(( الزوج بين بحر زوجته و برها ))
.................................
عندما تصل المرأة إلى أوج غضبها تستبيح لنفسها كل السبل فلا تحتاج أي كلام لتبرير أفعالها وتصرفاتها الناتجة من خلايا حزنها ، فإنها تمتطي صهوة فرس الجنون ، لتتعارك مع إعصار ألمها ، تعاند قُطاع دربها بين نبض قلبها و الوتين ، فتكسر كل القيود والحواجز التي قد تكون عائقا أمام خطاها الإنتقامية ، حتى الدموع التي تذرفها عيناها قد تكون ناتجة عن تفاوضها مع القهر ، عندها لا تبصر أمامها ولا تدرك أن للأشياء ألوان قد تفرقها عن بعضها البعض ، فيتسلل سيف مخالبها لتغرزه في قلب دجى الليل إن تعارض مع حروف شجنها ، لهيب البركان الذي يتفجر كل حين وحين في حناياها وقود على قداح لتضرم به نيران جبهات المواجهة ، فيتصاعد دخان مآقيها ليكتم كل منافذ الانفاس ، ربما تنتحر بداخلها الذكريات الجميلة أو تحرق بعمقها الأشواق ، فلا تدرك او تستوعب أي كلام قد تتلقاه أذناها ، لتخمد جمر الاحتدام في ساعته .
لكنها سرعان ما تهبط من أفق البكاء ، لتعيد النظر و تبحث عن الأنثى بداخلها فينطفأ اللظى العارم في ثناياها ، وكلمة قد تحييها أو تميتها .
عندما تسبق سهام الاتهام لحبيبها و تكون من فورة الغيرة ، قد ادركت طريقا مسدودا تحاول التحليق كالنسر الذي انقض على من تعدى على عش صغاره ، لكن ما عساها فاعلة عندما تيقين بعد ان تصمت أن كل ما فعلته كان حكما مسبقا ، و الامور التي اشعلتها كفتيلة السراج ليس لها وجود فقط هي مجرد سيناريو في مخيلتها و نسيج من عباءة غيرتها ، و فيض من بئر مشاعرها و حبها الكبير لتوأم روحها فتهبط كقطة صغيرة تبحث عن احضان دافئة تحتويها ، فتطلق شفتيها ابتسامة بريئة و نظرة غجرية تنوي بها الإصلاح ، فيهدأ اعصارها الصارخ و ترجع كالحمل الوديع ، انها أنثى فقط أنثى بمعنى الكلمة .
تحياتي لكل زوجه عاشقة مجددة حبها لزوجها ، و ليس أجمل من التصالح بعد الغضب .
بقلمي .......... / خولة ياسين