( الحب كده : وصال ودلال و رضا و خصام , هو من ده وده ,الحب كده, مش عايزه كلام الحب كده ) اغنية للراحلة الحاجة ام كلثوم , كنا نحن جيل الخمسينات والستينات مجبرين علي سماعها من اذاعة صوت اسرائيل وقت الذروة, في السادسة مساء وكان في العادة يتولى الجيران الاسخياء اسماعنا لها شئنا ام ابينا . فكنت تسير في البلدة من اولها الى اخرها دون ان ينقطع عنك سماعها . واينما سرت تري كومة من الشباب في الشارع يجلسون على عتبة منزل احدهم متحلقين حول مذياع الترانززتر يصدح يصوتها العذب الشجي , وهناك احدهم يجلس على البرندة باسترخاء رافعا قدميه على الجدار يشرب قهوته المسائية ويترنم على انغامها , واصوات مذياع تنبعث من اغلب البيوت على مدى الطريق . اما الذي ذكرني بها اليوم : هذه الحالة من الغزل العذري العفيف الشريف اللطيف الخفيف الظريف الطريف , النقي التقي (اللي طول عمره عايش بعل وهالايام صاير سقي), بين حكومتنا الرشيدة ومجلس نوابنا الموقر . ولا ادل عليه من تلك الوجبة الدسمة التي قدمتها الحكومة بسخاء للمجلس: (قانون التقاعد الابدي) لهم . وقد ازدرد الاعضاء الوجبة بتلذذ شاكرين الحكومة على هذا السخاء, مستلقين بعد الغداء على ظهورهم يحلمون بشواطئ كان ولندن وجزر ماو ماو وعاو عاو وهنولولو ولولولولوليش . ولكن الفرحة لم تتم , فقد افاق الجميع على صدمة جلالة الملك ــ جزاه الله خيراــ برد القانون . وهنا افاق النواب وعلموا ان الحكومة نصبت لهم فخا كبيرا لتكشفهم امام ناخبيهم الغلابا والمساكين , الذين من المفروض ان يطالبوا بحقوقهم بتخفيض الاسعار ورفع الحد الادنى للاجور وازالة الضرائب التي اثقلت كواهلهم . وهنا دار الخصام والبلبلة والزقار والنقار بين المجلس والحكومة , الامر الذي يتمنى فيه اغلب المواطنين على جلالة الملك ان يكمل جميله ويريحنا من الطرفين , بحل المجلس واقالة الحكومة , فنرتاح ويرتاح. طابت اوقاتكم وكل مجلس وانتم بخير و (الحب كده)