احتجتُ إلى الهدوء 
ففي داخلي ضجيج مدينة
فكل ما أحتاجه ..
سَكينه تملأ جَوفي 
بأمان يَحتويه الهدوء 
و نفوسٌ طَيبَة حَنونَة 
نَفس جميلة مُهذبة 
و وجوه بتلك الابتسامة 
على فِطرة انسان 
سَمْنٌ على عسل 
بلديّ أصلي أصيل المعدن 
هروب مِن واقع أَلَمَّ بنا
غَريب هو حالنا
( الروتين ) يُصيبنا بالملل
عندما تعيش مع ذاتك
وتشعر أن كل مَن حَولك 
يعيش ذات الأنا بلا خجل
بهموم تكفيه سنين العمر
معذور لربما... لربما... 
فقدنا بِريقَ بساطة العيش
كل شيء مُصنَع ومُعلَب
لُفَّ بورق يَلمَع 
يُبهر الناظرين 
وفي النفوس الله أعلم 
قلتُ يا نفس أخرجي 
آآآن لك أن تستريحي 
مِن هذا الضجيج 
لَربما في القُرى المجاورة 
ينطفئ جَمْراً سَكَنَ الصدور 
وكآبة و قَلق وأَرَق 
أدْمَنا على حبوب النوم 
فالنخرج إلى عالم الطبيعة الخلابة 
جبالنا في لبنان 
تَسْحَر العقول والنفوس 
مناظر رائعة جميلة 
في شمالنا 
قضاء الضنية قرية(سير)
لنا سَكَن أعْدَدْناه للإصطياف 
تَعَب سنين طويلة 
راحة للنفس و هدوء 
يا ليت ذلك لم يكن 
جنون في كل ما تراه عينك 
مِن بعض أُناس هَمَجي التفكير 
عَديمي المسؤولية 
مَباني عشوائية 
كل مَن أصبح معه خمسة قروش
يبني عامود، يُعمِر حائط
يَرفعُ طوابق فوق بعضها 
بدون أن يُنهيها
يُنهيه مِن الداخل 
تركاً إياه مِن الخارج
لا حِس ولا ذَوْق ولا يهمه 
إنه لوَثَ قَريَتَه بِبُنيان عشوائي
مثل تفكيريه البسيط 
هَمَهُ الوحيد الفلوس 
في أرض الله طبيعة جميلة 
هواءها يشفي العَلِيل 
في سَاحَتنا جار لنا 
صاحب أرض أمام مبنانا 
مَحل حِدادة 
ديسك قَطْع، ولِحَام، و جَلْخ 
و مُوتور كهرباء 
مِن ستينات القرن الماضي 
يَدور بِدون كَاتِم صَوت 
هَدير صوته يَصْدَع في آذانِنا
ولا تستطيع قول شيء 
انا إبن القرية وأنت غريب 
في ساحة أرضه 
والله العظيم... 
مَلعب لدجاجاتِه ودُيوكِه
نشيطين طوال النهار
يصيحون لِأُناسِهم
يُغنون ويتغازلون 
لِيخرُج له بيض بَلَدِيّ
الحَبوب الطَيُوب يحب بَيْضَه
وأرانب تَحتَ سَكَنِه
روائح وأَصْوات و مَناظر 
مِن ما تشتهون 
و إكتملت القصة 
وهذا ما كان يَنْقُصنا 
جيراننا الله في عونهم 
أخوة لنا مُهَجَرون
إتخذ مِن مدخل المبنى 
محل لتصليح البرادات 
جارنا مَسْنود بعواميد القرية 
لا نقاش ولا جَدَل معه
ما يحق له لا يحق لغيره 
والثاني مُهجر مِن وطنه و أَخ لنا 
و مِن حولنا نفتقد النظام العام 
والمسؤولون نيام على كراسيهم 
ماذا يستطيعون أن يقولوا أو يفعلوا
دمقراطية تفكيرهم انتخابات 
لا بُد مِن التسويات 
هذا مِن عائلتي وهذا قريبي 
وذاك صديقي 
و قريب زوجتي
وقبائل و عشائر... 
لكل فريق له حساباته الخاصة 
شبكة عنكبوت 
كل العلاقات متشابكة 
و أنت الغَريب ابن الغَريب 
إن لم يعجبك إرحل دون رَجْعَة 
نحن أصحاب المكان
و ننسى أننا أخوان
عُدنا للبيت أدراجنا
إلى المدينة 
لنكتشف أن ضجيج أرواحنا 
أعلى صَخَباً مِن ضوضاء المدينة...

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 20 مشاهدة
نشرت فى 5 مايو 2016 بواسطة samrasamra

مجلة سيريانا للأقلام المبدعة الإلكترونية

samrasamra
»

سمرا

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

25,565