بقلم - محمد حمدى
إذا إنقطع التيار الكهربى تسمع مَن يسب الرئيس ، والحكومة ، وإذا إرتفعت الأسعار تسمع مقولات كثيرة تتهم الحكومة بالخيانة ،وعدم تحمُل المسئولية ، و إذا إنقطعت المياة تسمع الكثير والكثير ........وخلاصة القول أن مُعظمنا ،أو الكثير مِننا بمعنى أدق يرمى بالخطأ دائمًا على الحكومة !
المنطق يقول : " طالما المُدخلات صالحة تكون المُخرجات صالحة ، والعكس ، أى إذا كانت المُدخلات فاسدة تكون المُخرجات أيضًا فاسدة . " ، وأقصد مِن ذلك أن الحكومة مِننا ؛ فما نفعله مِن أخطاء تفعله الحكومة ، بل نحن نرتكب أخطاء أكثر مِن الحكومة بكثير ؛ لأن الحكومة تكون العين عليها أكثر ، بالإضافة إلى أن الكثير مِن المناصب تخضع لإجراءات وشروط خاصة .
وأود أن أضيف إذا كان المسئولون يخطأون أحيانًا ،فهل نحن ملائكة لا نخطأ ؟ وهل نسمع تعليمات وتوجيهات الحكومة التى هى فى صالحنا حرفيًا، وننفذها بدون نقاش ؟!
الإجابة : لا طبعًا، وبكل أسف ؛ فنحن نرتكب أخطاء أكثر مِن المسئولين بأضعاف كثيرة ، فمُعظمنا لا ينفذ تعليمات ،وإرشادات الحكومة ،فمثلًا الفلاح لا يلتزم بالإرشادات الزراعية، وكذلك السائق لا يلتزم بقواعد المرور ،وكذلك التاجرلا يلتزم بالتعليمات ،وكذلك الطبيب ،والمهندس، والمدرس......
وعن الفساد حدث ولا حرج ، فمِن الهجوم العنيف على مَن يُريد أن يُقدم خير للمُجتمع - مقولات دارجة تُقال مِن قيبل البعض على مَن يقدم خدمات للمجتمع : ("هو فلان ده فاضى؟!"،"هو بيخدم البلد علشان إيه؟! " ،"دا تعان فى دماغه ."،"يا عم ،خليك فى حالك أحسن"....) - مرورًا بإهدار المال العام، إلى تلوث البيئة ،وتلوث الماء ،والتستر على المجرمين، إلى أن نصل إلى قمة الفساد ،وهى إغراء المسئولين بالمال لتيسير الأمور-رشاوى-....!
فمِن قبل مُهاجمة الرئيس ،والحكومة ، أو أى مسئول لابد أن نعلم جيدًا أننا مُقصرين فى حق هذا الوطن؛ فمعظمنا لا يُفكر ،ولا يريد أن يُفكر فى كيفية إعطاء الوطن ، بل مُعظمنا يُفكر فى كيفية الأخذ فقط،فالكثير يُريد أموال على أى عمل يُقدمه لدولة ، فالعمل التطوعى قليل جدًا مع العلم أن الوطن فى أزمة ،وفى أمس الحاجة إلى مد يد العون له !
الدول التى تقدمت ، تقدمت بجهد شعوبها ، الدول المُتقدمة لابد أن تكون شعوبها تحب العمل ، والنظام ، لو إنصلح حال الفرد فسينصلح حال المُجتمع ؛ لأن الفرد وحدة بناء المُجتمع ، الفوضى موجودة ؛ لأن الكثير فى فوضى ، الفساد موجود ؛ لأن الكثير فاسد ، الركود موجود ؛ لأن الكثير فى كسل .
(ملحوظة : لقد كتبت هذا المقال ، ونشرته على الإنترنت يوم الثلاثاء الموافق 1نوفمبر مِن عام 2016م)
عدد زيارات الموقع
121,716