غيرني ذاك الفراق
لم أكن انا كما أنا اليوم
ما كنت هكذا قبل هذا
صار عالمي أسودًا
غيرني فراقك طبعا غيرني
ذبلت الزهور و اِصفرت
رحل الربيع و استوطن
الخريف كل فصولي
تلاشت كل نجماتي في
ليلي الطويل العبوس
صارت حروفي كلها باهتة
غاب عنها دفء المحبة
تسارعت الأزمان فكبرت
قبل وقتي ..صِرت ذاك الشيخ
الذي ضَعُف سمعه فما
عاد يسمع غير همساتك
ضعف النظر فما عاد
ير غير صورتك في الأفق
هدَّ بُعدك جسمه فصار نحيلا
لا يقدر على المُضي
قُدمًا و لا الرجوع الى أحضانك
نعم غيرني بُعدك لا أكذب
لو قُلتُ أنكِ غيرتِ تاريخي
غيرت ملامح وجهي
فصار شاحبًا في ريعان شبابه
كيف أمكنكِ هذا يا من
زرعتِ فيّ النور في يومٍ
من الأيام.كيف زرعتِ ظلمة
الوِحدة فيّ اليوم..؟؟
كيف اِستطعتِ أن تقلبي موازين
الحياة عندي يا مستبده.؟؟
لكِ كل التحية و التقدير
سيدتي لأنك فعلتِ هذا في
لمح البصر و دون علمي
أبلغك اليوم أنني من دونك
صريع كما خططتِ أنتِ
نعم هو حبك من فعلها ومن غيره
غيرني حبك يا من تتغير
في المرة مليون مرة
غيرني بُعدكِ يا من تَقترِبُ مني
لحظة لِتبتعد سائر الدهر
نعم لم أعد كما كنت سابقًا فقد
اِنتهى عصري الذهبي
و حل محله عصر الدمار
و الاِنهيار..عصر الموت
و الانتحار على يد مصبوغة
الرموش..حبيبتي و نصيبي
من الآهات طول عمري
غيرني حبك يا سيدتي
و رماني في عالمٍ غير عالمي
.توقيع عبد الغني ميلس