بكيت مع النّساء على الرّجال
سئمت من التّسكّع في بلادي***وأهلي جلّهم رفــــعوا الأيادي
كأنّ النّاس في وطني استباحوا***ممارسة التّطرّف في الفساد
فأصبحت الدّعارة مثـــــل شغل***تدار به المــــــلاهي والنّوادي
وأضحى الجنس شبه التّبر بيعا***فأنجب لعنــــــــة نخرت بلادي
وشبّت في الضّمائر نار سحت***فأحرقت الكــــــــــثير من العباد
////
تربّينا على غـــــــشّ النّفوس***بحشر عــــقولنا وسط النّحوس
ألفنا البغي فانفصمت عرانا***وأســـقطنا التّلاعـب في الكؤوس
ألم تر كيف أصبـــحنا رعاعا***نقبّـــــل في الأكفّ وفـي الرّؤوس؟
ونركع كالجـــمال ولا نبالي***كأنّا من قســـــــــاوسة المـجوس
فما نفع التّعلّم في بلادي***ولا نجح المعـــــــــلّم في الدّروس
////
تعبت من التّسكّع في الخلاء***وكان الصّيف في فصل الشّـــتاء
سألت ثقافتي فبكت كثيرا***وأدرفـــــــــــت الدّموع مع الغــــناء
وقالت لي كلاما مســتفزّا***يعبّر عن مصــــــــــــــاهرة الغبــــاء
فوا أسفي على أهلي ومجدي***ووا حزني على دنس البـــغاء
////
كرهت العيش في وسط القبور***وضاق الصّدر من عفن القشور
أحملق في الظّلام بلا عيون***كأنّي قد ثملت من الخــــــــــمور
وفي خلدي تزاحمت الرّزايا***وساء الحــــــال في كلّ الأمــــــور
أنوح على البلاد ومن عليها***وتعصــــــــــــرني النّوائب بالشّرور
تغيّر كلّ ذي طـــــعم ولون***بفعل العيـــــــش في وسط القبـور
////
غزا علـــــنا موائدنا الذّباب***وفي أحــــــــــــــيائنا نبـــح الكلاب
يروّضنا التّــــسلّط كلّ يوم***وينهـــــــــــــــشنا الثّعالب والذّئاب
وفي ظلماء مجتمع كهذا***سيــــــسحقنا التّخـــــلّف والخـراب
كأنّ اللّيل لم يسمح بفجر***فعســــــعس واستــبدّ بنا الـذّباب
رمانا السّحت بالأرزاء حتّى***أحلّ النّهــــــــب فانقرض الصّواب
////
بكيت مع النّساء على الرّجال***وجار المســــــــتبدّ فما أبالي
أراهم مهـــــطعين بكلّ قطر***وقد ألفوا التّمــــلّق في الخصال
وتاه النّاس في الأوهام جهلا***كأنّ النّاس من جنــــس البغال
وما الإنسان في الحيوان إلاّ***سلوك في التّـــــــحضّر بالفعال
فدع عنك الرّكوع لغير ربّي***وكن في الوجـــــــــود من الرّجال
محمد الدبلي الفاطمي