<!--
رحلــــــت..
*********
رَحَـلْتِ دون ما ابْتِسَـامَـةٍ ولاَ وَدَاعْ ..
فَغَيَّمَـتْ سَمَـائِي حتّى أَظْـلَمَ النَّهَـارْ ..
وانْكَسَـرَ الشُّعَــاعْ ..
وانْطَفَـأَتْ أَنْــوَارُه، و انْتَحَـرَ النَّهَـارْ.
* * * * *
رَحَـلْتِ، فَالكَـوَاكِـبُ انْـدَثَرْنَ ، والزُّهُـورْ
قَـدْ وَدَّعَـتْ حَيَـاتَـهَا في مَعْـرضِ الصِّـرَاعْ ..
واحْتَضَـنَـتْ جُثْمَـانَـها القُبُــورْ..
ورتَّـلَتْ أُنشـودَةَ الـوَدَاعْ .
* * * * *
كَمَا اخْتَفَـتْ مَـرَافِئِي، و اجْتَاحَنِي الضَّيَـاعْ..
وهَـبَّـتِ الـرِّيَـاحُ في اسْـتِعَـارْ..
فـاحــترق الشِّــرَاعْ ..
وتَـاهَ بِـي الـرُّبَّـانُ في البِحَــارْ .
* * * * *
بَقَيْـتُ حِينَـــذَاكَ أَرْقُـبُ النَّـهَـارْ..
لَعَـلَّهُ يُبْعَـــثُ مِنْ جَـدِيــدْ ..
إِذْ هَتَفَـتْ بِيَ الـرُّعُـودُ: « أَيُّهَا الغَـرِيـق !!
أَ لَمْ تَكُـنْ ذَا قُـوَّةٍ تُحَطِّــمُ الحَــدِيـد ؟
كَيْفَ اسْتَحَــالَتْ فَجْـأَةً كأنّـها الجَلِيــد؟
يَـذوبُ قَطْـرَةً فَقَطْـرَةً، فَيَـنْـدَثِر..
كَـذَاك بَعْـد الاكْتِمَـالِ يَنْـقُصُ القَمَـر..
وتَنْطَـفِي أَنْـوَارُهُ .. لَكِنَّـه يَعُــود ..
لِيَبْـدَأَ الحَيَـاةَ مِنْ جَـدِيــد ..
ويُـرْسِـلَ الضَّـيَـاءَ مِنْ بَعِيــد..
فِي ظُـلَمِ الوُجُـــود.».
بقلم: ساسي فرفاش
تاجنانت في 21 يونيو 1985
<!--<!--
ساحة النقاش