: نظريات الأمن و السلامة : ً أدى الاهتمام بالسلامة من قبل بعض الحكومات إلى بروز الأفكار والنظريات التـي عالجت موضوع السلامة الوقائية ومن أهمها النظريات التالية ( أ ـ نظرية بيئة العمل : تعتمد هذه النظرية على أساس أن الحوادث والإصابات التي تقع إنما هـي بـسبب عدم مناسبة بيئة العمل والوسط المحيط ، وكان للثورة الصناعية في أوربا دوراً كبيراً في إيجاد هذه النظرية . ذلك لأن الثورة الصناعية في أوربا قد انطلقت وهي غير مهيأة للقيام بمثل تلك النشاطات الصناعية ، حيث أن المصانع قد بنيت دون اشتراطات علمية صحيحة ودون إدراك بالأخطار المحتمل حدوثها ولم تدرج أعمال السلامة فـي عمليـات الإنـشاء والتصميم سواء للمباني أو المعدات والأجهزة ، ويقول جنس مرجان " أن بيئة العمل هي السبب المباشر في وقوع الكثير من الحوادث والإصابات والوفيات " مما ترتب على ذلـك قيام أرباب المصانع بدفع التعويضات للمتضررين مـن الحـوادث والإصـابات الـذين لا يستطيعون ممارسة أعمالهم ونشاطاتهم بصورة طبيعية . لقد ساعدت هذه النظرية على إيجاد بيئة عمل خالية من مسببات الحوادث والعمـل على منع وقوع الخسائر أو التقليل منها عند حدوثها وكان لذلك المردود الإيجـابي فـي التقليل من كثرة الحوادث . ب ـ النظرية الشخصية : نتج عن الثورة الصناعية في أوربا ازدياد وتنوع في الحوادث الصناعية وصـاحب ذلك عدم وجود أنظمة أو تعليمات للسلامة ، مما أدى إلى اهتمام المفكـرين فـي مجـال الـــسلامة ، فـــألف العـــالم الأمريكـــي هنرشـــي ( Henrich) كتـــاب ( الحماية من الحوادث الصناعية ) في سنة ١٩٣١م . وتقول هذه النظرية أن الحـوادث والإصابات التي تقع في المصانع والمنشʼnت إنما هي بسبب الإنسان نفسه أكثر مما تكون سبب العوامل المحيطة به. بناء على التصرفات التي يقوم بها العاملون التي تفتقـر إلـى ( ) - التنظيم والتخطيط السليم والاتباع الدقيق لتعليمات الـسلامة ذلـك أن نـسبة ٨٥% مـن الحوادث تقع بسبب العوامل الشخصية و١٥% فقط تقع بسبب الظروف المحيطة . لقد ساعدت هذه النظرية العلماء والمفكرين والمختصين فاهتموا بدراسة وتحليـل العوامل الشخصية للانسان ثم اتباع الطرق الكفيلة لمعالجة هذا الوضع من حيث تـدريب العاملين وتلقينهم الطرق السليمة أثناء ممارستهم لأعمالهم وكيفيـة الاسـتخدام الأمثـل والصحيح لوسائل أداء العمل وأدواته ومعداته ، كما ساعدت هذه النظرية على انخفـاض معدل الحوادث والإصابات والوفيات التي تحدث في المنشآت الصناعية والمصانع . ج ـ النظرية الإدارية : تقوم هذه النظرية على أساس تطبيق علم الإدارة في ترسيخ مفهوم السلامة مـن خلال تحديد اشتراطات الوظيفة وتوزيع المسئوليات وتحديدها، فالوظيفة الـشاغرة لهـا شروط لابد لشاغرها أن تتوفر فيه من مؤهلات ودورات تدريبية وخلافه، كـذلك تنظـيم برامج الدورات للعاملين وإجراء الدراسات والبحوث حول الجدوى من الدورات التي تعقد، كذلك تطبيق مبدأ الثواب والعقاب على العاملين من خلال الترقيات والعلاوات ، وفي مقابل ذلك الحسم من الراتب وتأخير الترقية وقد يمتد إلى الفصل من الخدمة وذلك ضماناً لحسن سير العمل والتقيد بتعليمات واشتراطات السلامة. وأيضاً تطبيق مبادىء علـم الإدارة فـي برامج السلامة من خلال إجراء الاختبارات والمقابلة لاختيار الموظف الذي يتقدم لـشغل الوظائف المعلن عنها في المنشأة الصناعية ، ويراعي في ذلك اختيار الأكفاء من النواحي العلمية ومن الناحية الصحية وملاحظة لياقته البدنية، ولقد كان لهذه النظريـات آثارهـا الإيجابية على مجال السلامة من خلال قيام المسئولين عن السلامة في المنشآت الصناعية في توسيع مجال إدارة السلامة ليكون شاملاً لجميع مرافق المنشأة مـن أجـل المراقبـة . والمتابعة المستمرة للتأكد من التطبيق لأنظمة وتعليمات السلامة . منقول عن رسالة ماجستير موضوعها:مدى فاعلية تطبيق أنظمة الأمن والسلامة المهنية والتقنية
دراسة مسحية على معامل الأقسام العلمية بكليات البنات للباحث/السيد الاستاذ*فهد بن محمد المديفر بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الرياض المملكة العربية السعودية ....مع خالص تحياتى/مصطفى حافظ محمد الجندى*مستشار السلامة والصحة المهنية ومكافحة الحريق وصحة البيئة .
ساحة النقاش