جواهر اللغة

موقع يجمع ألوانا شتى من روائع وغرائب اللغة

على أرض من أراضي النحو العربي قامت معركة حامية الوطيس بين الأفعال الناسخة بقيادةالفعل( كان )والحروف الناسخة بقياد الحرف( إنَّ).
وكان سبب نشوب المعركة هو تلك الحسناء الفاتنة التي أشغلت الكثيرين, وبمكانتها تغنى النحاة , وبأنواعها تغزل الشعراء, وبمنزلتها أبدع البلاغيون والأدباء!!!
إنها الجملة الإسمية.والتي تتكون من مبتدأ وخبر.

ودار بين قائدي الفريقين أو ( الجيشين) معركة كلامية قبل التحام السيوف!!!
وإليكم ما دار بين الفعل الناسخ ( كان) والحرف الناسخ ( إن).
كان: إلى أين يا أخا العرب؟
إن : ومن أنت حتى تسألني ؟
كان: من أنا ألا تعرفني يا جاهل !!!
إن : هذب ألفاظك يا هذا وأنزل الحروف

منازلها.
كان: (باحتقار) قلت الحروف ؟ إذن أنت من الحروف. ومن أي أنواع الحروف ؟
إن: ( بافتخار) أنا من الحروف الناسخة . التي تدخل على الجملة الإسمية !!
كان: ( بتعجب) قلت الجملة الإسمية ؟!!! وما علاقتك بالجملة الإسمية أيها الحرف الدنيء!!!
إن: على رسلك هدئ من روعك لم كل هذا الخوف على الجملة الإسمية؟
كان: ( بغضب) ولم لا أخاف على الجملة الإسمية جملتي الحبيبة التي استقبلتني وإخوتي بكل صدر رحب . بالرغم من التأثير الذي يحصل لها بعد دخولي أنا أو أحد إخواني الأفعال الناسخة.
إن: ( بغضب) أووووه تلك الخائنة !!! كيف تسمح لفعل أحمق مثلك بالدخول عليها؟!!!
كان: انتبه لعباراتك قبل اتهام الآخرين الجملة الإسمية ليست خائنة بل أنت الخائن!!! كيف تسمح لنفسك بالدخول على جملتي؟
إن: يبدو أن هذا اليوم لن يمر على خير. الجملة الإسمية ليست جملتك بل جملتي والدليل أنني أدخل عليها في أي وقت شئت أنا أو أحد إخوتي الحروف الناسخة.
كان: ( باحتقار) ولك إخوة أيضا. هلا عرفتنا بهم؟
إن: طبعا وبكل فخر أنا (إنَّ) وتوأمي ( أنَّ) و(ليتَ) و(لعلَ) و(كأنَّ) و(لكنَّ).
كان: ( باستهزاء) فقط !!! هذه الحروف التي معك؟ استمع واعرف من نحن . أنا ( كان) و (صار) و(ما زال) و(ليس) و(أصبح) و(أضحى) و ( ظل ) و(أمسى) و(ما دام) و(ما برح) و(ما انفك) و(ما فتيء) .
إن: ( بقلق) يبدو أنكم أكثر منا ولكن هذا لا يهم العبرة بالعمل لا بالكثرة.
كان: أي عمل تقصد؟!!
إن: العمل الذي تقوم به أنت ومن معك عند دخولكم على الجملة الإسمية .
كان: نحن الأفعال الناسخة ندخل على الجملة الإسمية المكونة من المبتدأ والخبر فنرفع المبتدأ ( نبقيه مرفوعا) ويسمى اسمنا وننصب الخبرويسمى خبرنا.

إن: ونحن أيضا أعني الحروف الناسخة عند دخولنا على الجملة الإسمية المكونة من المبتدأ والخبر ننصب المبتدأ ويسمى اسمنا ونرفع الخبر ويسمى خبرنا.
كان : أي تقومون بعكس عملنا.
إن: نحن نسمى بالحروف الناقصة أي لا بد من وجود المبتدأ والخبر لا يكتمل معنانا بدونهما.
كان: ونحن كذلك نسمى بالأفعال الناقصة لا بد من وجود المبتدأ والخبر حتى يكتمل معنانا.
إن: إذن نحن وأنتم نتفق في أمور منها :
ـ دخولنا على الجملة الإسمية المكونة من المبتدأ والخبر.
ـ تسميتنا بالناسخة لأننا ننسخ الحكم الأصلي للمبتدأ والخبر . وتسميتنا بالناقصة لحاجتنا إلى المبتدأ والخبر.
ونختلف في :
ـ العمل نحن ننصب المبتدأ ونرفع الخبر بينما أنتم ترفعون المبتدأ وتنصبون الخبر.
كان: ولا تنس أنكم حروف والحروف كلها مبنية. ونحن أفعال منا المبني والمعرب والجامد والمتصرف.
إن: أرى أني أخطأت في حقك أيها الفعل كان وأطلب منك العفو والمعذرة.
كان: بل أنا من أخطأ في حقك فاعذرني لم أعرف منزلتك في لغتنا الجميلة.

وانتهت المعركة الكلامية والحمد لله أن الأمر لم يتطور إلى ما لا تحمد عقباه.
ومن الحروف والأفعال نأخذ العبر

المصدر: إيميلي
shorbagixp

أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ .

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 17420 مشاهدة
نشرت فى 9 يونيو 2011 بواسطة shorbagixp

ساحة النقاش

محمد سيف الشوربجي

shorbagixp
جواهر اللغة موقع يجمع ألوانا شتى من روائع وجماليات وغرائب لغتنا العربية لغة القرآن ولغة الحضارة ولغة الإسلام ولغة أهل الجنة في الجنة ........... محمد سيف الدين »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

91,226