بقلم-محمدحمدى
المُجتمع ملئ بالقصص التى تعتبر أغرب مِن الخيال ،ومِن هذه القصص ،القصة التى سأحكيها على حضراتكم الأن ،وهذه القصة تعد مِن القصص التى تؤكد على أن الحق لابد أن يعودَ إلى صحبه، ولو بعد حين.....
حدث فى ثلاثينيات القرن الماضى -القرن العشرين-أن أحد الأثرياء المُقيمين فى القاهرة خرج مِن قصره بسيارته الجديدة وقت الضُحى بصحبه ابنه الوحيد الذى يبلغ مِن العمر6أعوام ؛لكى يجربَ السيارة الجديدة ،ولكى يزورَ أرضه الزراعية المترامية الأطراف التى تقع فى مُحافظة الغربية ،وبعد أن سارا عِدة كيلومترات إصطدمت السيارة بعربة لورى تابعة لجيش الإنجليزى ؛ فلقى الأب مصرعه فى الحال ،وأصيب الطفل بإصابة ؛نتج عنها شلل رجله !
عادَ الطفل يتيمًا مشلولًا إلى حضن أمه التى ترملت، وهى لم تتجاوز 26عامًا،وبعد عام كامل مِن الحزن ،تقدم لها شاب ثرى لخطبتها فوافقت وبعد عدة أشهر ،تم الزواج ،كانت مبهورة مِنه ؛ إذ كان عزب اللسان !
وبعد عام مِن الزواج ظهرعلى حقيقته الخبيثة الماكرة ؛فحدث أن قام فى أحد الليالى، وذهب إلى الجراج ،ثم قام بتفريغ زيت الفرامل الخاص بسيارة الزوجة ؛لكى يتخلصَ مِنها هى، وابنها!
إستيقظت الزوجة فى الصباح، وتناولت الفطور مع زوجها ،وابنها، ولما أرادت أن تقومَ لكى تركبَ سيارتها ؛لكى تذهبَ إلى أرضها بصحبة ابنها ؛مِن أجل أن يشاهد جنى محصول القطن ،إنتابه المغص ؛فتركته فى القصر مع زوج الأم وذهبت ؛لكى تشاهدَ جنى المحصول وحدها ،فحدث لها حادث مرورى ؛جراء أن الفرامل لا تعمل ،ماتت الأم ،وتركت الابن يتيم الأب، والأم ، وعاجزًا !
فكرَ زوج الأم فى التخلص مِن هذا الطفل ؛لكى يستحوذَ على أملاكه ؛ ،فأعد الخطة المُحكمة، ودخل عليه يومًا وقت الظهيرة ، فى شهر يوليو،وهو يقوم بعملية الإستحمام ؛فقام زوج الأم بكتم أنفاس الطفل بدون رحمة فى البانيو ،ولم تأخذه الشفقة ،والرحمة بقرقعة الماء ،ورفص الطفل بيده الماء ،مات الطفل، ثم حمله زوج الأم إلى أحد الأبار المهجورة بأرض الطفل فى مُحافظة الغربية ،وقام بدفنه فى البئر !
ولكن هذا الزوج القاسى لم يذق طعم النوم أبدًا ؛لأن الطفل القتيل أخذ يطارده فى المنام ؛إذ كان يحلم هذا الزوج كل ليلة بكابوس إذ يرى الطفل وسط بخار، وهو ينادى ،ويقول : " حسبى الله ونعم الوكيل فيك ،إنت قتلتنى ليه يا ظالم، يا ظالم ،يا ظالم، يا ظالم ؟! " ؛فيقوم زوج الأم مفزوعًا إلى أن أصيب بالجنون، وأخذ يطوف بالشوارع حتى تم القبض عليه .
وفى الختام ،وبعد عرض هذه القصة نخرج بالعبر الأتية :
1-كل ظالم وله نهاية .
2- مِن أعظم الظلم ،ظلم الطفل، والمرأة، والضعيف .
3-إن ربك بالمرصاد .
وحسبنا الله ونعم الوكيل فى كل ظالم ،واللهم لا تجعلنا مِن الظالمين ،واغفر لنا، ياأرحم الراحمين ،وصل وسلم على حبيبنا ،و نبينا محمد !
عدد زيارات الموقع
121,190