أثر استراتيجية التعلم التعاوني في تنمية مهارات التعبير الكتابي لدى طلبة المرحلة الثانوية في الجمورية |
|
|
الملخص:
يعد التعبير أحد أهداف تدريس اللغة العربية وأهمها ، فجميع فروع اللغة العربية تسعى؛ لأن يكون المتعلم معبراً جيداً عن طريق امتلاكه القدرة على نقل أفكاره وأحاسيسه للآخرين بشكل مقنع من خلال انتقاء الكلمات والألفاظ المعبرة عن المعاني المقصودة ،وكتابتها كتابة جيدة خالية من الأغلاط الإملائية والنحوية ،وهذا يزيدها أصالة ومتانة ،وما نشهده من تقدم علمي ومعرفي في جميع الجوانب ،يتطلب من الفرد امتلاك القدرة التي تمكنه من التعامل مع هذا التقدم وخاصة في الجوانب الوظيفية والعملية التي تتطلب من المتخصصين والتربويين الاهتمام بالمتعلم وتنمية مهارات التعبير الكتابي الوظيفي لديه ،والاهتمام بتدريسه كفرع من فروع اللغة العربية ،والبحث عن استراتيجيات حديثة لتدريسه حتى يتحقق لدى المتعلم الأهداف المرجوة من تدريس التعبير ليواكب هذا التقدم ،ومن هذه الاستراتيجيات إستراتيجية التعلم التعاوني التي برزت في الآونة الأخيرة واتجه التربويون نحو تجريبها في مختلف المواد الدراسية وبيان أثرها ،واستمراراً لهذه التجارب على هذه الإستراتيجية فقد سعى البحث الحالي إلى بيان أثر إستراتيجية التعلم التعاوني في تنمية مهارات التعبير الكتابي لدى طلاب المرحلة الثانوية في الجمهورية اليمنية ، بحيث تكوُّن البحث من ستة فصول نوجزها علي النحو الآتي:
الفصل الأول: بدأ الفصل بمقدمة توضح أهمية اللغة العربية بصورة مختصرة ، مستعرضة مكانة التعبير بين فروع اللغة العربية ومهاراتها ، بوصفه هدفاً رئيسياً من أهداف تعليم اللغة العربية وتعلمها منذ مرحلة التعليم الأساسي، كما بينت أهمية التعبير الكتابي بالنسبة للفرد ،ودوره في إظهار ثقافة الفرد بين أفراد المجتمع ،وعرضت كيفية تدريس التعبير في مدارسنا ،الذي يدرس من خلال تقديم الموضوعات للطلاب من أجل تركهم يكتبون في هذه الموضوعات ، مشيرة إلى أن تدريس التعبير وفق الطريقة التقليدية القديمة أسهم ويسهم في تدني أداء الطلاب في مهارات التعبير،كما بينت التطورات الملموسة في استراتيجيات التدريس الحديثة وفاعليتها في تحسين تحصيل وأداء الطلاب في المهارات اللغوية ،ومن أبرز هذه الاستراتيجيات إستراتيجية التعلم التعاوني التي حققت فعالية في تحسين التحصيل في المواد التعليمية بعامة ، واللغة العربية بخاصة ، وهي إستراتيجية حظيت باهتمام التربويين في العصر الحديث ، لتصبح إحدى أهم الاستراتيجيات المستخدمة في التدريس، وأن تجريب هذه الإستراتيجية في تدريس موضوعات التعبير الكتابي قد يحقق من النتائج الإيجابية في تنمية مهارات التعبير الكتابي ما لم تتمكن الطرائق التقليدية المستخدمة من تحقيقه.
ثم عرض الفصل الأول مشكلة البحث الحالي،التي تمثلت في السؤال الرئيس الآتي:
(ما أثر إستراتيجية التعلم التعاوني في تنمية مهارات التعبير الكتابي لدى طلبة المرحلة الثانوية في الجمهورية اليمنية ؟).
وتفرع عنه الأسئلة الآتية:
-
ما مهارات التعبير الكتابي الوظيفي اللازمة لطلاب الصف الثاني الثانوي العلمي وما هي مجالاته؟.
-
ما الأهمية النسبية لكل مهارة من مهارات التعبير الكتابي الوظيفي من وجهة نظر معلمي وموجهي اللغة العربية في المرحلة الثانوية ؟.
-
ما الموضوعات المتضمنة لمهارات التعبير الكتابي الوظيفي التي ينبغي أن تدرس لطلاب الصف الثاني الثانوي العلمي معدة وفق استراتيجية التعلم التعاوني ؟.
-
ما أثر تدريس هذه الموضوعات باستخدام استراتيجيه التعلم التعاوني في تنمية مهارات التعبير الكتابي الوظيفي لدى طلاب الصف الثاني الثانوي العلمي؟.
-
كما تناول الفصل الأول فروض البحث وأهدافه،وأهميته،وحدوده،ومصطلحاته،ومنهجه،وخطواته.
الفصل الثاني : اشتمل على عرض الدراسات والبحوث السابقة التي تناولت التعبير الكتابي،والدراسات التي تناولت أثر إستراتيجية التعلم التعاوني في تعليم فروع اللغة العربية ، وقد عرض محتوى هذا الفصل في محورين هما :
المحور الأول : دراسات تناولت التعبير الكتابي .
المحور الثاني :دراسات تناولت أثر إستراتيجية التعلم التعاوني في تعليم فروع اللغة العربية .
كما تضمن الفصل الثاني تعليقا عاما علي الدراسات والبحوث السابقة ، واستفادة البحث الحالي من تلك الدراسات والبحوث السابقة.
الفصل الثالث : عرض الإطار النظري للبحث الحالي، واشتمل علي محورين:
أولاً: التعبير : مفهومه ،وأهميته ،وأهدافه، وأنواعه،والتعبير الكتابي الوظيفي مفهومه،وخصائصه،ومجالاته ،ومهاراته ,طرق تدريسه ،وتصحيحه ،وتعليمه في المرحلة الثانوية.
ثانياً: التعلم التعاوني: مفهومه ،وأهدافه، وأهميته ، والفرق بين مجموعات التعلم التعاوني ،وأهم الأسباب الداعية لاستخدام التعلم التعاوني ، ومبادئ التعلم التعاوني ،ومراحله ،و استراتيجياته،ودور كُلُّ من المعلم والطالب فيه ،ومميزاته،وأهم العوائق التي تحول دون استخدامه في التدريس.
الفصل الرابع : عرض هذا الفصل الدراسة الميدانية وإجراءات تنفيذها كالآتي:
1- عرض أدوات البحث الحالي وهي :
2- اختيار عينة البحث : تكونت عينة البحث الحالي من (30)طالباً من طلاب الصف الثاني الثانوي العلمي بمدرسة أبي الحسن الهمداني التابعة لفرع مكتب وزارة التربية والتعليم بمديرية ريدة محافظة عمران.
3- التصميم التجريبي للبحث:
استخدم البحث الحالي التصميم التجريبي ذا الاختبار القبلي والبعدي الذي يعتمد على مجموعة تجريبية واحدة .
4- ضبط المتغيرات:
تم ضبط المتغيرات من خلال اختيار عينة البحث والتأكد من تساوي أعمار العينة وتقسيمهم إلى مجموعات تعاونية ،وتوزيع الأدوار على أفراد كل مجموعة.
5- تنفيذ التجربة:
تم تنفيذ التجربة خلال الفترة من 1/12/2008م إلى 31/12/2008م.
الفصل الخامس: تضمن تحليلاً لنتائج البحث و الإجابة عن أسئلة البحث ،والتحقق من صحة الفروض ، كما تضمن عرضاً لهذه النتائج ،ومناقشتها،وتفسيرها .
الفصل السادس: احتوى على ملخص البحث ، وعرض نتائجه ،وتوصياته ،ومقترحاته.
– أهم النتائج التي توصل إليها البحث:
1. للإجابة على السؤال الأول من أسئلة البحث قام الباحث بإعداد قائمة تضمنت مهارات،ومجالات التعبير الكتابي (1)،وبعد عرضها على المحكمين ، وتحليلها تم التوصل إلى الصورة النهائية للقائمة التي تضمنت(32) مهارة،و(4) مجالات(2)،أجمع عليها المحكمون.(3 )
2. للإجابة على السؤال الثاني قام الباحث بتحويل القائمة على استبانة لمعرفة الأهمية النسبية لكل مهارة ،وعرضها على عينة من المعلمين والموجهين المتخصصين في مجال تعليم اللغة العربية وعددهم (34)وقد أسفرت النتائج عن وجود (20)مهارة أخذت نسبة كبيرة من مجموعة المحكمين من المدرسين والموجهين والمدربين في مجال تعليم اللغة العربية وهي :
مهارة: مراعاة القواعد الإملائية في الكتابة،إبراز الفكرة الرئيسة للموضوع، توضيح الغرض الأساسي في التعبير، الكتابة بخط واضح، توظيف علامات الترقيم،واستخدام الألفاظ الدالة على المعنى المقصود،عرض الأفكار بوضوح، مراعاة القواعد النحوية في الكتابة، استخدام التراكيب البسيطة، استخدام أدوات الربط المناسبة، الربط بين الأفكار ،مراعاة مقتضى الحال من إيجاز أو تفصيل، توظيف التجارب السابقة في الكتابات اللاحقة،الإحاطة بالموضوع من جميع الجوانب،كتابة خاتمة تلخص الموضوع ،كتابة التوصيات ،وكتابة الجمل مكتملة الأركان،دعم الأفكار بالشواهد المتنوعة،الكتابة بنظام الفقرات،وصياغة مقدمة تشوق القارئ للموضوع .
3. للإجابة على السؤال الثالث من أسئلة البحث تم اختيار موضوع لكل مجال من مجالات التعبير التي توصلت إليها نتائج تحليل القائمة على النحو الآتي:
3- 1 موضوع تقديم طلب لوظيفة حكومية لمجال كتابة الطلب .
3-2 موضوع رسالة التهنئة لمجال كتابة الرسائل .
3-3 موضوع كتابة تقرير عن مكتبة المدرسة في مجال كتابة التقارير .
3-4 موضوع الوحدة اليمنية لمجال الكتابة في المناسبات .
¨ للإجابة على السؤال الرابع ( من أسئلة البحث الحالي ) : تم صياغة فروض البحث وهي:
لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.01) في مستوى نمو مهارات التعبير الكتابي الوظيفي لدى طلاب الصف الثاني الثانوي العلمي؟
وتم التحقق من صحة الفرض،وأظهرت النتائج الآتي:
- أن (19) مهارة من مهارات التعبير الكتابي الوظيفي حقق الطلاب فيها مستوى نمو كبير ومتوسط ودال عند مستوى الدلالة (0.01) .
1. ينظر ملحق رقم (1).
2. ينظر ملحق رقم (3).
3. ينظر الملحق رقم (2).
- أن مهارة واحدة من مهارات التعبير الكتابي الوظيفي حقق الطلاب فيها مستوى نمو ضعيف وغير دال عند مستوى الدلالة(0.01)،ودال عند مستوى الدلالة(0.05)وهذا يؤكد رفض الفرض واثبات وجود الفروق.
هناك فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.01) بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في الاختبار القبلي والبعدي لقياس نمو مهارات التعبير الكتابي الوظيفي لصالح متوسطات درجات الطلاب في الاختبار البعدي؟،وتم التحقق من صحة الفرض ،حيث جاءت النتائج مؤكدة للفرض وأن لاستراتيجية التعلم التعاوني أثر في تنمية مهارات التعبير الكتابي الوظيفي عند مستوى التطبيق .
- توصيات البحث:
بناء على النتائج التي توصل إليها البحث الحالي يرى الباحث طرح التوصيات الآتية :
1) بناء منهج مستقل للتعبير في المرحلة الأساسية والثانوية يتضمن: الأهداف،والمجالات،واستراتيجيات التدريس ،والتقويم .
2) الاهتمام بمنهج التعبير من حيث الإعداد ،والتخطيط ،والتجريب ،والتعميم ،والتقويم.
3) إعداد هذا المنهج وفق استراتيجية التعليم والتعلم الحديثة .
4) إعداد برامج تدريبية أثناء الخدمة لمعلمي اللغة العربية تعرفهم باستراتيجية التعلم التعاوني وتدربهم على استخدامها في تدريس التعبير وبقية فروع اللغة العربية .
5) تدريب الموجهين على استراتيجية التعلم التعاوني لغرض متابعة المعلمين أثناء التدريس باستراتيجية التعلم التعاوني .
6) تنسيق حصص اللغة العربية، لتكون ساعة كاملة بدلاً من (45) دقيقة لتتلاءم مع تدريس فروع اللغة العربية باستخدام استراتيجية التعلم التعاوني .
7) تضمين برامج إعداد المعلمين استراتيجية التعلم التعاوني وتطبيقها أثناء تدريس مقررات هذه البرامج في التربية العملية .
- مقترحات البحث :
في ضوء نتائج البحث الحالي يمكن للباحث اقتراح بعض الدراسات المستقبلية في مجال مناهج التعبير واستراتيجيات تدريسه وهي:
1. أثر استراتيجية التعلم التعاوني في تنمية مهارات التعبير الكتابي الإبداعي في المراحل التعليمية المختلفة.
2. منهج مقترح لتعليم التعبير في المرحلة الثانوية في ضوء المعايير التربوية الحديثة .
3. تقويم منهج التعبير الحالي في المراحل المختلفة في ضوء معايير الجودة ومتطلبات العصر.
4. تقويم منهج التعبير في المرحلة الثانوية في ضوء الأهداف المرجوة منه .
ساحة النقاش