التلاتين... هي الشبح اللي خُفنا كلنا من إقترابه و بعدين إضطرينا نواجهه بإبتسامة المجاملة السخيفة.. و لسبب ما، الرقم بيضايقنا و نطقه تقيل على لساننا.. بس كتير من اللي وصل للتلاتين فعلا و عداها فهم ان الموضوع مش مجرد إنك ودعت العشرينات الشابة و بقيت أنكل.. بتخاف تأكل عشان مبقاش سهل إنك تخس و بتخاف تبص في المراية عشان متتفاجئش بعلامة مكنتش واخد بالك منها بتحاول تفكرك إنك كبرت!
الأهم من كل ده هو الإحساس بالتحرر.. التحرر من كل القيود بما فيها أفكار و أحلام إكتشفت فجأة إنك مش عايزها أو إنها مش الحاجة اللي حتسعدك يوم ما توصلها... فكرة النجاح المقتصر على المستقبل المهني و التدرج الوظيفي و الترقيات و الدرجات... و حلم قصة الحب العنيفة اللي حتزلزل مشاعرك و تحرك قلبك من مكانه... و حبستك جوه سجن إرضاء الناس و صورتك أدامهم ... و الحياة اللي عشان الشغل والشغل اللي عشان الفلوس، الفلوس، الفلوس! حاجات كتير قررت تفك إرتباطك بيها و إعتمادك عليها... و حاجات إستنتها تحصل و محصلتش و خلاص مبقاش فيه وقت تستناها ولا تستنى جنبها... إنت مش عايز تستنى أصلا... إنت عايز تتبسط!
قدرة إستيعابك للدراما في حياتك قلت جامد و نزلت لمعدل ما تحت الصفر! رأي الناس فيك و في تصرفاتك بقى يعادل في أهميته مروحة سقف في بيت فيه ٥ تكييفات! الزحمة و التجمعات الكبيرة اللي كنت قبل كده بتدور عليها و تروح لها برجلك، دلوقتي بقيت ساعات تهرب منها وتدور على المكان اللي من الصعب تقابل فيه حد تعرفه عشان تقضي وقت مع نفسك ولنفسك! و الحب اللي كنت موقف حياتك عليه و مش راضي تتحرك من غيره و مقتنع إن حياتك مش حتكمل إلا بيه، بقى بالنسبة لك ضيف قليل الذوق متأخر عن ميعاده أو قرر ميجيش من غير ما يعتذر! في الحالتين مش حتقعد على باب البيت مستنيه!
و الشغل رجع ياخد مكانه الطبيعي كجزء من الحياة... مش الحياة كلها.. والحاجات اللي بتحبها فعلا و كانت مدفونة تحت برستيج الوظيفة و شياكة المكتب و بقالك سنين ناسيها لدرجة إنك نسيت إنك بتحبها، فجأة بتحاصرك و كإنها قررت تفكرك بيها... بص حواليك حتلاقي ناس إكتشفت فجأة إنهم موهوبين في حاجات عمرك ما شوفتهم بيعملوها و ناس سابوا وظائفهم المستقرة اللي ناجحين فيها و اتجهوا لمجالات بعيدة كل البعد عنهم عشان إكتشفوا إن اللي هم فيه هو اللي كان بعيد!
كلها تحولات حصلت في حياة ناس كتير في مرحلة ما بعد التلاتين و سواء هي حقيقي مرتبطة بإنهم عدوا التلاتين ولا لأ فالمؤكد اللي مفيهوش أي شك هو إنها مرتبطة بكونهم مع تقدمهم في العمر، مروا بتجارب كتير خليتهم عرفوا اللي بيسعدهم من اللي مبيسعدهمش و اللي يستاهل يزعلوا عليه من اللي ميستاهلش و الحلم اللي المفروض يسعوا له من الحلم اللي إتفرض عليهم بحكم دراستهم و خبرتهم و شكلهم قدام الناس! و على الرغم من إن الإنسان ميال دايما إنه يحن للماضي و يشوفه أجمل من الحاضر و المستقبل، بس ساعات كتير الصورة مش بتكمل و لا بتوضح غير مع كل خطوة بتاخدها لقدام! عمرك ما حتعرف إنت عايز تعمل إيه غير لما تبقى جربت حاجات كتير قربتك من اللي إنت عايزه أو على الأقل عرفتك اللي إنت مش عايزه! مهما قريت في كتب و مهما سمعت في نصائح، حتفضل التجربة هي أشطر مدرس!
اللي فاكر التلاتين نهاية يبقى أكبر غلطان! التلاتين بداية و اللي بعدها مرحلة إكتشاف... أحلى حاجة بتميزها هي إحساسك إنك بتفك كلبشات السنين اللي فاتت بمفاتيح التجربة والفهم و الإدراك و بتجري على الحياة تاخدها بالحضن و كإنك حتبتدي تعيشها... إفتح لها قلبك واللي يقولك كبرت و عجزت، قول له: دانا يدوب إتولدت!
المصدر: دينا نجم
نشرت فى 24 مايو 2015
بواسطة sherifmohamed
لا نـــد تــــــــــــك
موقع شامل يخص كل ماهو جديد فى مجال تكنولوجيا التعليم والمعلومات والكمبيوتر والانترنت والمزيد »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,002,746