من اطيب الطيبات
لا اريد ان اثير شهيتكم , كما انني لست ممن ينفننون في وصف الاطعمة , لكنها لقمة اعجبتني واثارت في نفسي لواعج كامنة, احببت ان القيها علىمسامعكم فاقول وعمر السامعين يطول: المكان : قرية من فرى فلسطيننا الغالية نرسو بشموخ بين اموج من شجر الزيتون المبارك .
الزمان : امسية هادئة ماطرة من اماسي تشرين اول, تسمع نفنفات مطرها الخفيف مع رائحة زكية للتراب اول سقوط المطر.
الحال : طبلية (طاولة ارضية مستدبرة) يتحلق حولها افراد الاسرة, عليها صحن كبير من زيت الزيتون الخارج لتوه من تحت الفرازة ( المعصرة) بجانبه رغيف خبز محمر مقمر خارج من فرن الحطب المنزلي الذي حل محل الطابون في القرى هذه الايام وصحن من الزيتون المخلل ما زالت به مشحة من مرارة تدل على حداثته.
كسرت كسرة من الرغبف وغمرتها في صحن الزيت وما ان وصلت فمي حتى دار بي الزمان بسرعة البرق , وعاد لايام الطفولة فالصبا والشباب ثم الكهولة فالشيخوخة, قلت : سبحان الله ! الصحن هو هو والرغيف نفس الرغيف والطعم نفس الطعم , واللمة هي هي وان تغيرت الوجوه , والفرحة هي هي وان تغيرت العيون, فرحة الاهل بعد الانتهاء من جني ما من الله عليهم به هذه السنة من محصول بكفبهم حتى الموسم القادم , فهذا هو مخزون الفلاح ودائرته الغذائية , وما دون ذلك يعد من الرفاهية
طبت ايتها الشحرة المباركة. طبت وطابت ارض اقلتك وسماء اظلتك وسحابة بفيضهاغمرتك , وابد رعتك وعيون باتت تحرسك من زبد البحار وعوادي الزمن .
طبت ايتها الشجرة المباركة في الارض المباركة