إدارة ضغوط العمل
إعداد الدكتور : أيمن الجيتاوي
من البديهي أن كل من يحاول أن يختلف أو يتميز عن الآخر، تلاحقه الكثير من الضغوطات سواء كان رجلاً أو امرأة أو حتى شاباً،
فكل من يسعي لتحسين علمه وعمله وقدراته، يواجه الكثير من الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية من حوله، فكلّها تصبّ في منحنى واحد،
تجعله يفقد السيطرة على أعصابه، لكن من يسعي بتميزه الفكري وحبه لتطوير ذاته، يحوّل السلبيات التي تواجهه إلى إيجابيات تدفعه نحو التمكن من عمل جاد؛ يحقق له الأهداف المنشودة والتي يسعى إليها.
ويمكن تعريف ضغط العمل هو عدم الراحة النّفسية في إنجاز المهام الوظيفية، وضغوط العمل تنتج عادة من عدة عوامل متنوعة سواءاً كانت داخ
لية من بيئة العمل، أو عوامل خارجية خارج بيئة العمل، وعدم تكيف العامل مع ضغوط العمل سيؤثر ذلك على الأداء الوظيفي الذي سيخلق مشا
كل تجعله تحت المسائلة من مرؤوسيه مما ينعكس ذلك على حالته النّفسية التي ستخرج خارج إطار العمل وتؤثر على حياته الشّخصية والعائلية م
مّا يؤدّي ذلك إلى ترك العمل؛ ولهذا لا بدّ من العامل التّأني والتّكيف وطلب المساعدة للتأقلم مع ضغوط العمل.
أنواع ضغوط العمل:
تُصنف ضغوط العمل إلى نوعين هما:
-
ضغوط داخلية: وهي تلك الضغوط التي تكون من داخل الفرد ذاته
، وتحدث بسبب إخفاء انفعالاته النفسية باستمرار، واللجوء لممارسة الكبت، مع ضعفه لمقاومة تلك الضغوط.
-
ضغوط خارجية: تلك الضغوط التي يصعب على الفرد في مواجهة المحيط الخارجي (الآخرين) من اشكاليات وصعوبات،
أو بسبب ظروف طارئة، أو عدم قدرته على تحمل الخسائر، أو في حالة موت شخص قريب وعزيز عليه، وكذلك التوتر في العلاقات مع
الأصدقاء والمعارف، وحدوث الخلافات العائلية منها الطلاق.. وغيرها الكثير من الأسباب الضاغطة.
أسباب ظهور ضغوط العمل :
هناك الكثير من الأسباب التي أَرجَعَ إليها الباحثون الضغوط النفسية، والمشاكل التي يعانون منها معظم الموظفين، وتلك الأسباب:
-
عدم تكيف الموظف مع بيئة العمل نتيجة عدم وضوح مهامه بشكل رئيسي ومفصّل بسبب تعدد الأدوار والمهام التي يقوم بها.
-
تعتبر الأسباب المادية من أهمّ التحديات ولهذا يعتبر عدم التكافؤ في توزيع الحوافز
والمكافآت من الضغوطات النفسية اتي يعاني منها الموظف، وسيتولد بين العاملين الصراع على هذه الحوافز مما سيخلق مشاحنات ومشا
كل حقيقية بينهم.
-
غياب الترابط بين الموظفين أو الشعور بالثناء والاحترام بين الزملاء تحدياً آخر لبقاء وتمسك العامل بوظيفته، فالعامل يرغب أن يذهب إل
ى بيئة عمل آمنة وهادئة ينجز مهامه بكل أريحية، وغياب التعاون داخل فريق العمل سيؤدّي إلى انخفاض إنتاجية العمل.
-
الآمان الوظيفي يعتبر تحدياً حقيقياً فعدم شعور العامل بالأمان والتهديد المستمر لوظيفته أو عمله سيولدّ ضغطاً نفسياً مما يضطره ذلك لل
بحث عن عمل من جديد.
أعراض ومظاهر ضغط العمل:
نتيجة تلقائية لتلك الأسباب التي عرضناها، تبرز عدد من المظاهر والأعراض التي يعاني منها الموظف، حيث إنّها لا تقتصر على حياته المهنية،
بل تمدد على المستوى الشخصي، ومن تلك الأعراض:
-
سرعة الغضب على أبسط الأمور.
-
معاناته من اضطرابات نفسية، وأرق قبل النوم.
-
شعوره بالقلق الدائم.
-
الاحساس بسرعة ضربات القلب.
-
تأويله الخاطئ في كل المواقف.
-
الاكتئاب والتوتر والشد العضلي.
-
الشعور بالإجهاد السريع.
كيفية التخلص من ضغط العمل:
-
ركّز أثناء عملك وفكر بطريق الوصول إلى قمّة النجاح والتقدم والإنجازات الهامة. استفيد من جميع ما تواجه من مشاكل وأزمات.
-
اشعر بالتفاؤل وخذ الأمور بإيجابية فذلك يحد من التوتّر ويجعلك أكثر إبداعاً وإنتاجاً.
راجع نفسك واسترخي وتأمل في أسباب ومصادر الضغط وحاول تحديد موقفك دون انفعال، فهذه الطريقة تجعلك تكتشف أخطائك
وتصحيحها ويجعلك أكثر صلابة في مواجهة الضغوط.
-
. تبادل الأحاديث عن ضغوطات العمل وأسبابه مع زملائك فذلك سيشعرك بالراحة النفسية
ويجعلك تتحمل عبء الضغوطات في العمل.
-
عند شعورك بأنّك لا تستطيع أن تتحمّل الضغط فعليك بتقديم إجازة لمدة زمنية، ثم تذهب في رحلات ترفيهية والتسوق والذهاب في
زيارات عائلية، حيث أن العلاقات الاجتماعية تشجعك على المسير قُدُماً؛ لأنّك ستجد الآخرين يعملون ويتحملون الضغوط وذلك سيجعلك
تعود للعمل صافي الذهن، هادئ الطباع.
-
ضع أزهاراً ووروداً ونباتاتاً في مكتبك أو مكان عملك فذلك سيحفزك على التركيز والاجتهاد والنشاط، فقد ثبت علمياً بأنّ الأشخاص الذين يحتفظون بالنباتات هم أكثر قدرة على تحمل الضغوطات وأكثر نجاحاً.
ساحة النقاش