((شذى اذواق متنوعة)) موقع الدكتور الحسيني الطاهر مهدي (( علمي*ديني*أدبي*متنوع))

بسم الله الرحمن الرحيم وصلاة وسلام على الهادي الأمين محمد

ورقة الإجابة   تاليف الحسيني الطاهر

 

كان أخي الأكبر الأستاذ سلطان حفظه الله دائما يوصيني بالاهتمام بورقة إجابتي, وذلك بان أحافظ على نظافتها وجمالها. وكنت اعتبر وصيه أخي هذه نصب عيني في كل مرة ادخل فيها امتحان وبعد إتمام ليسانس الآداب في اللغة العربية لم أدخل أي امتحانا قط لهذا  فلم استدعي نصيحة أخي وذلك لكوني لا أحتاج إليها وخصوصا أنني أصبحت معلم . وحتى امتحان الكادر لم يكن لنا هناك دور في كراس  الإجابة  فاستلمناه نظيف, وسلمناه نظيف أيضا ولما نجحنا جميعنا بعث تلغرافات شكر  للسيد أحمد نظيف.

ليس هذا المهم ,بل المهم انه بعد أن دخلنا في مغمار الحياة بدأت تظهر ورقة الإجابة في حياتي مرة أخرى و أخذت ورقة الإجابة أشكالاً عدة متنوعة.

 

فأذكر إنني كنت متضايقا جداً وطلبت منى زوجتي طلبا مشروعا فأذكر أنني رفعت صوتي ناهراً  لها بدون ذنب ساعتها شعرت كأنني في امتحان و ملئت كراسة إجاباتي أخطاء.

كما اذكر أن مديري في العمل طلب منى أن أزيد ابن أخيه خمس درجات للنجاح ساعتها هببت فيه كالثور الهائج ونهرته وأخذت أصرخ فيه بملء فمي تجمع حولي زملائي وأحتسب الناس هذا موقفا شجاعا لي حكت عنه الإدارة التعليمية التي أتتبع لها عاما كاملا ولكنى بعد الفضيحة التي وصمت بها مديري أحسست كأنني ملئت ورقة إجابتي بالأخطاء  أيضا, فلم يكن هناك أبدا داعيا لأفضح الرجل وأشهر بغلطته اللهم إلا رعونة في نفسي التبست ساعتها بشكل الحق حساً  فظننت إنني على حق تماما مثل التلميذ الذي يجيب على سؤال في الامتحان بالخطأ فسوف يخرج من الامتحان مزهواً بنفسه إلى إن يصطدم بواقعة الأليم ويكتشف خطأ إجابته  .

لقد أصبحت الحياة بكتابها المفتوح ورقة إجابة كبيرة وما يصادفنا فيها هو أسئلة لنا, أما إجابتنا عن هذه الأسئلة هو ما نقرره ونفعله تجاه تلكم المواقف.

في خضم الحياة أصبح الامتحان تلو الامتحان صارت الامتحانات تتلاحق مثل الأنفاس .واذكر كثيرا إنني كنت أضجر من هذه المواقف(الامتحانات) كنت أمزق ورقة إجاباتي بيدي فور إحساس بالفشل.

الغريب إنني وبصدق حينما اخطي في سلوك ما في الحياة كنت أري نفسي في المنام طالب في لجنة امتحان وإنني لا اقدر على الكتابة والزمن يتلفت منى وراسي ثقيل إحساس ضخم بالخيبة واليأس معاً كأنه كابوس بالفعل هو كابوس استيقظت منه جاف الحلق كأنني استنقذني الله من الموت احمد الله انه مجرد حلم.

وجاء رمضان الشهر الكريم وسبقت كراماته قدومه فأصبح الخير فينا يقظا جميلا وفعل الخير للغير سعادة.وأنا في هذا الشهر الكريم كمثل عصاه الأمة ينقلب إلى الأحسن حالي فتتحسن اقوالى وأفعالي وبالكلية أنا أتمنى العام كله رمضان لأنني في غيره غريب حتى عن نفسي.واذكر يوما من أيام هذا الشهر الكريم  تصادفت إنني كنت اعبر الطريق على عجل شديد فلقد كنت في سيري لأمر في غاية الأهمية  أسابق الخطى خشية التأخير وبعد تمام العبور وجدتني المح رجل عجوزاً كفيف البصر على الجانب الأخر

رجعت إليه عبرت به الطريق ومشيت معه خطوات حتى رأيته ويقبض على يدي ويقول شكراً يا بني أنا وصلت. أحسست بنشوة دامت معي لحظات بعد مفارقة الرجل.الغريب إنني رأيت في منامي  هذا اليوم أيضا  إنني طالب في لجنة امتحان وإنني لا اقدر على الكتابة والزمن ينفلت منى,ورقة إجابتي سيئة للغاية كلها كتابات محذوفة أخر لخبطة  وراسي ثقيل إحساس ضخم بالخيبة واليأس معاً كأنه كابوس وعندما اشتد الكابوس ووسط هذا الجو المفعم بالألم وجدت مراقب اللجنة يتقدم نحوي باسما في وجهي ابتسامة حانية  هو نفسه الرجل العجوز كفيف البصر هو نفسه مراقب الامتحان وقبض  علي يدي وإعطاني كراسة جديدة وقال لي خذ كامل وقتك واكتب بكل هدوء وساعتها وجدتني اكتب في كراستي الجديدة نشوان كأنني اعزف لحنا سعيدا استيقظت من نومي فرحان أيضا  هذه المرة كان لدي إحساس كبير إنني قد نجحت في الامتحان.

المصدر: تاليف الحسيني الطاهر
shazaazwak

سلامي اليكي يا مصر وسلامي الى اهلك فردا فردا وسلامي الى ارضك حبة حبة وسلامي الى صعيدك الطيب واهلي في صعيد مصر الغلي

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 329 مشاهدة
نشرت فى 13 أغسطس 2010 بواسطة shazaazwak

ساحة النقاش

دكتور الحسيني الطاهر مهدي

shazaazwak
من مواليد حاضور-الرزيقات قبلي -مركز ارمنت-بكالوريوس علوم قسم فيزياء-ماجستير فيزياء الجوامد-دكتوراة فيزياء نووية-متزوج -اب لاربع اولاد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

163,757