جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ليس يدري الصبي.. واللهو يجري
في دماه .. حكاية ألاقه
ملء صدر العجوز .. تنتظر الليل، فتسرى لروحه التواقه
ذكريات تضئ في قلبه الكون، وتروى من الظما أشواقه
إيه يا طفلي الحبيب .. وقد صرت فتيا .. ولم تعد بي طاقه
كاد يوم التهجير يقرع بابي
وشظاياه تستبيح اختراقه
وأرى العمر فوق فوهة الموت .. يعاني خفوته واحتراقه
لك عندي حكاية عشت أصلى
بلظاها، وأرتضي ارهاقه
فرنا الطفل للعجوز مليا
ثم ألفى دموعها المهراقه
تتهاوى على طراوة خديه، وتكوى بلذعها أحداقه
وصدى صوتها العميق يدوى
في حناياه .. مضرما أعماقه
ذات يوم .. سمعت - يا ولدي -
الناس يسيرون في خطى ترهاقا
وضجيجا يثور من جهة النيل، ويشتد نافخا أبواقه
وأتت جارتي تولول في البيت، وتلقى بلفة خفاقه
كنت فيها وليد عام .. وصاحت
مات زوجي، تعمدوا اغراقه
يا لجوع الذئاب .. يصرخ بالحقد، وينصب قسوة وحماقه
احفظي خالتي الصغير برفق
ثم ولت لثأرها منساقه
في جموع تمد للموت كفا
وبكف تفجر الإشراقه
لم تعد بعد يا صغيري .. وأنى
يلفظ النهر من حشاه رفاقه !
وتراخت قوى العجوز، فنامت
نومة الروح، لا تروم إفاقه
ويكاها الصغير .. ياما بكاها
بدموع سخينة دفاقه !
كلما زار قبرها، لم يدعه
قبل أن يدمي الأسى آماقه
ويلم الزهور تحت ندى الفجر، ليلقى على ثرى القبر باقه !
ثم دار الزمان .. فانطفأ الحزن، ونامت شجونه الخفاقه
ومشت بهجة الحياة إلى القلب مراحا، وصبوة، وطلاقه
وتراءت على النيل أفراح، وغنت شفاهها المشتاقه
إن من يذهب الغداة إليها
فسيلقى مياهها الرقراقه
ويرى الزورق العتيق .. قويا
يتهادى شراعه في انطلاقه
وعليه فتى .. يجدف في النيل، ويهدى لمن في اعماقه .. أشواقه
المصدر: نوبة دوول
ساحة النقاش