كتب - محمد حمدى
يوجد بالمُجتمع نماذِج حسنة؛حقيق أن يُقتدى بها،تلك النماذِج لها قِصص تُكتب بماء الذهب....
ومِن تلك القِصص الحقيقية،قِصة الزوجة التى إشتكت لوالِدها مِن كثرة تناول اللحوم،والفاكهة فى بيت زوجها....
في يوم مِن الأيام كان هُناك رجُل فقير الحال يعمل في وظيفة مُتواضعة،وذات يوم فوجئ بوالِد زوجته يستدعيه ويقول له : إتق الله يا فُلان،وإشتري لزوجتك بعض الخُبز،والجُبن،والفول؛وكفاك مِن شراء اللحم،فقد ملت إبنتي مِن أكل اللحم،والدهُن،والفواكة !
تعجب الفقير كثيرًا مِن هذا الكلام،ولم يدري بماذا يُجيب؛فقرر أن يسكت عن الكلام حتي قابل زوجته في نفس اليوم ليلًا،وسألها عن كلام والِدها !
وهُنا كانت المُفاجأة العظيمة التي كادت أن تُحرك الأرض مِن تحت قدميه،لقد كانت زوجته كُلما ذهبت إلي منزل أهلها،ويُقدمون لها اللحم،والفواكة،والدجاج،والطعام اللذيذ،فكانت تهز رأسها قائلة : لا أُريد هذا الطعام فقد مللته،وتوضح لأهلها أن زوجها لا يحرمها مِن شئ أبدًا،بل يُكثر عليها مِن الخير حتي ملت مِن أكل اللحم،والفواكة،وقد أصبحت تشتهي الفول،والجُبن،وهذه الأطعمة المُتواضعة !
بينما الحقيقة في منزل الزوج هي العكس تمامًا،فإن الزوجة لم تري اللحم إلا مرة واحدة خِلال ثلاثة أشهُر،وكان أغلب أكلها مِن الفول،والجُبن،والخُبز بسبب فقر زوجها،فلم يكن الرجُل يملك ما يسد جوعه،ولا جوع زوجته،إلا أن الزوجة الصالحة كانت صابرة علي هذا الوضع؛وأرادت ألا تسئ إلي زوجها عِند أهلها،فكانت تُريد أن تجعله دائمًا كبيرًا في أعينهم .
كانت تتحمل الجوع،والحِرمان،وقِلة المال،ولا ترضي أن يُعيره أحد بفقره،وحاجته،وعدم وجود الطعام في منزله،بل كانت تصبر علي الشِدة وتتحمل وتدعو الله -عز وجل- أن يرزقهما مِن فضله.....فلنعم الزوجة الصالحة الصابرة !
وفى الخِتام أود أن أكتب : البيوت ليس أساسها الأسمنت،أو الحجر........ بل أساسها الزوجة الصالحة،و اللّهم أصلح حال زوجاتنا،يا أكرم الأكرمين،وإغفرلنا جميع ذنوبنا،يا أرحم الراحمِن ،وصل،وسلم،وبارك على حبيبنا مُحمد !
👍