لا زلتَ وحدَكَ في المدى المنظورِ
عبثاً تفتّشُ في ركامِ الدّورِ
عنْ كلّ حانيةٍ تهدّمَ فوقَها
سقفٌ و ترسلُ نفثةَ المصدورِ
و تجوبُ في الطّرقاتِ تسألُ أيّها
لُفّتْ بثوبِ الوردِ و المنثورِ
وتحومُ مثلَ الطّيرِ في عرصاتِها
كيما ترى شيئاً منَ المستورِ
كانتْ رمادًا و الرُّواءُ يلفُّها
منْ غابرِالأزمانِ منذُ عصورِ
و تلوذُ منْ حرِّ الأتونِ كأنّما
أضحتْ كخبزٍ في لظى التّنورِ
عنْ حمصَ تبحثُ ليسَ عنْ أطلالِها
فإلى متى تخشى منَ الدّيجورِ
ابحثْ عنِ التّاريخِ يخبرُ أنَّهُ
عبقُ الشّهادةِ فاقَ كلَّ عبيرِ
تتفتّح الأزهارُ فوقَ قبورِهمْ
زهرٌ تضرّجَ بالدّمِ الممهورِ
و عباء ةٌ للنّورِ ترسلُ ضوءَها
حتّى لتمحو العتمَ مثلَ النّورِ
و حسامُ خالدَ ما يزالُ مضرّجاً
سيفٌ لعمري ضجَّ بالتكبيرِ
في حمصَ يكتنفُ المرابعَ حسنُها
كالشّمسِ بانتْ في رياضِ الحورِ
أرضٌ بها الجنّاتُ مرتعُ عاشقٍ
زرعَ المحبّةَ قبلةً بسرورِ
حرّرْ عقولَ النّاسِ منْ دنسٍ بها
فالجهلُ أينعَ زهرُهُ ببذورِ
*** 
أوقدتُ حرفي كي أحرّرَ أمّتي
إنّ الحروفَ مصوغةٌ بالنّورِ.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 95 مشاهدة
نشرت فى 24 مايو 2016 بواسطة samrasamra

مجلة سيريانا للأقلام المبدعة الإلكترونية

samrasamra
»

سمرا

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

26,731