الارث الثقيل ...والثقة الهشة ...بقلم الكاتب سميراحمد القط

نجحت ثورة 25 يناير نجاحاً مبهراً ازهل العالم ليضاف الى انتصارات مصر ومعجزات شعبها التى سطرها التاريخ عبر العصور ونجح ايضاً ذلك الرئيس المنحل ،المزعوم ، ومن معه فى ان يورث شعبه الاذلال والخوف والفساد على مدى حقبته التى انتزعها فى غفله عمن سبقه، هذه الحالة التى كانت بمثابة بذرة فاسدة سرعان مانبتت لتسقط جدار الثقة بين الجموع ومانراه الآن ماهو الا وليد لذلك العصر ..تخوين منتناهى ،وتعالى بالرآى..، واختلاف دون احترام ..،ونزوح بالاعِراض عن كل شئ ..،وتخاذل واعتلاء المنابر الاعلامية بالف رأى ورأى ، دون انصات للغير ودون مرعاة للاغلبية الساحقة التى تدفع الثمن الباهظ ليل نهار، والتى غرقت على مدى ثلاثين عاماً فى قسوة الحياة ومر العيش ، لقد اصبحت النظرة للاشياء من جانب واحد ..اسقاط لكل كلمة وخيانة لكل رأى ونقد لكل شئ دون ايجاد حلول لما تواجهه مصر ، ذلك الوطن الذى يحتضن الجميع ، واصبح العالم من حولنا ينتظر يوما بعد آخر، وينظر الينا كمشهد واحد ،مابين نظرة اعجاب فى اولى مراحل الثورة الى نظرة تعجب ثم استهجان ثم اشمئزاز ، امتدت الآيادى تصافح.. منها من عرض المساعدات فقط ومنها من اغدق بمساعداته على فئات بعينها لاهداف خاصة ومنها من يحاول ويستعد للانقضاض والنهش فى هذا الجسد ، لقد غفل الجميع واغمضت اعينهم عن تلك الصورة المزرية التى يرانا بها العالم الآن ..انطلقنا خلف دولة تونس ومضت تونس بخططها الهادفة لتبدأ فى البناء ،ونحن مازلنا نتصارع ونخوّن ونعادى ..اوشك الربيع العربى على الانتهاء ونحن مازلنا فى شتاء بارد يمطر دماء ابنائنا يوما بعد آخر ، هذه النيران التى اشتعلت فى مصر سواء كانت بارادة البعض او بدون ارادة ..اليس من حق ابنائها ومن ثوارها اخمادها ..اليس من حق كل من ساهم فى اخراج الثورة بتلك الصورة و بتلك الارداة وهذا الثناء العالمى ..اليس من حقه الآن ان يعيدها للاذهان كما بدأت ...أليس من حق الجميع ان لا يغفلوا عن اى شط او بر سنرسى عليه ..السفينة تتراقص والحريق يشتد بها ..والربان غافل ولايوجد من يعيدها الى مسارها ويبنى جدار الثقة من جديد ...ايها الشرفاء امضوا كيف شئتم ..ولاتنسوا هذا الوطن الذى اذا سقط ...سقطتم معه ولن يبقى لكم من بعده شئ