العلامه والباحث الأجتماعي علي الوردي -----------
رحم الله الدكتور علي الوردي لما افضى علينا بكثرة كتبه القيمه في علم ألأجتماع الحديث وكأني أرى به أمتداداً لعالمنا الجليل ابن خلدون بل انه زاد عليه بحسن أفكاره العلميه من خلال ماقرأة من كتبه فهو صادق القول تفكيراً وحباً غير ميال لأي منحنى سلس ألأفكار واضح الرؤى وله في الكتابه جماليتها ومذاقها ونكهتها التي تميزه عن الكثير من كتاب عصره لااريد الاطاله فهو يستحق وبكل امتياز قمة الثناء على علمية افكاره لست انا القائل بل العالم من يتحدث عنه .
والموضوع الذي نبحث به اليوم هي تلك الجمله التي قالها علي الوردي بان (صناديق ألأنتخابات) هي التي ستقرر نظام الحكم في بلد بدون انقلابات عسكريه أو ثورات شعبيه وهو قول منطقي وفيه من الحكمه وهكذا كسبت الدول المتحضره حكوماتها على هذا المنهج لكن المشكله تكن في مجموعتنا العربيه فما يستلم احدهم رأس السلطه إلا وكأنه ملك ألأرض والبشر يثني على القوي بضعف الضعيف وهو اسوء قانون وجد على ألأرض كما قالها فرعون انا ربكم ألأعلا ألاترون هذه ألأنهار تجري من تحتي وهذا الملك الذي لايبري وهذه النعم التي اغدق بها عليكم هكذا حكام العرب اليوم ولولا الخجل لقالوا مثل ما قال فرعون بل لزادوا عليه لكثرة الذئاب المفترسه التي تحيط بهم لتحميهم من العارضات لكن علي الوردي ما كان يعلم بأن قانونه هذا يتمثل فقط في عالم المثقفين والعقلانيون الذين يسعون الى سعادة ألأنسان داخل مجتمعه بدون محسوبيه ولا ميل طائفي .
اليوم العرب حصلوا فعلاً على صناديق ألأقتراع لكن بأوراق غربيه وعقول همجيه وانتسابات قوميه ومذهبيه ابعدتهم كل البعد عن المضمون الحقيقي للأنتخابات فترى المنتخب ينتخب المرشح على ديانته او مذهبه او قوميته بعيداً كل البعد عن افكاره التقدميه او منهاجه العلمي والغريب بعد ما ينتخبه يخرج وهو يشتمه لأنه ممثل لاأمل به فأي غباء هذا هكذا تدور عجلة العرب ليست الى الأمام انما الى الخلف ولا نعلم بأي منزلق سنكون