كانَ الزورقُ الأصفر يُعانقُ مياهاً دافئة , الأمواجُ تُدغدِغُ حوافَّهُ بحنانِ أُنثى بادية , بعضُ الزبدِ يتلعثمُ بكلماتٍ هرمونية , تأتأةُ طفلٍ مازالَ في ريعانِ المهدِ , الركنُ الداكنُ يئنُّ تحتَ همسِ شابٍ أسمر وفتاةٍ شقراء , القائدُ المُخضرمُ يجوبُ الأُفقَ بعينيهِ الخضراوين , خلعَ قميصهُ المُبلل بذراتٍ مِنَ الملحِ الشاحب , الشاطئُ القريبُ يبتسمُ معَ اِنكسارِ الشمسِ الأخير , في مقلبِ السماءِ حُفنَةٌ مِنَ السُحبِ تختلسُ النظرات صوبَ القاربِ الصغير , منْ أسفل تهدرُ مياهٌ لتوّها كانتْ ساكنةً سكونَ بعدَ مُنتصفِ ليلٍ صيفيّ , المُحركُ اليافعُ يتمردُ على الجميع , الضجيجُ بدأ يتسربلُ ثوبَ العِناد , الأمواجُ تشهقُ كمريضٍ يلفظُ أنفاسه , السحبُ تحطُّ الرِحالَ منْ جوانب عدّة , ذو العيون الخُضرِ يستنفرُ طاقمه , الشاطئُ يغادرُ لمسافةٍ جديدة , الطفلُ يُناشدُ أمّه ذاتَ الأربعةِ عقود , القاربُ يُعلنُ صراعَ الأنفاسِ الأخيرة , يزدادُ التشبثُ ببضعِ عجلات , الركنُ المُعتِمُ يتخلى عن خلوتهِ مُنذُ لحظات , المطرُ يُهاجمُ فجأة , العاصفةُ تتوهجُ كثيرانٍ بريّة , المُقَلُ تتقلّدُ أوسمةَ الموت , مازال القائدُ يُصارعُ المُحرِكَ اليافع , فتىً يصرخُ مُرتدياً لحنَ الأمل , صوتُ المحركُ يدوي , الفتاةُ تهمسُ منْ خلفِ مياه , تتأبطُ ثورةَ ثغرِ حبيبها , رحلةُ العودة تبدأُ تحتَ جوانحِ العاصفةِ , الأمُّ تأوي الطِفْلَ لحُضْنِها , القاربُ يمتطي أُغنيةَ البحرِ البدوية , الشاطئُ يقتربُ , الغيومُ تنسحبُ منْ معمعةٍ خاسرة , القائدُ يكشِفُ عنْ أسنانٍ بيضاء ...
نشرت فى 30 إبريل 2016
بواسطة samrasamra