ثلاث وسائل خطيرة أثرت فى نجاح أو فشل أحداث كبرى ..تبرزأهمية استغلال وسائل الديجتال ميديا التى تتطور يوماً بعد يوم .. من الفضائيات فى حرب الكويت ..إلى الفيس بوك فى ثورة 25 يناير2011 .. إلى الإنقلاب الفاشل فى تركيا ..

أولاً: سى إن إن .. والغزو العراقى

يوم قرر الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين غزو الكويت ..فى الثانى من أغسطس عام 1990 برزت فى تلك الأزمة أهمية القنوات الفضائية .. التى استغلها صدام فى مخاطبة العالم بشعاراته وأكاذيبه .. وعندما وجد العالم كله تقريبا ضده قرر طرد كل وسائل الاعلام من اراضيه باستثناء السى ان ان التى حققت شهرة واسعة فقد كانت القناة الوحيدة التى يشاهدها العالم ليعرف ما يحدث فى بغداد وكيف يفكر صدام.. وعن طريقها أشاع أنه يملك اسلحة كيمائية سيدمر بها المنطقة اذا تدخلت اطراف دولية لاخراج قواته من الاراضى التى ضمها لبلاده  .. و عندما بدأ يشعر أن الخناق يضيق عليه قرر طردهذه القناة .. وسمح  لاخرى هى الجزيرة بالتواجد فى بغداد   بعد سبعة اشهر من الاحتلال حيث بدأ التحالف الدولى حربه لتحرير الكويت فى 26 فبراير عام 1991وعن طريق الفضائيتين شاهد العالم الحدث فى نفس وقت حدوثه ..وكان هذا هو التطبيق العملى لكلمة يحدث الان .. ودخل الاعلام بذلك عصر الصورة (الاون لاين )والحدث الذى يتابعه الناس على الهواء عبر الاقمار الصناعية .. ونقلت لنا الفضائيات لحظة سقوط تمثال صدام ايذانا بنهاية  عهده.. ثم بعد ذلك القبض عليه  فيما عرف باسم حرب الخليج الثانية

ثانيا : فيس بوك

لا أحد ينكر دور الانترنت وخاصة الفيس بوك فى نجاح ثورة 25 يناير2011 فى الاطاحة بحكم الرئيس الاسبق حسنى مبارك ..وكيف كان الشباب ينقل عن طريق الموبايل واللاب توب والايباد دعواتهم وتحركاتهم .. وكل التفاصيل التى بدأت بمظاهرات فى الشوارع وتجمعات فى الميادين ثم الاعتصام بميدان التحرير لمدة 18 يوما لعبت خلالها الانترنت الدور الاهم فى تواصل الجماهير بين بعضهم البعض .. وصار الشعب المصري منذ ذلك الوقت يعتمد على شبكات التواصل الاجتماعى   فطبقا لإحصاءات  الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء في عام2017 بلغ عدد مستخدمي الانترنت في مصر 48.30 مليون مصرى  .. بينما بلغ عدد من يستخدمون الانترنت من الموبايل 23 مليونا                                                 

ثالثا : فيس تايم

لو لم يستخدم أردوغان هاتفه المحمول فى بث رسالته الأولى الى الشعب ..ليطالبه بالنزول الى الشوارع والميادين بعد نصف ساعة فقط من وقوع محاولة الانقلاب ربما كان اردوغان  قد اطيح به الى السجن او الى الموت.. استخدم اردوغان تطبيقا على ( الآى فون )يسمى (فيس تايم ) وهو يشبه برنامج سكايب الذى يتيح امكانية نقل صورتك وكلامك فيديو الى طرف اخر لديه جهاز (اى فون)حيث اتصل اردوغان بمذيع فى السى ان ان التركية الذى نقل نداءه عبر الفيس تايم قبل ان ينتشر على شبكات التواصل الاجتماعى.. وقبل ان يتساءل الناس عن مصيره وقبل انتشار شائعات عن اعتقاله او قتله  مما كان له الاثر الاكبر فى الحشد الجماهيرى وفشل الانقلاب  .. إنه الموبايل الذى واجه الدبابة.

 

المصدر: من مقالاتي في العدد الإسبوعي بجريدة الجمهورية المصرية بعنوان وراء المتاعب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 132 مشاهدة

عدد زيارات الموقع

2,216