يكشف الكتاب.. جانباً لايعرفه الكثيرون عن الجهود والشخصيات والمؤسسات التي ساهمت في إثراء المحتوى العربي على الإنترنت في سنوات التوهج التي بدأت عام 1995 حيث لم يكن قد ظهر أي موقع عربي فعلي على الإنترنت .. بينما كان هناك نحو المليون موقع في العالم.. رغم أن الإنترنت كشبكة معلوماتية بدأت تقديم خدماتها للناس عملياً في سنه 1985

وفي عام 1995ظهرت أوائل المواقع الإلكترونية العربية على الإنترنت بالأردن والسعودية والإمارات وقطر والكويت ..لكن النقطة المهمة كانت هي أن عام 1997 شهد ظهور أول موقع صحفي مصري لجريدة الجمهورية يوم 16فبراير من نفس العام على الإنترنت .. وهو ماتحدثت عنه العديد من الكتب ورسائل الماجستير والدكتوراه.. في مقدمتها كتاب الدكتورة رشا عبدالله الأستاذة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بعنوان (الإنترنت في مصر والعالم العربي)الصادر عن دارالآفاق للنشر والتوزيع   9776148050  ISBN

وفي تلك السنة قدرت شبكه الإنترنت بأنها مكونة مما لا يقل عن 16 مليون مشترك.. أما سنة 1998 فقد تخطت أعداد الكمبيوتر الخمسين مليون جهاز..

وبينما كان الناطقون  باللغة العربية يشكّلون نسبة 7 في المئة من عدد سكان الأرض كان حجم المنتج المعرفي الذي يساهم العرب به في الإنترنت لايتجاوز  الواحد في المئة فقط من المحتوى الرقمي العالمي وهذه نسبة ضئيلة

في نهاية عام 1997  كان تعداد مصر 59,3 مليون نسمة..يشترك منهم في الإنترنت مايقرب من 100ألف مصري .. أصبحنا أكثر من 110 ملايين .. يتعامل أكثر من نصفهم مع الإنترنت .. سنوات قليلة في عمر الزمن انتشرت فيها السوشيل ميديا والمنصات وصار الموبايل أخطر إنجازات البشر في العصر الحديث

وتحقق – بعد ذلك - انتشار كبير للمحتوى العربي مما شكل نقطة مهمة في تاريخ الإنترنت .. بجهود ضخمة بذلتها حكومات  ومؤسسات وشخصيات ومبادرات عربية إلى جانب مبادرة جوجل..  عام2009  أشرف عليها  مهندس برمجيات مصري يعمل في جوجل هو أحمد جاب الله وشارك فيها أكثر من نصف مليون طالب وطالبة من خمس جامعات مصرية وسعودية .. بالاضافة إلى عدد من الشخصيات المصرية بينهم.اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية ..والأنبا تواضروس الأسقف العام بالبحيرة ..الداعية الأسلامي عمرو خالد..الروائي د. علاء الأسواني .. الروائي ابراهيم عبد المجيد ..الروائي الباحث يوسف زيدان .. د. عادل زايد نائب رئيس جامعة القاهرة.. وشريف محي الدين مؤلف موسيقي وقائد أوركسترا..وفي عام2013  بثت جوجل فيديوهات شارك فيها :  د. عز الدين شكري فشير الروائي وأستاذ العلوم السياسية .. والأستاذ محمد عبد المنعم الصاوي مؤسس ساقية الصاوي .. وباسم يوسف مقدم برنامج (البرنامج) .. ونصير شمة مدير بيت العود العربي بمصر .. وعمرو سلامة مخرج وكاتب سينمائي

الكتاب يشرح كيف كانت الإنترنت قبل عام 1997 طلاسم لايهتم بها إلا بعض المهندسين ويراها الأدباء والصحفيون في مصر والعالم العربي عملاً تكنولوجياً..قبل أن تصبح أساس العمل وتهدد الصحفيين الذين لم يستعدوا لمواجهة التطور في عصر الذكاء الصناعي

إنها حكايات مدعمة بوثائق .. عن السنوات الأولى التي شهدت بدايات المحتوى العربي على الإنترنت.. وكيف ساهم كاتب هذه السطور من خلال تدريس مادة استخدامات الإنترنت لطلبة السنة الأولى بأداب حلوان .. ومادة الصحافة الإليكترونية لطلبة السنة الرابعة بالكلية .. ومن خلال نشرعدة كتب .. والأهم من كل ذلك المساهمة في أنشاء أول موقع لصحيفة مصرية على الإنترنت عام ١٩٩٧  

يروي المؤلف كيف اختارتة (جوجل) ضمن عدد من الشخصيات الشهيرة للمشاركة في مبادرات لأثراء المحتوى العربي من خلال فيديوهات تحث الشباب على المشاركة بكتاباتهم على الإنترنت .. ويشرح تفاصيل لايعرفها الناس عن فعاليات وجهود خمس جامعات مصرية وسعودية .. وأنشطة وإجراءات ساهمت فيها الحكومات والهيئات بمختلف الدول العربية وكلها أثرت الإنترنت العربي ليصبح بالحجم الكبير والمتطور الذي نراه حاليا..

ويتحدث عن مبادرة لاختيار موضوعات صحية باللغة الإنجليزية وترجمتها إلى العربية لخدمة الملايين من الباحثين عن معلومات صحية حول مرض ما أو طرق الوقاية لزيادة المحتوى العربي  .. في فندق كبير يطل على نيل القاهرة العظيم.وقف المهندس وائل غنيم في إحدى القاعات يشرح للصحفيين مبادرة : الصحة تتكلم باللغة العربية.. والتي تهدف إلى زيادة المعلومات الصحية عالية الدقة على الإنترنت لكى يقرأها المستخدمون العرب

وكيف اتفقت جوجل  مع إدارة مستشفى سرطان الأطفال 57357 في مصر لتضرب عصفورين بحجر واحد.. فأعمال الترجمة تتم بالتطوع والشباب الذي يترجم الموضوعات لن يحصل على أي أجر لكن جوجل سوف تدفع ثمن هذه الترجمة لمستشفى سرطان الأطفال (٥٠ ألف دولار) للمستشفى مقابل أن يقوم المتطوعون بالترجمة في المرحلة الأولى وهذا يعني أن المترجمين سيساعدون أصدقاءهم وجيرانهم للحصول على المعلومات الصحية التي يحتاجونها وفى نفس الوقت يكونون قد ساعدواالمستشفى الذي يعيش على التبرعات لعلاج الأطفال.

وكيف اقنعت شركة مايكروسفت الأستاذ إبراهيم سعدة بتعلم استخدام الكمبيوتر والإنترنت .. لتعريفه كيفية استخدام الكمبيوتروالكتابة على الوورد في العمل الصحفي ..وعرضت أن يحدث ذلك مع العديد من كبار الكتاب والصحفيين

كل هذه الجهود موثقة بشهادات المشاركين فيها (صفحات وفيديوهات ) و كتبها الشرقاوي بشكل سردي (كحكايات)

المصدر: مقال
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة

عدد زيارات الموقع

2,228