بقلمِ-محمدحمدى
بعضًا مِن الناسِ السوء ،ويكأنهم يعملون فى مجالِ الإستهزاء ،والسُخرية بالأخرين،فلا يسلم أحدًا مِن ألسنتهم السامة، ولا إشارات أيديهم المُنافية للذوق،ولا مِن حركات وجوههم الخبيثة ، ولا مِن غمزات عيونهم اللئيمة؛ يستحقرون الأخرين ،ويغفلون عن عيوبهم المستورة وراء غرورهم المرضى ،الله يبغضهم ،والكثير يسبهم ،ويلعنهم لعنًا،وأنا مِن ضمن الأشخاص التى لا تُحبذ التعامل معهم ، على الإطلاق !
هؤلاء الأشرار لكل واحد مِنهم لسانًا كالمنشار لا يسلم مِن أذيته حتى الأخيار ،ولا يدرون أنهم فُجار مكروهون مِن أهل الديار ،يجلس الواحد مِنهم يتغمز، ويتلمز ،ويُقلد مشية فُلان ،وطريقة كلام فُلان ،وشكل فُلان ....وبسبب غرورهم لا يدرون أنهم مبغوضون حتى مِن طوب الأرض !
وأخبث هؤلاء الأشرار مَن يسخرون مِن ضعاف العقول ،وضعاف القلوب هؤلاء سلوكياتهم كسلوك الذئاب ،فالذئب لا يتوحش إلا على الخائفِ ،كما أن الذئب لا يكون شرسًا إلا فى وسط مجموعة ،وأعوان !
فالإستهزاء بالفُقراءِ ،والسُخريةِ مِن عيشتهم ليس مِن الإنسانية فى شئ ؛لأن الإنسان له عقل يُرشده إلى الصواب ،فالعقل يُرشد العاقل إلى أن الغنى ،والفقر بيدالله-سُبحانه وتعالى- .
والإستهزاء بضعافِ القلوب ،والسُخرية مِنهم ،ومِن شكلهم ،ووصفهم بالعِرر،والمذاليل، والخيبة، وعدم الرجولة ،والجُبن .....كُل هذا ليس مِن الدين، ولا مِن الإنسانية فى شئ ،فالعاقل لا يقوم بتلكُم السلوكيات السفيهة، التافهة ؛لأن العاقل يعلم أن الجُبن ،والشجاعة بيد الله-عزوجل-ويعلم أن الله قادر على أن يُعزَ ضعيف القلب ،ويُبارك له ،وقادر على أن يذلَ الشُجاع بجعله بلطجيًا ، منبوذًا مِن الأخرين !
والإستهزاء بضعافِ العقول ،والسُخرية مِنهم ،ووصفهم بالعُبط، والهُطل ،والهُبل ...كُل هذا ليس مِن أخلاق الراشدين ؛فالرشيد يعلم أن لضعيف العقل مكانة عند الله، ولاسيما ،وأن العقل مناط التكليف !
فأُطالب أى شخص يقوم بمثل هذه السلوكيات البربرية -التى يبُغضها الله -بأن يكف عنها ،ويتحلى بالعقل ،والمروءة ،والشهامة .
عدد زيارات الموقع
121,637