مازلتُ أذكرُ ذاكَ المساء
المُعتّق برحيقِ نسائمٍ بتول
يومَ تمنَّعتِ الآهات
اِستدارتْ شتى النغمات
اِنتحرتْ أحلى الهمسات
كانَ ظِلُكِ مازالَ يُرافقهُ
لحنُ لقاء
موتُ شقاء
ثوبُ رحيل
ألمُ بقاء ...
كانتْ عَذارى الأرض
تحتفلُ بِعُرسِ الآلهة ...
وأنتِ بِكُلّ الألوانِ
تحتفلينَ بموتي ...
كمارقةٍ حمقاء
تركوني الرفاقَ هُناكَ
على ضفّةٍ مُثقلةٍ بالغيوم
وعاصفةٌ تمتطي صهوةَ الموت
تُسرِجُ للفرحِ مشانِقَها
تهزأُ منْ صُراخي
كُنّا ثلاثة ...
واحدٌ يرتدي بِزّة سوداء
يكتسيهِ همسٌ أثير
والثاني ينتعلُ حِذاءاً أبيضاً
أصابهُ الوسنُ
وأنا الثالث ...
في قلبِ ليلةٍ لا لونَ لها
زمهريرٌ يُعانِقُ جسدي
حفنةُ صورٍ جاءت
منْ مواسمِ الحصاد
الذاكرةُ تستعيدُ السيطرة
على بعضِ الرموز
عجزتْ أنْ تستعيدَ الصور
صبيٌّ بعيدُ المنال
يُداعِبُ قِطّةً صغيرة
تحتَ نورِ القمر
تركوني هُناكَ الرفاق
أحتسي موتي وحيداً
ذاكَ اليومُ
غَدَوْتُ أُسطورَةَ عِشقِ لقاء ...