يحكي يا سادة يا كرام , في قديم الزمان وسالف العصر والاوان , ان احدى جامعاتنا الخاصة العريقة , والتي لا يدرس بها سوى ابناء الذوات , والطبقات العليا والمجتمعات المخملية الراقية , استضافت احدى الفنانات العريقات في ذلك الزمن العجيب , على ارض مسرحها العريق والعجيب ايضا . وتعرفون انه في مثل هذه الحفلات تكثر المسموحات , وتقل الممنوعات . ولان الفنانة كانت تلبس ثيابا لا علاقة لها بالثياب , فقد هيجت بعض اولاد الذوات , اصحاب المسموحات , فاقتحموا خشبة المسرح وحصل تحرش جماعي بها . فما كان من اولاد العامة ( الشعب العادي الغلبان) الا ان هبوا يساعدون رجال الامن في حفظ النظام وابعاد المتحرشين . كبرت المسالة في رؤوس اولاد الذوات’ فشكلوا وفدا ذهبوا به الى الرئيس الجامعة , يطالبونه برفع الرسوم الجامعية بحيث لا يستطيع عامة الناس تعليم اولادهم فيها , فيقتصر التعليم فيها عليهم فقط . وعلى الفور طبعا استجاب رئيس الجامعة لهذا المقترح الفذ العجيب وقام فورا برفع الرسوم . بعد ذلك اخذت الجامعات الخاصة الاخرى تحذوا حذوه وتتسابق ايضا في رفع رسوم ساعاتها , ثم تعدى الامر الى الجامعات الحكومية التي هي الاخرى بدورها رفعت الرسوم , ولم تكتف بذلك بل ابتدعت مسميات اخرى للرفع كالموازي والبرنامج الدولي والتبادل الثقافي مع دول الجوار , كل ذلك كان علي حساب التنافس . فاصبحت الجامعات حلما مرعبا, وكابوسا فظيعا لدى الطلبة الفقراء ومحرجا لأولياء امورهم ,مما اضطرهم في كثير من الاحيان للتعامل مع البنوك . علما ان جميع دول الجوار الغنية منها والفقيرة تكفل التعليم الجامعي لأبنائها. وبهذه المناسبة لا بد ان ننسب الفضل لأهله , فما قام به معالي وزير التربية والتعليم من ضبط لامتحان الثانوية العامة, وتطويره . ثم قراره الحكيم بشمول جميع ابناء المعلمين الذين قبلوا في الجامعات الحكومية بمكرمة المعلمين , الامر الذي خفف الاعباء عن كاهل شريحة كبيرة من شرائح المجتمع . سدد الله رايه والهمه القرارات الحكيمة. طبتم وطابت اوقاتكم