عاشق الصقور
رحلة طويلة . قطعها أحد رجال الأعمال ومساعديه إلى قرية بائسة على أطراف الجبل . لمقابلة فتى ذاع صيته فى صيد الصقور النادرة وعند وصوله لكوخ الفتى
قال : هل أنت الفتى المعروف بعاشق الصقور ؟
الفتى : نعم أنا ....
رجل الأعمال : هل يمكننا التحدث معك ؟
الفتى : تفضلوا ....
رجل الأعمال : علمنا إنك محترف للغاية فى صيد الصقور النادرة .
الفتى : نعم . هو كذلك .
رجل الأعمال : لحساب من تصطاد ؟
الفتى : لحسابي .
رجل الأعمال : أتقوم بالأتجار فيها ؟
الفتى : لا أتاجرفيها . بل آكلها
وكأن صاعقة أصابت رجل الأعمال
فقال : تتتتت .... تأكلها !!!
أجاب الفتى ببساطة : نعم . آكل ما أصطاده . هل فى ذلك مشكلة !؟
رجل الأعمال : لا . أبدا ً . لا مشكلة على الأطلاق . لكننا نريد أن نشترى أى صقر نادر تصطاده بأى ثمن يروق لك .
الفتى : أبيعك غذائى ....!
رجل الأعمال : ستحصل على مقابل لم يسبق لقريتك أن حلمت به . يمكنك أن تأكل لحم البقر أو لحم الغزال أو لحم الطاووس إن أحببت ......
الفتى ضاحكا ً : أتريدنى أن آكل لحم البقر . لأصبح مثل البقر , لحم الغزال لأصبح جبانا ً مثله , الطاووس لأكون كذابا ً ..... بئس المساومة .... آسف يا سيدي لن أستبدل الصقر بشجاعته وشموخه ويقظته وحدة بصره وبصيرته بما تعرض .
رجل الأعمال : تمهل وفكر......
الفتى : أنا صقرحر . وأسمى صقر وأعشق الصقر وأصطاد الصقر وآكل الصقر . لقد خلقنى الله صقراً . وسأظل صقرا ً ما حييت .
الكاتب القاص /عصام سعد حامد