أصبح الفيتامين D نجم المنشورات العلمية، خصوصاً وأن الدراسات كلها تثبت فوائده الكثيرة التي تتعدى تقوية العظام. لكن المؤسف أننا نفتقد بمعظمنا إلى المستويات اللازمة من الفيتامين D...
وجد الباحثون أن الفيتامين D ليس ضرورياً فقط لتثبيت الكلسيوم في العظام، وإنما يؤثر أيضاً في معظم خلايانا. بالفعل، تستفيد كل الأعضاء من الفيتامين D، من العضلات إلى الدماغ، مروراً بالبروستات، والثدي، والقولون والقلب... كما يؤدي الفيتامين D دوراً في تعزيز المناعة. يتضح إذاً أن هذا الفيتامين يكشف عن فوائد عدة مهمة، علماً أن الكمية الموصى بها يومياً هي 800 وحدة دولية في اليوم.
تقوية العظام... والعضلات
لا يمكننا زيادة كمية المعادن في العظام أو الحفاظ عليها إذا شربنا الحليب وتناولنا الألبان غير المعززة بالفيتامين D. فالجسم يحتاج إلى الفيتامين D لامتصاص الكلسيوم. وإذا فكرنا فوراً في الوقاية من الكُساح عند الأطفال وترقق العظام عند الكبار في السن، يجب ألا ننسى أيضاً أن الفيتامين D قادر على تحسين قوة العضلات والتوازن. فقد تم التعرف إلى مستقبلات الفيتامين D في ألياف عضلاتنا، وهي تؤثر في حجمها وقدرتها على الانقباض. وأثبتت الدراسات أن 800 وحدة دولية من الفيتامين D كل يوم كفيلة بالوقاية من الكسور والسقوط عند الكبار في السن.
محاربة الالتهاب
كلما ابتعدنا عن خط الاستواء وشمسه، ازداد عدد الأشخاص المصابين بتصلب الصفائح (sclérose en plaques). شك الباحثون في وجود رابط بين ذلك والفيتامين D، وهذا ما أظهرته بالفعل دراسة كبيرة أجريت على جنود الجيش الأميركي بحيث تبين أن الذين يحصلون على كميات جيدة من الفيتامين D هم أقل خطراً للتعرض لهذا المرض الالتهابي في الجهاز العصبي. كما أظهرت دراسات أخرى أن المستويات المنخفضة من الفيتامين D مرتبطة بزيادة وخامة نوبات الروماتيزم الالتهابي. ويصح الشيء نفسه على الأمراض الهضمية، ولاسيما داء كروهن. يتضح إذاً أن الفيتامين D سلاح مهم في محاربة الالتهاب المزمن.
زيادة الدفاعات المناعية
أظهرت دراسات عدة أن المستوى المرتفع من الفيتامين D مرتبط بتضاؤل احتمال التعرض للزكام القوي والتهاب الرئتين والعديد من المشاكل التنفسية الأخرى. فالفيتامين D يزيد تركيب الببتيدات المحاربة للجراثيم، وهي مضادات حيوية حقيقية ينتجها الجسم بصورة طبيعية علماً أنها قادرة على تدمير العديد من الجراثيم، بما في ذلك جرثومة داء السل. لذا، فإن الحصول على مأخوذ كافٍ من الفيتامين D في بداية فصل الخريف هو بمثابة علاج وقائي ممتاز من الزكام والالتهابات الشتوية الأخرى. كما يؤدي الفيتامين D دوراً أساسياً عند المريض المصاب بالسيدا ويخفف إلى النصف خطر انتقال فيروس HIV في حال الحمل.
الوقاية من بعض السرطانات
أظهرت الدراسات العلمية المتقدمة أن شعوب البلدان المشمسة كثيراً تعاني من نسبة أقل من السرطانات. وعندما نقول الشمس نقول الفيتامين D (لأنه بفضل الشمس تنتج البشرة هذا الفيتامين). كما أن احتمالات الشفاء من السرطان تكون أكبر عند الذين يتعرضون بصورة منتظمة للشمس ويملكون معدلاً مرتفعاً من الفيتامين D. ويؤكد العلماء أن تناول الكلسيوم والفيتامين D بمعدل 1100 وحدة دولية كل يوم كفيل بتخفيض خطر التعرض لسرطان القولون، أو الثدي، أو المبيض، أو البروستات، أو البنكرياس، أو الرئة أو البشرة بنسبة 60 في المئة... وأظهرت دراسات أخرى أنه عند تنشيط بعض الجينات أو قمعها في العديد من الأنسجة، يمكن الحؤول دون نمو خلايا الأورام وتكاثرها.
الحماية من أمراض القلب والشرايين
عمد باحثون من جامعة أتلانتا الأميركية إلى تقييم آلاف الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم وتبين أن الذين يحصلون على كمية كافية من الفيتامين D يكشفون عن ضغط دم أدنى بنسبة 20 في المئة من رفاقهم. في المقابل، يؤدي نقص الفيتامين D إلى زيادة خطر التعرض لأمراض القلب والشرايين، مثل الذبحة القلبية والجلطة الدماغية...
التأثير في العينين والأسنان
تبين أن الأشخاص الذين يتناولون السمك الدهني ويشربون الحليب المعزز بالفيتامين D هم أقل تعرضاً للضمور البقعي المرتبط بالشيخوخة، وهي مشكلة شائعة في العينين مع التقدم في العمر. كما تبين أن الفيتامين D ضروري أيضاً لصحة الأسنان، وهو بمثابة سلاح فعال جداً لمحاربة التهاب أنسجة الفم، المسؤول عن انقباض اللثتين وربما خسارة الأسنان. ويكفي تناول 700 وحدة دولية من الفيتامين D كل يوم مع 500 ملغ من الكلسيوم لتفادي هذه المشكلة بنسبة 60 في المئة!
الحماية من الالتهاب الليفي في العضلات
يعاني العديد من الأشخاص من ألم دائم ومستمر في العضلات، أو تعب مزمن، أو مشاكل في النوم.... وتبين أن هذه المشكلات تصيب النساء أكثر من الرجال، علماً أن 70 في المئة من الأشخاص المصابين بالالتهاب الليفي في العضلات يعانون من نقص في الفيتامين D. وكلما كان مستوى هذا الفيتامين منخفضاً في الدم، ازداد خطر المعاناة من القلق والاكتئاب
ساحة النقاش