الروابط عرفها حتى الجماد وجهلها أهل التخلف ( كتبها الحسيني الطاهر مهدي)

الرجوع إلى قائمة المقالات

<!--

الروابط عرفها حتى الجماد وجهلها أهل التخلف

( كتبها الحسيني الطاهر مهدي)

بدأت رحلة الانسان في البحث عن أسرار الطبيعة مبكراً ومنذُ اللحظةِ الأولى لهبوط الإنسان على الأرض حيث تعرف على المادة من حوله ثم صنفها لأقسامها الثلاثة صلبة وسائلة وغازية بعدها بدأ الإنسان مرة أخرى رحلة البحث في كنه الماده وكانت بداياته الأولى فلسفية ترجع إلى فلاسفة الإغريق اللذين توصلوا بالفلسفة إلى أن تجزئة المادة هي عملة قابة للتكرار المحدود بمعنى أنه بعد تكرار التجزئة الى حد معين سوف نصل الى شيء غير قابل للتجزئة وهذا المعنى باللغة اللاتينية القديمة يدعى atom والذي يترجم إلى كلمة ذرة في اللغة العربية ثم تلى النظرة الفلسفية نظرة علمية مجردة تبَنّت الحقائق العلمية وأكدتها بالتجارب المعملية بدئها دالتون ثم صحح له طومسون فكرته وجاء رزرفورد ليصحح لطمسون رؤيته إلى أن جاء بوهر فأرسي أول شكل علمي مقبول للذرة ثم النظرية الحديثة للتركيب الذري التي نعيش في ظل ثمارها .

الغريب أن الجميع أجمعوا على أن الذرة الجماد لاتعيش منفصلة أبداً. بل كانت وستظل مترابطة مدام هذا الكون قائما فها هي تصنع العديد من الروابط والإتحادات. هذه الروابط والإتحادات هي التي تجعل للحياه وجود ومعنى والكون بدون هذه الروابط لا يكون له وجود. فالأكسجين الذي نتنفسهُ هو جزي مكون من رابطة تربط بين زوج من ذراته O2 والماء الذي نشربه كذالك هو روابط بين ذرتي هيدروجين مع ذرة اكسجين H2O بل إن ملح الطعام الذي نأكله هو في الأصل رابطة أيونية بين الكلور السالب والصديوم الموجبNaCL وهو ضروري لإصلاح مذاق الطعام وكل أهل الأرض يستخدمونه وقس على ذلك جميع جمادات الحياة من حولنا لا تظل ولاتبقى إلا في وجود روابط فيما بينها.هذه الحقيقة خضع لها الجماد وتعاطي بها في تفاعلاته, وعرفتها العقول المتقدمة كذلك فراحت تبحث فيما بينها وبين ما يحيط بها عن روابط نافعة فأفرزت فكرا قاد بعض الدول مثل اتحاد دول اميركا الشمالية (الولايات المتحده الامريكية ) فترابطت فيما بينها الأمر الذي أدى إلى أنها أصبحت تمثل الآن أقوى قوة على الأرض فترابطت و عرفها الإتحاد الأُوربي أيضا فأصبح قوه تقرر وتواجه وعموما تسعى الآن كل الدول المتطورة إلى الإنصهار في ترابطات فاعلة تخرج بمجموع أكبر من مجرد المجموع الجبري لكل هذه الدول مجمعة وهذا النموذج لم يكتشفه الإنسان فقط في عصرنا الحديث ولم يكن وليد الصدفة بل منذ قرن ونصف إلا قليلا كانت هناك تجربة رائدة في الترابط البشري أنشئها سيد المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم حيث أوجد عامل ترابط بين شرازم العرب المتناحرة كان هذا العامل هو الدين (دين الاسلام) الذي لملم فتات العرب و كون من سكان باديتة حضارة مازالت إسهاماتها إلى اليوم وهي الحضارة التي عاشت بين الحضارات فأخذت منها وأضافت اليها.وتتميز الحضارة الإسلامية عن جميع الحضارات السابقة بأنها الوحيدة التي تملك مقومات العودة مرة أخري وبأسرع وقت ممكن و في أيه لحظة .والأمر الذي يعوق عوده هذه الحضاره فقط هو عدم الترابط ولكم يؤسفنى ان أقول انه تنقصنا الروابط التي تعاطى بها كل أصحاب الحضارات السابقين واللاحقين وتعاطى بها جدودنا العرب في صدرالحضارة الإسلامية والتي إستندت الى فكرة إنشاء الروابط (الاتحاد) الروابط عرفها حتى الجماد وجهلها أهل التخلف.

المصدر: الروابط عرفها حتى الجماد وجهلها أهل التخلف ( كتبها الحسيني الطاهر مهدي)