لماذا لا تموت أشجار الزيتون؟
جذع شجرة الزيتون من الناحية الوظيفية مُشـكل إلى عدة مقاطع مستقلة ، هذه المقاطع مختلفة تشريحياً ووظيفياً ، أجهزته الوعائية منفصلة ، جذع شجرة الزيتون غير منتظم الشكل والقطر يأخذ المظهر النجمى أو المخدد ، لبطء سرعة نمو الجذع عند نقاط مواقع إتصال الغصون بالجذع ، لذلك تتفاوت هذه المواقع فى النمو و فى الشكل طبقاً لدرجة قوة نمو الغصن ، مما يؤدى إلى عدم إنتظام نمو الجذع من موضع إلى آخر ليأخذ الجذع بعد عدة سنوات شكل النجمة ، ويزداد هذا المظهر وضوحاً بتقدم أشجار الزيتون فى العمر.
عندما تتقدم أشجار الزيتون فى العمر ليصل عمرها إلى 5-10 سنة ، يتسع جذع الشجرة من عند تاجها ، أى من عند المنطقة المُلامسة لسطح التربة ، والتى تُمثل عنق الشجرة.
تظهر بداية خروج الجذور الرئيسية أحياناً من فوق سطح التربة ، يزداد سمك قاعدة جذع شجرة الزيتون المطعومة عن الغير مطعومة ، يتضاعف قطر قاعدة الساق الرئيسى بالأشجار المطعومة (بالأراضى الجافة) عن قاعدة ساق الأشجار الغير مطعومة ، وتزداد هذه الظاهرة وضوحاً إذا كان الأصل المطعومة عليه الأشجار أضعف وراثياً فى نموه الخضرى والطعم أقوى منه وراثياً فى نموه الخضرى ، عندئذ يتغير معدل التدفق الهرمونى والغذائى من المجموع الخضرى للجذع ، فالمجموع الخضرى يستشعر ضعف قاعدته الوراثى فيزيد من إمداده الهرمونى والغذائى لتقوية قواعده ، لينسجم نمو قاعدته مع قوة نموه ، ونتيجة زيادة الإمداد الهرمونى والغذائى يتضخم قاعدة الساق ليصير قوياً ، وعندها ينسجما الأصل والطعم فى قوة نموهما ، وهذا دائم الحدوث فى كل أشجار الفاكهة إذا كان التوافق بينهما غير متجانس ، لكن شجرة الزيتون عمرها طويل لهذا فالظاهرة تصير فيها أكثر وضوحاً وأكبر حجماً ، لهذا قد يتضاعف قاعدة الساق عدة مرات عن باقى نفس الشجرة ، فيصير ساق شجرة الزيتون ضخماً من عند القاعدة .
قاعدة شجرة الزيتون تنتج سرطانات مماثلة تماماً للصنف ، تُستغل فى الإكثار الخضرى للصنف ، طالما أن منطقة التطعيم قد دُفنت تحت سطح التربة بحوالى 60 سنتيمتر عند الزراعة .
تنمو إنتفاخات أى بويضات (إسفيروبلاست Esferoblastes ) على جذوع أشجار الزيتون ، وهذه الإنتفاخات ساكنة تحمل جميع الصفات الوراثية والمورفولوجية (مورفووراثى) لنفس الصنف ، وهى وسيلة من وسائل التكاثر ، حجم هذه البويضات يصل إلى أحجام كبيرة ، ويصل قطرها إلى 30 سنتيمتراً .
يختلف شكل لحاء الأشجار طبقاً للإمداد المائى ، ففى الأشجار التى تروى رياً منتظماً يختلف لحائها عن الأشجار البعلية (أى الغير مروية) فى اللون والسمك فلحاء الأشجار المروية أقل فى السمك ، وأنسجته صحيحة صحية أكثر نشاطاً على طول الجذع ، وخلايا لحائه محتوية على نسب ضئيلة من الكلوروفيل ، وجروح القلف سريعة الإلتئام ، والكامبيوم أكثر نشاطاً ، ويقل سمك طبقة البريدرمس Periderms ، وتقل أيضاً طبقـة القلف الداخلى Inner-bark ، وطبقة القلف الخارجى Outer-bark ، وطبقة القلف الخارجى أى الميت بالساق متلاحمة ، خشب الأشجار المروية أبيض لين نسبياً ويتلجنن ببطء ، أغصان الزيتون مرنة لكنها قوية لا تنكسر أو تنقصف بسهولة ، درجة مرونة الأغصان تتوقف على الصنف .
عندما تصل الأشجار إلى مرحلة الشيخوخة تضمحل الجذوع الهرمة فى الغالب ، يتحلل الجذع من الداخل ويصير مجوفاً ، لكن الأشجار تظل خضراء مُزهرة مُثمرة ، عندما تصل الأشجار لهذه المرحلة تُجدد نفسها عند مواقع تاجها ، تُجدد الأشجار نفسها عشرات المرات ، لهذا تظل الأشجار حية آلاف السنين ، كلما هوى جذعها تجدد ثانية من قاعدتها .