saharyfolk (عبدالوهاب حنفى )

فولكلور سكان الصحارى المصرية

 

 

 

 

 

                               عمارة المسكن فى الواحات الداخلة

 

                                              ( عبد الوهاب حنفى )

 

 

 

تعتبر العمارة التقليدية فى الواحات واحدة من اهم العناصر الثقافية المتميزة ، ولعلها تأتى فى مقدمة ما تدرسه الايكولوجيا الثقافية التى تعنى بمدى التوافق – والتوفيق – بين احتياجات الانسان ، ومعطيات بيئته الطبيعية ، وهو اشد ما يتمثل فى العمارة التقليدية عامة ، وفى الواحات بصورة خاصة ، لما تتميز به من سمات وظروف جغرافية غاية فى الخصوصية والتفرد ، وربما – او من المؤكد ان ذلك هو السبب المباشر الذى يعطى الواحات  علامة التميز الأولى فى عيون زائريها لأول وهلة

 

                                           الكتلة العمرانية

 

وتعنى الكتلة العمرانية ذلك المشهد العام لمعمور الواحة ككل ، بما تتضمنه من عمارة مساكن ،وشوارع وحارات وميادين ومبانى خدمية وعمارة  عمل  ) مخازن محاصيل واعلاف ، واماكن ايواء الحيوانات ، واسوار الحدائق (         وعمارة اعتقادية )مساجد، قباب اضرحة ، مقابر ،،،(

وتتفق الكتل العمرانية فى الواحات بصفةعامة فى انها مقامة فوق هضاب واسعة  ، وتعود هذه الظاهرة الى اسباب هى – فى الأساس – دفاعية ، منها :

1- الدفاع ضد هجمات البدو المتكررة على سكان الواحا ت بهدف السلب ، كان من اهم اسباب اقامة الكتلة العمرانية فوق هضبة مرتفعة ، بالاضافة الى احاطة الكتلة بأسوار تلفها ، واحكام الدخول والخروج من خلال بوابا ت لاتزيد عن ثلاث ، ذات مواصفات خاصة لا تسمح الا بدخول الدابة بما تحمله ، دون راكبها ، بوابات تغلق ليلا وتفتح فجرا

 

 2- ومثلما كانت قرى وادى النيل تقوم على ربوة عالية تجنبا للفيضان الطاغى ، فان الواحات كان تتجنب ايضا خطر المياه الجوفية التى كانت كثيرا ماتتدفق ذاتيا دون تدخل بشرى باعمال الحفر ، ما دفع السكان لتشييد مساكنهم فوق الهضبة ، خاصة وان خامة البناء هى الطوب اللبن  

-                                      

-                                         الشوارع

 

وتتسم شوارع وممرات الواحة بالضيق بما لايزيد عرضها على المترين ، واحيانا أقل ، وهى غالبا ماتكون شبه دائرية تتفرع منها ازقة اشد ضيقا ، وتتلاقى الشوارع فى نهاياتها لتؤدى الى احدى بوابات الواحة

وتنتشر فى الواحات الداخلة ظاهرة السقائف ، وهى عبارة عن سقف لجزء من الشارع ، احيانا يعلوه  جزء من مسكن ، واحيانا اخرى لا يعلوه بناء ،  ويطلق على هذا الجزء  - فى الواحات الداخلة اسم  ( السقيفة ) وعادة ماتكون السقيفة لعائلة تملك المسكنين المتقابلين على جانبى الشارع ، وبالتالى فأن السقيفة تسمى بأسم هذه العائلة ، كتعريف لموقعها الجغرافى من الواحة .

والسقيفة لها اكثر من وظيفة  :

= تساعد السقيفة على تبريد تيارات الهواء الساخنة صيفا عبر شوارع الواحة

= اقامة احتفالات الزواج وسهرات السامر المصاحبة

= زيادة مساحة البيوت باضافة الجزء الذى يعلو السقيفة

= يستخدمها كبار السن فى نوم القيلولة على مصاطبها المقامة على جانبيها

=تعلق على جانبيها اوانى فخارية اسطوانية الشكل ( تسمى علاوة ) مملوءة بالماء كسبيل للمارة

= فى جدرانها طاقات وهى عبارة عن فتحات غير نافذة تستخدم فى وضع لمبات انارة تعمل                   بالكيروسين لاضاءة السقيفة ليلا ، كما يوضع بها ما يسمى  (سراج ) وهو يستخدم فى علاج سحرى كأحد المعتقدات السائدة فى الواحات الداخلة

=اضافة مساحة الشارع الى مساحة الطابق الثانى للمسكن الواقع فوق السقيفة

= من أشهر استخدامات السقيفة – فيما مضى – كانت ظاهرة تعليق ( قوادس ) الاطفال فى احتفالية عاشوراء ( وهى الاحتفالية التى سيأتى ذكرها تفصيلا فى فصل العادات والتقاليد .

 

 

كما تتسم شوارع وممرات الواحة بالتعرج والانحدارات الحادة التى غالبا مايتم التغلب عليها بعمل درجات صخرية للصعود والهبوط ، ذلك لان الهضبة المقامة عليها الواحة غير مستوية

و-تتوسط الكتلة العمرانية حوالى ثلاثة ميادين صغيرة نسبيا ، تقع عادة عند منطقة تلاقى عدة شوارع  ، وغالبا ما تؤدى هذه الميادين الى بوابات الواحة ،

وعلى هذه الميادين تقع المتاجر وطواحين الغلال والمسجد واماكن الخدمات العامة

 

ومن الملاحظات الجديرة بالتسجيل هو ان هناك بعدا طبقيا فى توزيع العائلات على مساحة الهضبة ، ففى موط والقصر وبلاط نجد ان الطبقة العليا تنفرد بالجانب الشمالى من الواحة مثل عائلات العمدة والمشايخ  ، اما ابناء الطبقة الدنيا من الفلاحين فأنهم يتجمعون فى القطاع الجنوبى من الهضبة  ، بينما نجد فى القلمون ان الطبقة الحاكمة كانت تحتل وسط الهضبة ، بينما بقية السكان من الفلاحين يسكنون فى اطراف الهضبة ،

ويعلل البعض سكنى الطبقة العليا فى القلمون وسط البلدة الى ان هذه الطبقة كانت تنتمى الى الأتراك ، والغز ، وبعض الوافدين ، ممن يخشون السكنى على اطراف الواحة ، وتعرضهم لهجمات البدو وغاراتهم الدائمة .

وفى الغالب ، تتجمع كل عائلة كبيرة فى منطقة محددة ، تحتوى على مجموعة من البيوت المتلاصقة ، ويطلق عليها اسم ضرب ، وكان للضرب فيما مضى بوابة ، تتحكم فى الدخول والخروج تغلق بعد الغروب وتفتح مع صلاة فجر اليوم التالى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       

                                                                                                                                                                                        المسكن

 

يقوم المسكن التقليدى فى الواحات على مساحة محددة سلفا لكل عائلة طبقا لملكيتها  المتوارثة ، وبالتالى فان عدد الطوابق يصل فى بعض الأحيان الى خمسة طوابق ،وذلك فى حالة الأسرة الممتدة ، ومع التزايد السكانى لكل عائلة يكون الحل دائما هو  التوسع الرأسى ، لأن مساحة الهضبة لا تسمح بالتوسع الأفقى

بداية يقوم معظم السكان باقامة مصطبة بطول حائط واجهة البيت ، تستخدم فى جلوس الراحة ، ولكبار السن الذين لاتقوى صحتهم على ( السروح ) للغيط بشكل يومى ، كذلك تستخدم فى مناسبات الافراح حيث تقام ليالى السامر امام بيت الفرح ، وايضا فى حالات العزاء .

   تصنع ابواب البيوت من خشب شجر السنط المنتشر فى الواحات الداخلة ، وللباب ضبة خشبية ذات فكرة وصناعة متميزة وتنفرد بها الواحة عن الواحات الأخرى ، كما يغلق الباب من الخارج عن طريق ( الميهاج ) وهو يقوم بمهمة الترباس ،ولكنه من خشب السنط 

  وهناك بعض الأبواب لبيوت الطبقة العليا تعلوها لوحة مثبتة على عتب الباب ، كتب عليها اسم صاحب البيت ، وتاريخ البناء ، واسم من قام بالبناء ،  فى نقش محفور على خشب السنط ، وينتشر هذا النوع من الأبواب فى قرى بلاط والقصر والقلمون ( وهى القرى التى كانت مقار لحكم الواحات على التوالى فى العصور القديمة )ويختلف اتساع فتحة الباب الخارجى طبقا للمستوى الاقتصادى والاجتماعى للاسرة

-         القاعة

غالبا ما يؤدى الباب الخارجى الى القاعة الاولى  والتى يطلق عليها ( حرم البيت ) ، وهى عادة ماتكون مساحة مكشوفة لا تزيد مساحتها على 3×5 م وبها توجد ( المرانة ) وهو الأسم المحلى للرحايا ، وكذلك ( بور دق الأرز) والبور هى جمع بورة بمعنى حفرة ، بعمق حوالى 25 سم وعرض 30 سم  وطول 40 سم ، وتكون البور دائما ملاصقة لحائط القاعة ، تجلس اليها المرأة محتوية البورة بكلتا رجليها المفتوحتين فى اتجاه الحائط ، وتستخدم المرأة فى دق الأرز حجر الصوان الذى يتم تهذيبه يدويا ، ويكون الحجر عادة بطول 30سم وعرض 20 سم وسمك 7-10 سم ويزن تقريبا حوالى 20 25 كجم ، وتضم القاعة حوالى 5-8 بور لهذا الغرض تستخدم جميعها فى حالات موسم حصاد الأرز ، او مناسبات الزواج ، ودق الأرز الجماعى تقوم فيه السيدات بالغناء على ايقاع الدق بالحجر ، حيث تقوم المرأة التى تقود العملية بالدق ثم تتلوها باقى السيدات  وهكذا وهم يرددون ( هايبو ، هاينى ) بصوت مرتفع ، وتعد أغانى المرانة من أغانى العمل للمرأة فى الواحات الداخلة

 

فى هذه القاعة توضع ايضا معدات الفلاح اليومية مثل مقاطف الغيط ومناجل الحش والمسحة ( الفأ س والطورية ).  غالبا ما يكون الباب الخارجى للمنضرة الذى يدخل منه الضيوف ونوافذها مطلة على هذه القاعة المكشوفة  ، والوظيفة الأساسية للمنضرة هى استقبال الضيوف وعقد لقاءات المناسبات والولائم بالاضافة الى مبيت الضيوف القادمين من خارج الواحة

وفى قرية الجديدة بالداخلة تكون المنضرة مشتركة خارج البيوت لضيوف الأسرة الكبيرة .المتجاورة بيوتهم  وتكون لاستقبال الضيوف العاديين ، بينما يكون استقبال الضيوف من ذوى الشأن فى الرواق فى الطابق الثانى

 

-         قاعة المزاير

....ومن القاعة المكشوفة نجد الباب الداخلى للبيت وهو يؤدى الى ( قاعة المزاير ) وتسمى هكذا لأنها تحتوى على المحمل الخشبى الذى توضع عليه 2-4 ازيار فخارية كبيرة توضع اسفلها ( السجيان ) ومفردها (سجا) ونعتقد ان الأسم يعود أصله الى ( سقاية ) وتستقبل السجيان قطرات الماء من ناتج رشح المزاير أعلاها ، ومن ماء السجيان ( المرشح)  يتم ملئ القلل الفخارية التى توضع غالبا على ( غرازة ) بمعنى حمالة خشبية مثبتة خارج احد نوافذ الدور الثانى فى مصد هواء بهدف التبريد .وفىقرية القصر يطلق اسم سقيفة المزاير على هذه القاعة

ومن المعروف ان قاعة المزاير تكون هى المكان الأقل فى درجة الحرارة عن باقى غرف البيت وبالتالى فأنها عادة ماتكون مصدرا مهما للتيار البارد ( الطراوة ) وتمريرها الى باقى المسكن .

وتعد قاعة المزاير نقطة التوزيع الأولى ، حيث منها الباب الداخلى للمنضرة والذى يستخدم فى دخول اهل البيت اليها وادخال الطعام للضيوف ، وعادة ماتكون المنضرة أكبر الغرف مساحة حيث تصل مساحتها الى 4×6 م تقريبا ، وتفرش أرضها بالحصر الطولية والكنب الخشبية المعروفة، وتستخدم الطبلية لتناول الطعام وسط المنضرة .

 ومن القاعة تكون ابواب الغرف السفلية ومخازن الغلة ( القمح والارز )   وفىقرية القصريطلق على مخزن الغلة اسم الحاصل ، كما يضم الدور الأرضى كذلك غرفة او غرفتين للنوم فى الشتاء

ومن القاعة ايضا نجد باب ( الشريعة ) وهو المؤدى الى المنطقة المفتوحة الواسعة خلف البيت والتى تضم فى جزء منها الفرن البلدى والمطبخ ( كانون من الطوب والطين ) وفى الجانب المقابل يكون ( مسطاح ) الفراريج وهو مكان تربية الدواجن والارانب ، ( فى قرية تنيدة تسمى هذه المنطقة الملقة ) وهناك بعض الفلاحين ممن يربون الابقار فى مساطيح الغيط المجاور لمواقع الآباروالتى دائما ما تقع بعيدا عن الكتلة السكنية للواحة ، فأنه يقوم بالابقاء على البقرة التى تلد حديثا فى المسطاح الخلفى للبيت ضمن مكونات ( الشريعة ) وذلك حتى يمكن حلب البقرة صباحا ومساء كل يوم ، الى أن يكبر وليدها ويجف لبنها فتعود مع مثيلاتها الى مسطاح الغيط .

-          

-         السلم

أما آخر توزيعات قاعة المزاير هو السلم المؤدى الى الدور الثانى ، ولكن قبل وصوله وفى منتصفه تماما توجد ( بسطة السلم ) وهى مكان تغيير مسار واتجاه السلم الى اليمين او اليسار طبقا لموقع الدور الثانى ، ومن بسطة السلم نجد باب ( الكنيف ) بمعنى المرحاض وهوعبارة عن بناء مغلق له فتحة علوية لقضاء الحاجة ، اسفلها حوض كبير له فتحة على الشارع تغلق بالطوب والطين ولا تفتح الا عند ملئ الحوض بالمخلفات الآدمية والرماد المتخلف من فرن الخبيز والمطبخ ،  واخلائها لاستخدامها سمادا عضويا للارض الزراعية ، ثم يعاد غلق الفتحة مرة أخرى .

على بسطة السلم وفى الحائط توجد فتحة غير نافذة بارتفاع حوالى 40 سم وعرض 30سم تستخدم فى وضع ( لمبة صاروخية ) تعمل بالفتيل المغموس فى الكيروسين ، وظيفتها الاضاءة للسلم صعودا وهبوطا ، حيث تقع البسطة فى مفترق السلم .وتسمى هذه الفتحة ( الطاقة )

 

-         المجلس

مع مواصلة صعود السلم نصل الى الطابق الثانى الذى يعتبر أكثر خصوصية لسكان البيت ، فنجد فوق القاعة مباشرة مايسمى ( المجلس ) وهو – تقريبا – بمساحة القاعة السفلية ، وهو نقطة توزيع الدور الثانى . ( وفى قرية القصر يطلق اسم سقيفة على المجلس)

والمجلس هو مكان المعيشة لأفراد الآسرة لتناول الطعام ومكان لتجمع السيدات فى المناسبات  ومنه الى ( الرواق ) وهو يستخدم كغرفة لنوم رب الآسرة ، ويقع الرواق – تماما- فوق المنضرة وهو المكان الوحيد المطل بنوافذه على الشارع ، وأحيانا ما تكون هناك نافذة واحدة على المجلس وهى التى تدق فى حائطها الخارجى غرازة القلل ، وتطل من المجلس ابواب الغرف الباقية للأبناء وزوجاتهم وأطفالهم ( فى حالة الآسرة الممتدة )وعادة ماتكون غرف الأبناء بمساحة لاتزيد عن 2×3 م وتكون فتحاتها مطلة على ( الشريعة ) خلف المنزل وليس لها نوافذ على الشارع .

 

 

-         السطح

ومن المجلس ننفذ الى سلم السطح ( فى حالة المسكن المتوسط الذى يتكون من طابقين فقط ) والسطح فى مسكن الواحات الداخلة – عما عداها من باقى الواحات المصرية الأخرى – يعد فى أهميته بمثابة نصف المسكن ان لم يزذ !!

والسطح هو المساحة الكلية العلوية للمبنى ، وتتعدد استخداماته التى يمكن حصر بعضها فيما يلى

-         تجفيف محصول الارز على ابراش من الخوص وتعريضها للشمس قبل عملية الدق      ( التبييض )

-         تنشير البلح فى الشمس قبل وضعه فى اوانى فخارية كبيرة ليكون ( عجوة) ويطلق على هذه العملية ( كبس البلح )

-         نشر الغسيل

-         النوم فى ليالى الصيف لكل افراد الاسرة على حصر وفوقها فراء الخراف التى تذبح كأضحيات موسمية .

-         اقامة المولد والحضرة المتلازمتان مع ليلة الزفاف فى احتفاليات الزواج

-         فى جنبات أرضية السطح فتحات نافذة فى سقف الغرف المقامة فى المجلس لتهوية هذه الغرف ودخول القليل من أشعة الشمس اليها، وتكون هذه الفتحات فى شكل مثلثات  يبلغ طول ضلع الفتحة الواحدة حوالى 50سم ، وتتقاطع فى كل فتحة عصاتان خشبيتان مثبتتان فى السقف بغرض حماية الآطفال من السقوط ، حيث يكون السطح هو المكان المفضل دوما لممارسة اطفال البيت للالعاب  الجماعية ، تسمى الفتحة الواحدة             ( الرو شنة )

يحد السطح من كل جوانبه سور بارتفاع 150 – 170 سم له فتحات طولية متلاصقة ،تسمح برؤية الشارع دون رؤية داخل السطح ، وتعد هذه الفتحات بمثابة زخارف تاج البيت ، معطية صورة جمالية ملفتة ، وقد كانت هذه الاسوار فيما مضى – عند ابناء الطبقة الدنيا – تقام من جريد النخل  ، الذى كان يطلق عليه اسم ( الزرب ) ولم يعد هذا الزرب قائما حاليا الا للحدائق فقط

وفى قرية القصر يضم المسكن الواحد أكثر من سطح ، فلديهم ( السطحة الغريقة ) وهى تكون بين الطابق الثانى والثالث وهى لنوم الأطفال صيفا ، بينما يضم السطح العلوى غرفة واسعة تسمى رواق السطح وتستخدم لنوم الضيوف ( وهذا الرواق يسمى فى قرية القلمون الطيارة ، ويكون لنوم رب الأسرة )

 

                                          عمارة قرية القصر

على بعد 35 كم  فى الاتجاه الشمال الغربى من مدينة موط ( عاصمة الواحات الداخلة ) تقع قرية القصر  التى تضم مدينة تاريخية يطلق عليها ( القصر الاسلامية ) وهى مدينة فريدة فى معمارها ، تقع فوق ربوة  ، وهى الكتلة العمرانية المتكاملة الوحيدة الباقية بكاملها فى الواحات عموما ،

شيدت مبانيهامن الطوب اللبن، الطرق الداخلية بها دائرية ، حتى قيل أن تخطيط حى (جاردن سيتى ) بالقاهرة  قد تم نقلا عنها ، يحيط بها سور يلف المدينة بأكملها ، به بوابات من خشب السنط ، لكل بوابة ثلاثة مزاليج لاحكام الغلق  ، الطرق فيها مسقوفة فى معظمها ، وبها قطاعات لاتتعدى العشة امتار بلاسقف  بغرض الاضاءة والتهوية .

تضم القصر الاسلامية – اضافة الى المساكن – مدرسة ومسجد يعود الى نمط العمارة الأيوبية ، ومحكمة ، وطاحونة للغلال ، ومعصرة زيتون ، وتدل الاشكال والهندسة المعمارية للمساكن على أنها لم تكن لسكنى العامة ، وذلك لاختلافها عن بقية القرى القديمة بعمارتها التقليدية .

والمساكن فى هذه المدينة تتميز بالاتساع المفرط فى مساحة الغرف ، وغالبية البيوت فيها من ثلاثة طوابق ، ومن الملفت للنظر أن هذه البيوت لاتضم أسطح على غير عادة سكان الواحات الداخلة عامة .

من الأساليب المعمارية المتميزة فى هذه المدينة  نجد أسلوب ملاقف الهواء ، حيث يتم بناء الجدار الشمالى ( البحرى ) للمسكن من حائطين متجاورين لايفصل بينهما سوى حوالى 20 سم  وبالحائط الخارجى نوافذ واسعة مزينه بتقاطعات خشبية ( أرابيسك ) يدخل منها الهواء فيصطدم بالجدار الداخلى الذى يمرر الهواء عن طريق فتحات اسفل كل غرفة بالداخل ، وهو أسلوب تنفرد به هذه المنطقة دون غيرها فى الواحات .

تعلو بوابات البيوت أعتاب خشبية حفر عليها اسم صاحب الدار وأسم من قام بالبناء وتاريخه .

 

اما عن تاريخ هذه المدينة فيعود انشاؤها الى ما بين 637 -646 هجرية ( 1240 -1249 م ) فى عهد الصالح ايوب بن الكامل  .

كانت القصر مقرا  لحاكم اقليم الواحات وجرجا ، وقد تم اختيارها لتكون ( مركز القيادة المتقدم ) فى اتجاه الغرب ، وهو اتجاه الصحراء الغربية والتى كانت دوما تشكل خطرا لقدوم الغزوات من الاتجاه الليبى .

فى البدء أقام بالمدينة كبار المعاونين لحاكم الاقليم وهم فى أغلب الظن كانوا من نسل المماليك ، أقاموا مزارع وحدائق شاسعة  ومتميزة - تشتهر بها القصر الى الآن – وكان يقوم على خدمتها فلاحون من أبناء الواحات يسكنون فى قرية تبعد عن القصر بحولى ثلاثة كيلومترات تسمى       ( عزب القصر )ظلت القصر على أهميتها طوال مرحلة كونها مقرا للحكم ، حتى تسلمت قرية القلمون الحكم منها فى عصر الأتراك . الا أن عمارة القصر لاتزال عفية تصارع الزمن برغم مرور حوالى ثمانية قرون على بنائها ( بالطوب اللبن )

للمزيد راجع موقعنا ( عيون المشربية ) على الرابط التالى 

http://egyptfolk.blogspot.com/2010/10/blog-post_29.html

المصدر: دراسة ميدانية
  • Currently 183/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
56 تصويتات / 2270 مشاهدة
نشرت فى 13 يونيو 2010 بواسطة saharyfolk

ساحة النقاش

عبدالوهاب حنفى

saharyfolk
متخصص فى مواد الفولكلور فى الصحراء الغربية ( الواحات المصرية الخمس وقبائل بدو منطقة مطروح و سيناء و العريش) ... عمل مديرا للفنون الشعبية بالثقافة الجماهيرية لعشر سنوات ومديرا عاما لمشروع أطلس الفولكلور المصرى لخمس سنوات وله أكثر من100دراسة بحثية وميدانية حول الثقافة الشعبية لسكان الصحراء الغربية و الشرقيه المصرية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

125,940