ذاك الفجر حين خرجت ثملٍا دون اقتناء ارقى ثيابي ، خرجت دون النظر لنفسي في المرأة دون ان اسال كيف ابدو ! 
لم استخدم سيارتي الخاصه ، مشيت طويلاً حتى وصلت الشارع العام ركبت سياره اجره، السائق كان مبتسماً عجبت لامره فـ لاشك انه بقمة السعاده الآن ، وظيفته سهله للغايه يقل الناس من مكان لاخر ويتعرف على الكثير يومياً ..!
قلت له ؛خذني لاكثر مكان تقّلُ اليه الناس .. فأخبرني ان الاماكن كثيره ومتعدده ، قلت له أذن خذني لكل الاماكن التي اوصلت اليها الناس في اليوم الماضي ..
كان متجاوب معي الى حد ! حتى انه لم يسألني عن طلبي الغريب هذا !
اخذني الى مدرسه ثم وقفنا بجانبها وفجأه ظهر طفل ولوح بيده للسائق ، سالته من هو ! 
قال انه ابني ، قلت ؛ لاشك ان منزلك قريب 
قال لا ، ليس قريبآ ، هو يخرج فجراً للذهاب الى المدرسه لأني لو اوصلته لما كنت معي الان ، اخرجت مالاً واعطيته اياه وقلت : هذا حق المكان الاول .. خذني للمكان التالي ، اخذني لمتجر بيع خبز لوح له صاحب المتجر بيده ،سالته اتعرفه! قال احترق متجره قبل خمس سنوات وساعدته بينما كنت اوصل احد الاشخاص الى هنا ، اعطيته الاجره وقلت المكان الثالث ! 
اخذ بي الى مشفى ، لوح له البواب بيده 
سالته اتعرفه ! قال بينما كنت اوصل سيده على وشك الولاده دخلت المستشفى وجدته ينزف فتبرعت له بدم ..
الأن بدأت استشعر اشياء غريبه جداً ... 
تفضل الاجره ، فلننطلق لـلمكان الرابع .. 
قال كان خاصا ، قلت أذن ! فليكن خذني اليه .. 
اخذني الى مقبره اوقفني عند مجموعه ثم قال مأشراً باصبعه قبر ابي وامي وابني 
كيف حدث ذلك !اجابني خسرتهم دفعه واحده في حادث مئساوي ، اعطيته الاجره ، المكان الخامس ! 
اخذني الى بيت عتيق جداً اوقف السياره وقال اضيفك فنجان شاي صباحي في بيتي ! بدأت حقآ استدرك مدى حزن هذا الرجل وقساوة حياته ، اعطيته الاجره ثم قلت .. المكان السادس ! 
اخذني الى بيت عتيق لكنه يبدو افضل من بيته 
قال له احد الاطفال اتيت البارحه وهم ينتظرونك بنهاية الاسبوع ! 
قال لي منزل خالتي اتقاسم معها ما احصل عليه من الاجره نهاية كل اسبوع 
قلت وكم تحصل ! قال تقريبا كذا ! 
رددت في نفسي "هذا لايكفيني لشراء الجعه حتى !! " كيف يتقاسمه مع خالته!
قلت لهُ اعدني من حيث جئت بي ! 
اوصلني للشارع ، عدت اردد في نفسي كم انني شخص تافه لا بل كم بدت لي الحياة تافهه حقاً ، قبل يوم شتمت متسول وصدمت امراه تسير وسط الشارع وتشاجرت مع رئيس عملي .. 
مر اسبوع كامل ،، 
مرأت صدفه بالشارع العام سيراً على الاقدام ، فوجدت السائق يقف عند رأس الشارع ، اعطاني محفظه مملوئه بالنقوذ وقال " نسيتها في سيارتي ،انها لك ! "
سالته منذ متى وانت هنا ! 
قال انتظرتك كل يوم ! 
قلت تنتظرني كل يوم وتترك عملك وانت لاتعلم ان كنت سأتي ام لا ..! 
انها وبما فيها لك ،امتناناً لاخذي لتلك الاماكن التي غيرت بي الكثير .. ولاقيمة لها امام ما قدمته لي ، بدلت عادات الثمل واحتساء الخمر بدلت الضجر والاعتداء .. تعلمت ان الحياة اشبه بمسرحيه عاطفيه ، كلما تعاملت بلطف كلما احبوك الناس اكثر
عرفت الان سر ابتسامتك الصباحيه .. 
فالحب يولد الابتسامات دون اسباب ~ 

#بقلم_ساره_الدوري

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 454 مشاهدة
نشرت فى 29 مايو 2015 بواسطة saraalabdulla

الكاتبه العراقيه ساره الدوري

saraalabdulla
كاتبه وروائيه عربية عراقية الاصل , مسلمة الديانه شاعرية الحرف , طالبة في كلية الطب .. fb/sara.doury33 insta/sara.aldoury twitter\duory »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

34,702