درس فى التاريخ
مبروك لمصر والمصريين على ثورة 25 يناير المباركة وأتمنى أن تؤدي لتغييراً شاملاً في سلوكنا ولنتخذ جميعاً هذه الثورة كنقطة تحول جذرية في حياتنا فمصر ولله الحمد والشكر بلد غنية بمواردها الطبيعية ولكن هذه الموارد تحتاج لتنظيم بعضها وتفعيل المعطل منها.
رغم وجود مياه النيل وأخصب أراضي وأقدم أراضي في العالم إلا أننا نواجه أزمة مائية وغذائية كبيرة نتجت عن إهمالنا لصناعة الزراعة والغذاء منذ النهضة التي شهدتها مصر على يد محمد علي مؤسس مصر الحديث نظرا لأن الطريقة التي نتبعها في إدارة أراضينا الزراعية والمياه فيها إهدار كبير للأرض والمياه
- فى رأيى أن الماء أثمن من الغاز الذى نتنازع عليه وأثمن من البترول الذى ندعمه بمئات المليارات فى الوقت الذى نتعامل فيه مع الماء بطريقة نفقد فيها الكثير الكثير من المياه ومن بعد أن أهملنا قضية منابع النيل وإتفاقياتها وخسرنا أفريقيا بصفة عامة.
لا أدري لماذا أرى أننا نتجه نحو هاوية عارمة من نقص فى الغذاء قد تدخلنا في نفق مظلم تماماً وقد تصل بنا إلى حد قد نأسف عليه . ماتوقعته من غلاء وإنهيار في الإنتاج الغذائي والزراعى والأمن المائي والإرتفاع الحاد في الأسعار وهو ما يحدث حاليا لن تستطيع الدولة إيجاد حلول له مهما كانت الحلول المقدمة بدون إستراتيجية يشارك فيها الشعب بطوائفه وكذلك الدولة بأجهزتها كاملة بما فيها الجيش بما يملكه من قدرات بشرية ومالية.
عندما كتبت عن تفسير النبي يوسف عليه السلام حلم السبع بقرات العجاف اللاتي يأكلن سبعة سمان وكان حل الأزمة هو زراعة الأرض وتخزين جزء كبير جداً من الإنتاج يكفي هذا الشعب فترة القحط والجفاف كنت أوجه رسالة لأولى الأمر الذين باتو كأهل الكهف فى غيبوبة لعشرات السنين.
شعرنا بأزمة الغذاء منذ عدة سنوات وتحدثنا كثيراً في هذا الموضوع كثيرا على كافة المستويات ولكن حكوماتنا السابقة كان لها أذن من طين والأخرى من عجين
فبدلا من أن تعمل بكفاءة لإدارة أزمة الغذاء والزراعة شغلت نفسها بقضية تداول السلطة وقضية التوريث حتى أصبحت هى الشغل الشاغل للشعب المصري وأصبحنا لا نجد سياسيا أو مفكلاا أو خبيرا يقدم لنا حلولاً منطقية أو أراء بناءة للخروج من هذا النفق المظلم الذي دخلنا فيه والذي أتوقع كعادتي المتشائمة أن تضربنا أزمة غذائية عارمة .
لابد من بدء إيجاد حلول عاجلة لمواجهة السنوات العجاف والتي بدأت بإنهيار قطاع الزراعة في مصر و الذي يمثل العمود الفقري للإنسان المصري منذ فجر التاريخ مع أن المصري هو أو من قام بزراعة الأرض وفصل البذور وقام بتنظيم الري. الحضارة الفرعونية تركت لنا رسومات وجداريات الفراعنة لتحكى لنا العلاقة الأزليةً بين الأرض والبقرة والمياه والفلاح الذي يحمل فأساً .
هذا هو تاريخنا والذى أصبحنا لانملك غيره.....!!!!
تحياتى،،،،،
أيمن الشوربجى
رئيس مجلس إدارة شمس للإعلام والنشر
ساحة النقاش