قيل للفضيل رحمه الله:
ما الزهد؟ قال: القنوع. قيل: ما الورع؟
قال: اجتناب المحارم. قيل: ما العبادة؟ قال: أداء الفرائض.
قيل: ما التواضع؟ قال: أن تخضع للحق
وقال: أشد الورع في اللسان.
عقب الذهبي رحمه الله:
هكذا هو، فقد ترى الرجل ورعا في مأكله وملبسه ومعاملته،
وإذا تحدث يدخل عليه الداخل من حديثه،
فإما أن يتحرى الصدق، فلا يكمل الصدق،
وإما أن يصدق فينمق حديثه ليُمدح على الفصاحة،
وإما أن يظهر أحسن ما عنده ليُعظّم،
وإما أن يسكت في موضع الكلام ليُثنى عليه.
ودواء ذلك كله الانقطاع عن الناس إلا من جماعة.
السير(8/434).
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الورع كله في كلمة واحدة
فقال:
( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )
فهذا يعم الترك لما لا يعني: من الكلام والنظر والاستماع والبطش والمشي والفكر
وسائر الحركات الظاهرة والباطنة فهذه الكلمة كافية شافية في الورع
مدارج السالكين
قال ابن القيم رحمه الله :
يا مغرور بالأماني !
لعن إبليس وأهبط من منزل العز بترك سجدة واحدة أمر بها
وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها
وحجب القاتل بعد أن رآها عيانا بملء كف من آدم
وأمر بقتل الزاني أشنع القتلات بإيلاج قدر الأنملة فيما لا يحل
وأمر بإيساع الظهر سياطا بكلمة قذف أو بقطرة من مسكر
وأبان عضوا من أعضائك بثلاثة دراهم
(قطع يد السارق إذا سرق ما مقداره ثلاثة دراهم)
فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة من معاصيك! :
{ وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا }
الفوائد (2/85) ط دار الكتب العلمية
منقول
المصدر: مجموعة عطاء الخير البريدية
نشرت فى 22 يناير 2012
بواسطة shakshoka
عدد زيارات الموقع
17,641
ساحة النقاش