آفــــــــــــــاق

الموقع خاص بالكاتب ويتضمن إنتاجه الأدبى المنشور

                        

الفصل السادس



<!--

<!--<!--

ومرت أيام قليلة وبينما حمزه فى مجلس الملك دخل أحد الحجاب يطلب الإذن بالدخول لفارس يدعى مقبل البهلوان فسمح له ودار حوار بين الملك ومقبل الذى كان يرمق حمزه بين الحين والآخر فطلب حمزه من بزرجمهر أن يترجم له ما يدور فأخبره أن هذا الفارس يريد مصارعته حتى يحظى بالمكانة الأولى لدى الملك والملك يرفض قائلا أن كل منكما عزيز عليه وأنا على ثقته أن بختك هو من استدعاه من خارج المدينة ظنا منه أنه يمكن أن يهزمك وطلب حمزه من بزر جمهر أن يخبر الملك برغبته فى مصارعته ففعل وتقرر أن تكون المصارعه فى وسط الساحه

    خلع مقبل ثيابه الا من قطعة صغيرة حول وسطه ودهن جسده بشىء يشبه الشحم واتخذ كل منهما وضع الهجوم وبلمحة من عينه شاهد حمزه مهردكار فى شباكها تشاهد ما يجرى فأحس بالضيق لرؤيتها لرجل عار وهجم عليه وحاول أن يمسكه لكنه لم يستطع بسبب هذا الشحم وحاول مقبل أن يخلعه من الأرض دون جدوى واستمرت المحاولات حتى وهنت قوى مقبل فأمسكه حمزه من رقبته ووضع يده أسفل جسده ورفعه فوق رأسه واتجه ليضعه أمام كسرى مهزوما ولكن مقبل انتهز الفرصه وضرب حمزه على وجهه ضربة شديدة كادت أن تفقده رشده ومن شدة غيظه ضرب مقبل بالأرض بقوة قضت عليه وهنا احتج بختك بأن حمزه لم يراع حرمة الملك فرد عليه بزرجمهر بأن مقبل هو الذى غدر وخان وأمن كسرى على كلام بزرجمهر فسكت بختك والحقد يقتل قلبه وعاد الجميع الى الايوان وقضوا بقية اليوم فى انس وانسجام عدا بختك الذى ظهر الكدر على وجهه وراح يفكر فى وسيلة أخرى لهلاك حمزه وجائته الفرصه فلم يتوانى فى اقتناصها حين تمكن الحب من حمزه والأميرة وأذن الوقت ليطلبها حمزه للزواج فوافق الملك على الفور مما أدهش الجميع حتى النعمان نفسه ، وذهل بختك من موافقة الملك السريعة لكنه لم ينبس ببنت شفه وانتظر حتى انصرف العرب الى خيامهم وانفرد بكسرى وصارحه بأن هذا لا يمكن أن يحدث اذ كيف تتزوج بنت الملك كسرى ملك ملوك العرب والعجم ببدوى كهذا ونخالف شريعتنا ونخرج على عاداتنا رد كسرى بأنه أعطى كلمة ولا يصح أن يعود فيها قال بختك دع لي الأمر وأنا اصرفه حسب ما نحب ونشتهى وما عليك فى الغد إلاّ ان تطلب منه أن يسأل وزرائك فى أمر الزواج وهذا ما حدث وتوجه حمزه بالسؤال لبختك فتصنع سعادته بهذا الزواج غير أن الملك لن تكون فرحته كاملة وهناك أمر ينغص عليه ويكدره سأله حمزه عن هذا الأمر فأجاب بأنه هناك فارس يدعى معقل البهلوان يقيم بحص تيزان خرج على الملك وعصاه وكلما أرسل اليه مولاى جيشا بدد شمله لأنه فارس لا مثيل له فى هذا الزمان ، انتفض حمزه ووقف بوسط الايوان واقسم على أن يأتى بهذا الفارس مقيداً أمام الملك وزاد بأن أعلن عزمه على المسير إليه وحده لا يصحبه إلاّ أخيه عمر وفهم بزرجمهر المؤامرة لكنه كان على ثقة من فوز حمزه ..

    وانطلق حمزه ورفيقه عمر الى حصن تيزان فى الوقت الذى أرسل فيه بختك كتابا وصرة من الجوهر مع رسول وصل قبلهما ليحثه على قتل حمزه وكان معقل البهلوان فارسا شجاعا وشريفا لا يحب الغدر والخيانه وعندما التقى حمزه سأله لماذا تقاتلنى وليس بيننا عداوه رد حمزه بأنه عصى ملكه وخرج على طاعته فعرض عليه معقل أن يأخذه أسيرا للملك دون قتال لكن حمزه رفض وأصر على القتال فرضخ معقل والتحم فى قتال عنيف ظهرت فيه قوتهما وشدة بأسهما واستمر على هذه الحال خمسة عشر يوما حتى وجه حمزه ضربة أصابت جواد معقل فوقع على الأرض وأعلن استسلامه واتفقا على أن يكون من رجاله وعادا معا الى المدائن بعد أن أطلعه معقل على كتاب بختك والأموال التى ارسلها اليه ..

    ولكى يبر حمزة بقسمه أرسل معقل فى قفص مقيداً إلى كسرى بالاتفاق معه على أن يلحق به بعد قليل ، وحين وضع القفص أمام كسرى أوعز إليه بختك أن ياقيه فى النار خشية أن يظهر كتابه إليه ، وتقدم الرجال ليحملوه إلى النار لحظة دخول حمزة الإيوان فاستل سيفه وصاح فيهم فأسرعوا بالهروب من أمامه وأسرع إلى معقل وفك وثاقه واستأذن كسرى ليعفو عنه فقد أصبح من رجاله ، وهنا أسقط فى يد بختك وتملكه غيظ شديد وراح يقدح زناد فكره ليجد طريقة أخرى يتخلص بها من حمزة وهؤلاء العربان الأجلاف وخطر على باله صاحب سرنديب " اندهوق " وهو فارس لا مثيل له فى هذا الزمان فاستراح باله وانفرجت أساريره ولكنه انتظر حتى ينفرد بالملك ليحدثه فى الأمر وبعد أيام قليلة فاتحه بختك فى أمر اندهوق الذى خرج عن طاعة الملك كسرى ومن أجل حبيبته قرر أن يصبر على كسرى مرة أخرى وخرج من الإيوان مع رجاله إلى معسكره وقد عزم على الرحيل فى الغد وحين خروجه لمح مهردكار فى شباكها وقد شعرت بما يحاك له من مؤامرات فسالت دموعها ، لكنه طمأنها بنظراته وابتسم فى وجهها فهدأت ، ومع شروق الشمس انطلق حمزة ورجاله جميعاً إلى سرنديب وكان بختك قد فعل ما فعله من قبل مع معقل وأرسل رساله إلى اندهوق باسم الملك يعده فيها بملك العرب وما هو أكثر إن قتل حمزة ، وقبل أن يصل الجيش إلى سرنديب مروا بوادٍ كثير الشجر طيب الهواء صافى الينابيع فرأى حمزة أن ينزلوا به للراحة لمد ثلاثة أيام فحطوا الرحال وضربوا الخيام وانتشروا يستمتعون بجمال المكان ، اشتاق حمزة للصيد فخرج وحده للبرية يبحث عن مكان للصيد وتوغل فى البرية حتى شعر بالعطش واشتد عليه الحر فأخذ يبحث عن عين ماء أو بئر وما من أثر لشيئ ، وعلى بعد شاهد ما يشبه الصومعة فاطلق نحوها وطرق الباب ففتح له ، سمع أصوات ترحب به وتناديه باسمه فدهش إذ رأى ما يقرب من أربعين شيخاً ذوى لحى بيضاء طويلة ، سألهم كيف عرفوا اسمه ، قالوا إنها وصية من سيدنا الخضر أخبرنا عنك وأنك تجيئنا فى يوم وقد استبد بك العطش وترك لك أمانة معنا وأعطوه رمحاً ملولباً رأسه مسمومة يقتل من يلمسه على الفور كما أعطوه ثوب مدبج بالزخارف مزين باللؤلؤ والجوهر ، شكرهم حمزة وعاد إلى المعسكر وقد اطمأن قلبه ، وفى الطريق قابله عمر وهو يبحث عنه فقد شعر بالقلق لغيابه وسأله  من أين أتى بهذا الرمح العجيب وذاك الثوب فأخبره حمزة بخبرهما ، سأله عمر ألم يترك لى الخضر شيئاً معهم ، لابد أنه تذكرنى بشيئ ، ضحك حمزة ومضى فى طريقه لكن عمر ألح وسأله عن الطريق إلى تلك الصومعة فأخبره حمزة ، انطلق عمر كالريح حتى وصل إليها ، طرق الباب وسلم على الشيوخ وأخبرهم عن اسمه وسألهم : ألم يترك سيدى الخضر شيئاً ، تبسم الشيوخ وقالوا له بل ترك لك أكثر مما ترك لحمزة ، خفق قلبه فرحاً ، جاءه شيخ وسلمه سيف صقيل لم ير مثله من قبل ، سلمه آخر خنجر أحسن من السيف ، مقبضه من الماس وقال له إن اسمه خنجر اسماعيل ، وأعطاه ثالث جراب اسمه جراب اسماعيل أيضاً وهو من الجلد طوله ذراع وعرضه ذراع مهما وضع فيه لا يمتلئ أبداً ، وسلمه رابع طماقات من الجلد إذا لبسها فى رجليه لا يشعر بتعب أبداً حتى لو دار حول الأرض كلها على قدميه ، أعطاه الخامس مرآة والسادس مكحلة وأخبراه أنه إذا تكحل بالمكحلة وضرب على المرآة بقضيب وقال " بحق ما كتب عليك من الأسماء أصير مثل فلان " يصير مثله فى الحال ، وللمرآة فائدة أخرى فإذا أراد أن يقصد مكاناً عليه أن يضع المرآة جهة القبله ويذكر اسم المكان الذى يقصده فيظهر له فى الحال بطرقه وجهاته ، وطار عمر سعادة بهذه الأشياء وسأل هل هناك شيئ آخر فقالوا نعم هناك الدعاء لك وعاد عمر إلى المعسكر منتشياً بما حصل عليه ، ورأى أن يجرب المرآة والمكحلة فطلب أن يكون مثل النعمان ، وتحير الحاضرين عندما رأوا نعمانين أمامهما وغضب النعمان الحقيقى وقبل أن يتطور الأمر كشف لهم الحقيقة وسط دهشة وضحك الذين عاشوا هذا الموقف الغريب ..



samibatta

أهلاً ومرحباً بك عزيزى القارئ .. أرجو ألاّ تندم على وقتك الذى تقضيه معى ، كما أرجو أن تتواصل معى وتفيدنى بآرائك ومناقشاتك وانتقاداتك ..

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 26 إبريل 2014 بواسطة samibatta

ساحة النقاش

سامى عبد الوهاب بطة

samibatta
أهلاً ومرحباً بك عزيزى القارئ .. أرجو ألاّ تندم على وقتك الذى تقضيه معى على صفحات هذا الموقع .. كما أرجو أن تتواصل معى بالقراءة والنقد والمناقشة بلا قيود ولا حدود .. ولكل زائر تحياتى وتقديرى .. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

97,822