صَلَبْتُ يَأسِي
عَلَى جُدْرَانِ أحْزَانِي
لِتُسْقطَنِي سَهْوًا أَعْمَاقَ مَدَى
وتَبْحَثُ عنْ بَقايَايَ
لا تَجِد فِي الورَى حِسِّي
فَرُوحُ البُعْدِ تَكْفُنُهُ
ويَبْقَى دَمْعِي بالأرْكَانِ
مِنْ عَيْنيكَ تَذْرُفُهُ
وتَتْلُو فِي وَدَاعِي نفْسِكَ الحَيْرَى
تَرَاتيلَ التَّأبِينِ والهَمْسِ
فلـمَ تَبْكِي عَلَى ذِكْرَى
ولمْ تَرْعَ بِهَا أَمْسِي
أَنَا كُبِّلْتُ بِخَاصِرتِي
آمَالًا صِرْتُ أَحْويهَا
على دَرْبٍ بِلا عِنْوانٍ
في بَحْرٍ ليسَ سَاقِيهَا
تَجْرِفُ بَصْمَةُ الأَمْواجِ أَوْرِدَتِي
بـحَنِينِي الذِي شَقّ لَهُ وجْدَانِي
فَقَدْ كَانتْ صَدَى ألْحَانِي حَيْرَى
وتَاهَتْ مِنْهَا أَزْمَانِي
هُنَا فِي مَأْمَنِ أنْيابِ أقْدَارِي
شَذَا حُزنِي
هُنا أَخْفَيتُ ببَاقَاتِ أَسْرَارَي
مَدَى صَبْرِي
وبينَ المُنْتَهَى أَوْصَدْتُ نَافِذَتِي
فلا يرْجَع المَاضِي بلا رِيحٍ
يَفْتكُ عُمْر أغْوارِي
أَرَاكَ تَخْطُو عَلَى نَبْضِي
دَنَا مَوْتِي
فلا تَأْتِ إلَى عُمْقِي
بأَثْقَالٍ فَوقَ الرُّوحِ أحْمِلُهَا
تُوَاكِبُنِي
ولا تَتَقَفَّ بالشَّوقِ أَخْبَارِي
سَأٓنْثُرُ فِي الكَرَى حُلْمِي
على اخْضِرارِ الزَّمَانِ يَحْضنُه
بِزُهْدِ النَّفْسِ بالعِطْرِ
لِكي يَبْدُو
زَمَانِي منْ النَّدى يانِعًا
لكىْ أنْسَى صراخًا مِنْ صَدَى عِشْقِي
بـطَمْي النّٓبْضِ أزْرَعُ فِي الهَوى صِدْقِي
وتَرْكُضُ مِنْ جُفُونِي ذِكْرَياتُ هَوى
كَأَشْواكٍ عَلَى طُرُقَاتِ عُيونُكَ الثَّكْلَى