اللَّسِنُ المُعتَّق
[أمدوحة في أستاذنا الدكتور أمين عبدالله سالم حفظه الله]
يا ربة الشعر وافيني إلى قدري ***** في مدح فذ "أمين سالم" العُمرِ
تهفو مُخيِّلتي تمجيد عالمنا ****** حامي الفصيحة في بدْءٍ وفي خبرِ
ترنو مخيلتي تخليد قصته ****** في شكل ملحمة محمودة الصور
شعر المديح قديم في دلالته ****** لا يستطيع بلاغًا عن ذُرَى البحَرِ
هذي حروفيَ سكرى في رحابتها****** أما عروضي فعجزى عن هوى القمرِ
سهل العروض عصي عن خريدتنا***** لا يستقر على حال من الطُّرر
يعيا قصيديَ عن تعظيم أشعرِنا****** فحل العلوم رسول الشعر، من مُضر
كيف السبيل لإبداعٍ وأغنية ******** تغزو المشاعر، فيها صادق الفِكَر؟!
لكن نظمتُ وخير الشعر أصدقه****** رائيةً من مُريدٍ أبيضٍ خضِرِ
قلنا: أيا مفردًا في نحونا رَصَدٌ****** يا مفلقًا لسِنَ الأشعار والنثَرِ
يا شاعرًا ذاب في الفصحى وذوَّبها****** أنت "الخليل" لنا في كل مُزْدَهرِ
كم بالتراث علمنا في بحوثكمُ ******* أن القديم هو الصافي بلا كدر
أبدعت فحل القصيد المقتفى غُررا***** فيه معانقة الموروث للعصَر
كنز القوافي ونبع في خزائنها****** قطف لذيذ ويعطي كل منتظر
ديوان أجنحة فيها بحيرتنا******* شتى الشؤون بها منظومة العبر
فيها صدًى من زمان كله نُذر****** حربا وسلمًا وألقت كل مذدكر
نجم مندى مفدى شخصه سنن***** إلف عتيق رقيق رائع الأثر
جزل اللسان مصفى علمه سندٌ ***** يحيي الغريب بشكل ساحر طهِرِ
شمس سراج لوادينا وقدوتنا******* نهر من الحب يسري ناعم الغُدُرِ
أهدى سبيل العروض المقتفى سببًا**** صفَّى القوافي من فسل ومن ضرر
هذي مشاعر نبت عاش في ثمر***** من حوضه العذب من خير و معتصر
ما زلت أذكر نحوًا زانه نظر****** عقل رحيب يصفي كل معتكر
أنت السراج الذي لي بين أحرفه****** عوالم النور من هادٍ ومن ذِكَرِ
أنت المعلم لي نحوًا أدل به******* نحو السماء بصحراءٍ أوِ الحَضَرِ
والله أدعو بأن تحيا معلمَنا******* حقا وطهرًا بباقي عمرك القدري
تحيا ببر مع الأهلين كلهمُ ****** عبدًا لرب عزيز سابغ الدررِ