المصدر: الحلقه السادسه ( اميرة الكهف المسحور )
بعد مده زمنيه ليست بالوجيزه وفي غمار المحاولات المستفيضه من الجميع يفيق الطفل مرسان الذي بدت علي ملامحه آثار الإعياء والتعب بينما طرأ عليه تغير طفيف في عينيه آذ لمع بريقها مع ذلك الإتساع في حدقتيه بينما ظهرت بعض الخصلات البيضاء علي صدغيه وبين تسمر جسده ورعشة كفيه يضمه والده صفوان الي صدره ليهدأ من روعه
علي حين سمع من داخل جدار الإيوان صرخة إستغاثة عظيمه تبعها صوت نحيب وانين اخذ يخفت شئ فشئ حتي تلاشى داخل صمت الجدار وأحجاره الصماء ....
لم يكن احدآ ليدرك مدى تلك القوى الخارقه التي حواها جسد الطفل مرسان وكأن القدر يعده الي مواجهة عظيم الأمور ...
وقد كان لحادث قلدس الزوبعه الأثر الكبير في ذلك الأحباط الذي خيم بظلاله المريره علي نفس السلطان سهمان بل امتد ليشمل كل شعب الصولجان ..
مرت الليالي والأيام ثقال طوال .
وعلي الرغم من حزن السلطانة والسلطان الا ان حزنيهما لم يمنعهما من الإهتمام بأحوال الرعية والإرتقاء بشأن البلاد بعد ان رمموا دور العلم وصروحه وشقوا الجداول واقاموا السدود فأثمرت البساتين حتي بدت السلطنة كلها وكأنها بستان كبير
علي حين توطدت صداقة الصديقان سندان ومرسان فتراهما علي ظهري جواديهما يتدربان بإتقان وتارة بين البساتين يتسابقان
وفي يوم من ذات الأيام وبعد مرور مايقرب من السبعة اعوام علي اختطاف الأميرة نور
كان الصديقان يتدربان بالقرب من ذلك السور الذي شيده رجال السلطان حاجزآ بين السلطنة والأدغال وكان شاهق الإرتفاع ذو بنيان عظيم ..
ليأخذ الفضول مأخذه من الغلامان ذوي الإثني عشرة عام
وبجرأة الفرسان واندفاع الغلمان يتعاهدان علي إجتياز ذلك السور مهما كلفهم ذلك من أمور علي ان يحتفظا بذلك السر الخطير مدى الحياة فيما بينهما
فاتفقا علي موعد اكتمال القمر
وعندما ارسلت القمر جدائل طيفها الفضي علي البساتين تأهب الفارسان الصغيران الي تسلق الجدار وكلآ منهما مدججآ بأسلحته وسهامه ..
وفي تحد غريب وإصرار اكثر من مريب ينجحان في تسلق الجدار ليجدا نفسيهما بين اشجار سنهاد الضخمة الكثيفه والتي تشابكت فروعها فيصعب اجتيازها ومرورها ماعدا ممر ضيق كأن بدوره قابعآ في المكان مخترقآ لتلك الأشجار مع ذلك النهر الذي لاح لهم من بعيد ..
وبخطوات يملؤها حذر الكبار من المخضرمين في عالم الفرسان اخترق الصغيران طريق الأدغال بمحاذاة ذلك النهر الذي وجدوه وقد راعهم صفاء ماء ذلك النهار واسماكه وزواحفه بين صخور وشقوق قاعه عاديك عن شعابه ومرجانه ... بينما تراقصت الفراشات علي اوراق الشجر العريضه التي سقطت مفترشه صفحته
وكأنها تغرد لموكب النور والحبور مع ترنيمات البلابل والعصافير فوق الشجر
ليستمر الفرسان في التقدم والإكتشاف مخترفان أدغال سنهاد وسط فرحة عارمه وذهول ..
وما أن ارسلت الشمس جيوشها النورانيه بسهام أشعتها الذهبيه
حتي هاجت مياه النهر وماجت
ففرت من فوق صفحته الفراشات
وتقافزت علي جانبيه الزواحف والفقاريات
ليتواري الفارسان بعيدآ عن شاطئه متسلقان جزع ضخم لإحدي الأشجار
يرقبان وقد هالهم منظر ذلك الثعبان الضخم الذي ملأ ضفتي النهر وهو يزحف داخله
حبس الصغيران انفاسهما وأخذا يتسلقان حتى وصلا قمة تلك الشجره ليصبحا في مأمن من ذلك الثعبان
ومن أعلي مكان اتخذا قرارهما برميه بالسهام
وفي لمحة من البصر تراشقت السهام فوق رأس ذلك الثعبان فاصطدمت بصلابة تكوينها لتطيش منزلقه في الماء منغرسه بين الصخور في القاع ليجن جنون ذلك الثعبان الذي نظر الي مصدر السهام فلمح الفارسان فوق اعلي فروع الشجر ليفتح عن فكيه زاحفآ نحو الشجرة وكأنه يحاول قضم جزعها ...... الي اللقاء في الحلقة السابعه .... ياسر السمطي
مجلة ۞ أكَََـاديمـيـــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞ ... رئيس التحرير أ/ خوله ياسين ...... رئيس مجلس الإداره أ/ ياسر السمطي
نشرت فى 18 سبتمبر 2014
بواسطة samaty
مجلة. ۞ أكَََـاديمـيـــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞
مجله ۞ أكَََـاديمـيــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞ رئيس التحرير أ/ خوله ياسين ... رئيس مجلس الإداره أ/ ياسر السمطي »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
90,688