، فكلما زادت آلام الركبة ضعفت عضلات الفخذ، والعكس صحيح.

وهذا يجيب على سؤالك، حيث إن تمارين تقوية عضلات الفخذ تزيد من معدلات بناء الغضاريف، كما أنها تقلل من معدلات الألم. أما عن الجزء الخاص بانتقال الألم من الركبة اليمنى إلى اليسرى فالسبب فى هذا ربما يرجع إلى الضغط عليها أكثر من اللازم، نتيجة الألم فى الركبة الأخرى، فأنت تحملين عليها وزناً أكثر أثناء المشى والوقوف لتخفيف الحمل على الركبة المصابة، مما يزيد من معاناة الركبة السليمة، وبممارسة التمارين السليمة التى تعيد إلى العضلات قوتها، وأيضا تعيد للجسم توازنه فى التحميل المتساوى للوزن على الركبتين سوف تنتهى هذه الآلام.

.

المصدر: اليوم السابع
steps

د/هند الانشاصي استشاري طب الاطفال و حديثي الولادة 0123620106

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

452,846